الاثنين، 9 نوفمبر 2015

أصوات من السماء (1) الصوت الملائكي .. الشيخ محمد رفعت

أصوات من السماء (1)
الصوت الملائكي .. الشيخ محمد رفعت

بقلم: عثمان حنزاز
يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الدرامي عن البراء قال: "حسنوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا" . وروى أحمد وابن ماجة والدارمي عن سعد بن إبي وقاص قال: قال صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" . وعن طاوس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا للقرآن وأحسن قراءة قال: "من إذا سمعته يقرأ أريت أنه يخشى الله" رواه الدارمي.
كان من هؤلاء الذين زينوا أصواتهم بالقرآن وإذا سمعتهم يقرؤون القرآن أريت أنهم يخشون الله الشيخ محمد رفعت أمير المجودين وعميدهم، أعظم من قرأ القرآن في القرن العشرين، وصاحب الصوت الملائكي الذي أسر بصوته الجميل والخاشع قلوب الملايين من المسلمين وغير المسلمين، الذين تأثروا بقراءته الخاشعة والمفسرة لمعاني القرآن الكريم لفظا ومعنى، فكان أسلوبا فريدا في التلاوة. قال الكاتب الصحفي والاداعي ضياء الدين بيبرس "كان للخشوع في صوت الشيخ رفعت صدى عميق، فكأنه يعيد اكتشاف الإسلام في صدر المسلم مرة أخرى، ويفتح الباب على مصراعيه في صدر غير المسلم او حتى من لا يعرف العربية ولم ... وفي صوته بحة ذات شجن وقبل البحة يتجسد الخشوع بمعنى انك لا تشعر انه يتلو بقدر ما تشعر انه يسبح بحمد الله في كل آية يقراها، كان صوته نفاذا إلى قلب من يسمعه لأنه من قلبه وليس من حنجرته وعندما يتلو الشيخ رفعت القران تشعر انه يتيه به على العالمين" [1].
ولد الشيخ محمد رفت يوم الإثنين 9 ماي 1882 في حي "المغربلين" بالدرب الأحمر بالقاهرة، فقد بصره في السنة الثانية وعندما بلغ الخامسة من عمره دفع به أبوه "محمود بك" إلى كتّاب مسجد فاضل باشا بـ"درب الجماميز"، لحفظ وخدمة القرآن الكريم على يد أستاذيه السيخ محمد البغدادي والشيخ السمالوطي ، فأتم حفظه في السنة التاسعة من عمره وقبل بلوغه السادسة عشر من عمره تعلم التجويد ومنحت له شهادة إجادة حفظ القرآن وتجويده التي جاء فيها: "أنه وبعد أن قرأ علينا الشيخ محمد رفعت القرآن الكريم تلاوة وترتيلا ومجودا ومجزءا فقد منحته الاعتراف بأهليته لترتيل القرآن وتجويده" [2].
ثم بدأ الشيخ محمد رفعت بقراءة القرآن في المناسبات الاجتماعية والدينية، وفي كل يوم خميس يقرأ القرآن بالمسجد المقابل لمكتب فاضل باشا، حتى عين قارئا للسورة كل جمعة، وكان من شدة حلاوة صوته وعذوبة أداءه، امتلاء المسجد عن آخره بالمصلين حتى في الطرقات المؤدية إليه. يستمعون إلى صوته الملائكي. وظلَّ يقرأ القرآن ويرتله في هذا المسجد قرابة الثلاثين عامًا وفاءً منه للمسجد الذي بدأ فيه. ويصف الموسيقار "محمد عبد الوهاب" صوت الشيخ محمد رفعت بأنه ملائكي يأتي من السماء لأول مرة.
لم يكتف الشيخ محمد رفعت بما حفظه وتعلمه من شيخه بل اجتهد في تعلم علوم القراءة والتفسير حتى يعرف معاني الكلمات والآيات، ودرس الموسيقى و المقامات وتعلم قواعدها وأصولها، وكانت له مكتبة كبيرة من الأوبريت والسنفونيات العالمية كموسيقى "بتهوفن"، و"موزارت"، و"فاجنر"، وحفظ مئات الأدوار والتواشيح والقصائد الدينية.
فقد "كان صوته وفنه في التلاوة نفحة سماوية باهرة ملأت الدنيا وشغلت الناس ، ولم تترك لمعاصريه من المقرئين إلا مساحة متواضعة يتحركون فيها إلى جواره ، وكان صوت الشيخ رفعت فريدا في تكوينه ، فقد كان على صغر حجمه واسع المساحة معقد التكوين ،تجمع أوتاره الفذة بين القرار والجواب وجواب الجواب في لمح البصر كأنه فرقة موسيقية كاملة..." [3].
وقد ساعده على ذلك معاصرته للعديد من مشايخ القراءة والغناء العربي كالشيخ البربري وحنفي برعي والمناخلي وإسماعيل سكر... الذين استقى منهم الشيخ رفعت أسلوب التلاوة وطريقة الأداء. كما تشرب محمد رفعت من الشيخ أبو العلا محمد وعبده الحامولي ومحمد عثمان، حلاوة الصوت والنغم والانتقال عبر المقامات، فأخذ من كل واحد منهم ما يميزه عن الآخرين، فصنع لنفسه أسلوبا فريدا في الأداء حتى أصبح أول قارئ للقرآن في مصر كلها.
قال عنه الأديب "محمد السيد المويلحي" "سيد قراء هذا الزمن، موسيقيّ بفطرته وطبيعته، إنه يزجي إلى نفوسنا أرفع أنواعها وأقدس وأزهى ألوانها، وإنه بصوته فقط يأسرنا ويسحرنا دون أن يحتاج إلى أوركسترا" [4].
كان الشيخ رحمه الله أول من افتتح الإذاعة المصرية يوم الخميس 13 ماي 1934 بترشيح من البرنس محمد على الذي استمع إليه في أحد المآتم وأعجب بصوته وبأسلوب تلاوته الرائع وافتتح الإذاعة بقراءة سورة الفتح إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ، وقد سجل له قبل ذلك صديقاه زكريا باشا مهران صاحب بنك مصر والحاج محمد خميس التاجر الكبير المعروف في ذلك الوقت سورتي الكهف ومريم على أسطوانة.
تميز الشيخ محمد رفعت بالعطف والرحمة بالآخرين ومجالسته الفقراء والمحتاجين وببساطة عيشه وتواضعه وعفة نفسه وزهده فيما في أيدي الناس، فكان لا يأخذ أجرا على القراءة. ومن تعظيمه لكتاب الله لم يشأ أن يقرأ في الإذاعات أو يسجل القراءة في اسطوانات حتى استفتى الشيخ المراغي شيخ الأزهر في ذلك الوقت فأفتى له بجواز ذلك. وعَرض عليه الموسيقار محمد عبد الوهاب أن يسجِّل له القرآن الكريم كاملاً مقابل أي أجر يطلبه، فاعتذر الشيخ خوفًا من أن يمسَّ أسطوانة القرآن سكران أو جُنُب[5]. وتنافست كبريات إذاعات العالم آنذاك كإذاعة برلين ولندن وباريس على أن يسجلوا له إلا أنه كان يرفض، وكان من أقواله رحمه الله "أنا لا أبحث عن المال أبدًا، فإن الدنيا كلها عَرَضٌ زائل" .
يقول الشيخ القوصي: "عاش الشيخ محمد رفعت في بلده مصر لم يبرحها، ولم يستجب للبلاد الكثيرة التي طلبته بإلحاح شديد، فقد كان قانعا، ليس من همه جمع المال، وكان عفيفا يرفض ما يقدم إليه في مرضه على سبيل الهدايا أو العون" [6].
عرف عنه كثرة البكاء فكان يقرأ القرآن والدموع تنهمر من عينيه يتأثر بقراءته كل من استمع إليه، وكانت تحدث حالات من الوجد والإغماء من شدة التأثر بصوته الفريد، وقد أسلم على يديه الكثير ممن استمعوا إلى صوته الخاشع على جهلهم باللغة العربية، يقول الأستاذ أحمد البلك: "... وكانت بالمسجد شرفة علوية كبيرة، كان يجلس بها الأجانب يستمعون إلى صوت محمد رفعت الساحر، وبمجرد انتهائه من تلاوة القرآن كانوا يتسابقون في النزول لتقبيل يده، فمن خلال صوته وعلى يده أسلم الكثير" [7].
توفي الشيخ محمد رفعت -رحمه الله- يوم الاثنين 9 مايو 1950 بعد معاناته مع مرض الفُواق (الزغطة) الذي منعه من تلاوة القرآن والكلام وتسبب له في ورم في الحبال الصوتية، عن عمر يناهز ثمانية وستين عامًا، قضاها في رحاب القرآن الكريم وله من أبناء خمسة كان أحدهم يحفظ القرآن وكان صوته جميلا ولكنه لم يحترف القراءة. مخلفا تراثا فنيا في الإذاعة المصرية والعديد من الأشرطة التي مازالت تنتقل من جيل إلى جيل، فقد كان بحق صوت الشعب الذي اجتمعت علية كل فئات وطوائف مصر من مسلمين وأقباط وعشق صوته العديد من المسلمين في العالم، وأسلم على يده العديد من سمعوا صوته الملائكي. يقول الأستاذ محمود السعدنى "ليست هذه مبالغة، فسيد درويش ومحمد رفعت كانا زعيمين من طراز سعد -يقصد سعد زغلول-، وكما التقت طبقات الأمة وطوائفها حول سعد، وكما طربت بسيد درويش، تراها – وهنا العجب – تلتف حول رفعت بطوائفها ولم يحدث قط قبل رفعت أن استمع أقباط مصر إلى قارئ، بل إن استماعهم إليه كان بشغف وبحب وبإعجاب شديد. بل إن عظمة رفعت امتدت إلى خارج هذه الحدود..." [8].
وقد حضر لمأتم الشيخ محمد رفعت آلاف من المحبين والمعجبين بصوته من مختلف أنحاء العالم وقد نعته الإذاعة المصرية عند وفاته بقولها: "أيها المسلمون، فقدنا اليوم عَلَمًا من أعلام الإسلام" وعندما سمع مفتي سوريا بوفاته قال: "رحم الله شبابه فقد جدد شباب الإسلام" [9].
ونختم هذه النبذة التعريفية بالشيخ محمد رفعت، بما قاله الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - عندما سئل يومًا عن رأيه في كل من الشيوخ: محمود خليل الحصري، وعبد الباسط عبد الصمد، ومصطفى إسماعيل، ومحمد رفعت، فأجاب بقوله: "إذا أردنا أحكام التلاوة فهو الحصري، وإن أردنا حلاوة الصوت فهو عبد الباسط عبد الصمد، وإذا أردنا النَّفَس الطويل مع العذوبة فهو مصطفى إسماعيل، وإذا أردنا هؤلاء جميعًا فهو الشيخ محمد رفعت" [10].

[1]شكري القاضي عباقرة التلاوة في القرن العشرين.
[2]الشيخ عادل مسلم قصة حياة الشيخ محمد رفعت.
[3]الكاتب والناقد الكبير كمال النجمي مقدمة كتاب الشيخ محمد إسماعيل.
[4]الأديب محمد السيد المويلحي مجلة الرسالة.
[5]الشيخ عادل مسلم قصة حياة الشيخ محمد رفعت.
[6]احمد البلك أشهر من قرأ القران في العصر الحديث الصفحة 18/ دار المعرف القاهرة مصر.
[7]أحمد البلك أشهر من قرأ القران في العصر الحديث الصفحة 14 / دار المعرف القاهرة مصر.
[8]محمود السعدنى - ألحان من السماء الصفحة 17 / دار أخبار اليوم طبعة 1996.
[9]محمود السعدنى - الحان من السماء الصفحة 19 / دار أخبار اليوم طبعة 1996.
[10]احمد البلك أشهر من قرأ القران في العصر الحديث الصفحة 11 دار المعرف القاهرة مصر.

من قصص القرآن .. قصة أصحاب الرس

أصحاب الرس - قصة

من قصص القرآن .. قصة أصحاب الرس


قال تعالى في سورة الفرقان : {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} .

وقال تعالى في سورة ق : {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ 
وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ} .

القصة :

كان من قصتهم : أنهم كانوا يعبدون شجرة صنوبر ، يقال لها : (شاهدرخت) كان يافث بن نوح غرسها على شفير عين يقال لها : (روشنا آب) .

وإنما سموا أصحاب الرس لأنهم رسوا نبيهم في الأرض ، وذلك بعد سليمان عليه السلام وكانت لهم اثنتا عشرة قرية على شاطئ نهر يقال له : الرس من بلاد المشرق ، وبهم سمي النهر ، ولم يكن يومئذ في الأرض نهر أغزر منه ولا أعذب منه ولا قرى أكثر ولا أعمر منها .

وذكر عليه السلام أسماءها ، وكان أعظم مداينهم اسفندار وهي التي ينزلها ملكهم ، وكان يسمى تركوذ بن غابور بن يارش بن ساذن بن نمرود بن كنعان فرعون إبراهيم عليه السلام ، وبها العين الصنوبرة وقد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة وأجروا إليهانهرًا من العين التي عند الصنوبرة ، فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة وحرموا ماء العين والأنهار ، فلا يشربون منها ولا أنعامهم ، ومن فعل ذلك قتلوه ، ويقولون : هو حياة آلهتنا فلا ينبغي لأحد أن ينقص من حياتنا ويشربون هم وأنعامهم من نهر الرس الذي عليه قراهم ، وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيدًا يجتمع إليه أهلها فيضربون على الشجرة التي بها كلة من حرير فيها من أنواع الصور ثم يأتون بشاة وبقر فيذبحونها قربانًا للشجرة ، ويشعلون فيها النيران بالحطب ، فإذا سطع دخان تلك الذبائح وقتارها في الهواء وحال بينهم وبين النظر إلى السماء خرو سجدًا يبكون ويتضرعون إليها أن ترضى عنهم .

فكان الشيطان يجيء فيحرك أغصانها ويصيح من ساقها صياح الصبي أن قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا نفسًا وقروا عينًا .

فيرفعون رؤوسهم عند ذلك ويشربون الخمر ويضربون بالمعازف ويأخذون الدستبند – يعني الصنج – فيكونون على ذلك يومهم وليلتهم ثم ينصرفون . 
وسميت العجم شهورها إشتقاقًا من تلك القرى .

حتى إذا كان عيد قريتهم العظمى إجتمع إليها صغيرهم وكبيرهم فضربوا عند الصنوبرة والعين سرادقًا من ديباج عليه من أنواع الصور وجعلوا له اثنا عشر بابًا كل باب لأهل قرية منهم ويسجدون للصنوبرة خارجًا من السرادق ويقربون لها الذبائح أضعاف ما قربوا للشجرة التي في قراهم .

فيجيء إبليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكًا شديدًا ويتكلم من جوفها كلامًا جهوريًا ويعدهم ويمنيهم بأكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين كلها فيحركون رؤوسهم من السجود وبهم من الفرح والنشاط ما لا يعيقون ولا يتكلمون من الشرب والعزف فيكونون على ذلك اثنا عشر يومًا لياليها بعدد أعيادهم سائر السنة ثم ينصرفون 
فلما طال كفرهم بالله عز وجل وعبادتهم غيره ، بعث الله نبيًا من بني إسرائيل من ولد يهودا بن يعقوب ، فلبث فيهم زمانًا طويلا يدعوهم إلى عبادة الله عز وجل ومعرفة ربوبيته ، فلا يتبعونه .

فلما رأى شدة تماديهم في الغي وحضر عيد قريتهم العظمى ، قال : يا رب ان عبادك أبوا إلا تكذيبي وغدوا يعبدون شجرة لا تضر ولا تنفع ، فأيبس شجرهم اجمع وأرهم قدرتك وسلطانك . فأصبح القوم وقد أيبس شجرهم كلها ، فهالهم ذلك ، فصاروا فرقتين ..
فرقة قالت : سحر آلهتكم هذا الرجل الذي زعم أنه رسول رب السماء والأرض إليكم ليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلى إلهه .

وفرقة قالت : لا .. بل غضبت آلهتكم حين رأت هذا الرجل يعيبها ويدعوكم إلى عبادة غيرها فحجب حسنها وبهاؤها لكي تغضبوا لها . 

فتنصروا منه وأجمع رأيهم على قتله ، فاتخذوا أنابيب طوالا ونزحوا ما فيها من الماء ، ثم حفروا في قرارها بئرًا ضيقة المدخل عميقة وأرسلوا فيها نبيهم ، وألقموا فاها صخرة عظيمة ، ثم أخرجوا الأنابيب من الماء وقالوا : نرجوا الآن أن ترضى عنا آلهتنا إذا رأت إنا قد قتلنا من يقع فيها ويصد عن عبادتها ودفناه تحت كبيرها يتشفى منه فيعود لنا نورها ونضرتها كما كان .
فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم عليه السلام وهو يقول : سيدي قد ترى ضيق مكاني وشدة كربي ، فارحم ضعف ركني ، وقلة حيلتي ، وعجل بقبض روحي ولا تؤخر إجابة دعوتي ، حتى مات . 

فقال الله جل جلاله لجبرائيل عليه السلام : أيظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي وأمنوا مكري وعبدوا غيري وقتلوا رسولي أن يقوموا لغضبي أو يخرجوا من سلطاني كيف وأنا المنتقم ممن عصاني ولم يخش عقابي ، وإني حلفت بعزتي لأجعلنهم نكالًا وعبرة للعالمين .

فلم يرعهم وهم في عيدهم ذلك إلا بريح عاصف شديد الحمرة ، فتحيروا فيها وذعروا منها وتضام بعضهم إلى بعض ، ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد وأظلتهم سحابة سوداء ، فألقت عليهم كالقبة جمرًا يلتهب ، فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص بالنار . 
فنعوذ بالله تعالى من غضبه ونزول نقمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

وفي كتاب (العرائس) : 
أهل الرس كان لهم نبي يقال له حنظلة بن صفوان وكان بأرضهم جبل يقال له فتح مصعدا فيالسماء سيلا ، وكانت العنقا تتشابه وهي أعظم ما يكون من الطير وفيها من كل لون . وسموها العنقا لطول عنقها وكانت تكون في ذلك الجبل تنقض على الطير تأكل ، فجاءت ذات يوم ، فأعوزها الطير ، فانقضت على صبي فذهبت به ، ثم إنها انقضت على جارية فأخذتها فضمتها إلى جناحين لها صغيرين سوى الجناحين الكبيرين . فشكوا إلى نبيهم ، فقال : اللهم خذها واقطع نسلها فأصابتها صاعقة فاحترقت فلم ير لها أثر ، فضربتها العرب مثلا في أشعارها وحكمها وأمثالها .

ثم أن أصحاب الرس قتلوا نبيهم ، فأهلكهم الله تعالى ، وبقي نهرهم ومنازلهم مائتي عام لا يسكنها أحد . 
ثم أتى الله بقرن بعد ذلك فنزلوها ، وكانوا صالحين سنين ، ثم أحدثوا فاحشة جعل الرجل يدعوا ابنته وأخته وزوجته فيعطيها جاره وأخاه وصديقه يلتمس بذلك البر والصلة . 
ثم ارتفعوا من ذلك إلى نوع أخزى ، ترك الرجال للنساء حتى شبقن واستغنوا بالرجال ، فجاءت شيطانتهن في صورة امرأة وهي الدلهات كانتا في بيضة واحدة فشهت إلى النساء ركوب بعضهن بعضًا وعلمتهن كيف يضعن ، فأصل ركوب النساء بعضهن بعضًا من الدلهات .

فسلط الله على ذلك القرن صاعقة في أول الليل وخسفًا في آخر الليل وخسفًا مع الشمس ، فلم يبق منهم باقية وبادت مساكنهم ، وأحسبها اليوم لا تسكن .

تحياتي إليكم ..
 عزمي عبدالله محمود عمران
 Azmi Abdullah Mahmood Omran

الصحابي الجليل ربعي بن عامر - بطل من أبطال معركة القادسية

الصحابي الجليل ربعي بن عامر - بطل من أبطال معركة القادسية

بطولات اسلامية فى فتح القادسية 
الصحابي ربعي بن عامر
طود من الشموخ الإيمانيّ

 
قدم ربعي رضي الله عنه على فرس قصير ، عليه ثياب صفيقة ، يحمل رمحه ، وقلبه ممتلىء بالإيمان والعزة ..
ودخل على رستم والذي ما ترك طريقة في الإغراء إلا فعلها أمام ربعيّ ، فزين له مجالسه بالنمارق ، وأظهر اللآلئ والياقوت والأحجار الكريمة ، ولم يزل ربعي رضي الله عنه راكبـًا فرسه حتى داست على الديباج والحرير ، ثم نزل عنها وربطها في قطع من الحرير مزقها ..
صرخوا فيه : ضع سلاحك ..
فقال : إني لم آتيكم ، وإنما دعوتموني ، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت .
فقال رستم : ائذنوا له ..
فأقبل رضي الله عنه يتوكأ على رمحه فوق النمارق ، فخرق أكثرها .. 
فقال له رستم : ما الذي جاء بكم ؟.

قال ربعيّ : إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه ، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه ، ومن أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى موعود الله .
فقال رستم : وما موعود الله ؟..
قال : الجنة لمن مات على قتال من أبى والظفر لمن بقى ..
قال رستم : قد سمعت مقالتك ، فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا ؟..
قال : نعم كم أحب إليكم ؟.. يومـًا أو يومين ؟..
قال : لا , بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا ..
فقال : ما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نؤخر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث ، فانظر في أمرك وأمرهم واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل ..
قال رستم : أسيدهم أنت ؟..
قال : لا ، ولكن المسلمون كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم .
فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال : هل رأيتم قط أعز وأرجح من كلامهذا الرجل ؟..
فقالوا : معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك إلى هذا الكلب !.. أما ترى من ثيابه ؟..
فقال : ويلكم لا تنظروا إلى الثياب ، وانظروا إلى الرأي والكلام والسيرة ، إن العرب يستخفون بالثياب والمأكل ، ويصونون الأحساب . 
 افتراضي  
تُُنُاٌُدٌُيك ًروٌحيٌ ونزفٍ جُرٍوحي ُوقرعُ فؤاُدي على بُابِ صدرُي فلا تُتجاُهلٍ ندُائي ًحبيُبُي فُإنكُ تعُلم ماُبي ُوتدُريُ !!.. قبل سقوط الأقنعه .. اقترب منهم جدا لدرجة رؤية أعماقهم بوضوح .. وعند بدء تساقط الأقنعه أحول نظري عنهم وامنحهم فرصة التستر وتثبيت الأقنعه واغض بصري عن الكثير .. 
  
وطابت أوقاتكم عامرة بذكر الله
يا حنَّان .. يا منَّان .. يا ذا الجلال والاكرام
اجعَل في قُلوبِنا نورا .. وفي قُبورِنا نورا .. وفي أسماعِنا نورا .. وفي أبْصارِنا نورا .. وعن يميننا نورا ..
وعن شِمالِنا نورا .. ومن فَوقِنا نورا .. ومن تحَتِنا نورا .. وفي عَظمِنا نورا .. وفي لحَمِنا نورا ..
وفي أَنْفُسِنا نورا .. وفي أَهْلِنا نورا .. وفي آبائِنا نورا .. وفي أُمَّهاتِنا نورا .. وفي أَزواجِنا / زَوجاتِنا نورا .. 
وفي ذُرِّيَتِنا نورا .. وأَعطِنا نورا .. وأَعظِم لنا نورا
أنظر للدنيا من زاوية الإفادة .. وليس من زاوية الرفاهية
فالدين لأخرتك .. والعلم لمستقبلك .. والصحه لراحة بالك
أما الرفاهية الحقيقية هي في حسن تفاؤلك
آحيآنآ نمرْ بحآلةْ آختنآق شديدة .. فتعجز اقلآمنــآ عن ترتيبْ آلحروفْ
وتستعصيْ آلكلمآت على ألسنتنــا .. وتبقىْ آلكلمة آلوحيــدة .. آلمعبــرةْ عن آلحآل ..
( يــا رب )
لمن أشكي وأنت موجود .. ۩ يا ٠•●الله●٠·˙۩ ˙
ولمن أبكي وبابك غير مردود ..۩ يا ٠•●الله●•٠ ·˙۩˙ .
ولمن أدعو وأنت فقط المعبود ..۩ يا٠•●الله●•٠·˙۩˙
ولمن أرجو ورجائي فيك غير محدود ..۩ يا ٠•●الله●•۩
اذا نافسكَ النــاس عــلى الدنــيا .. اتركهــا لهــم !.. وإن نَافسَكَ الناسُ عَــلى الآخـِرة .. فكــُن أنــت أسبــقهم .. فــإن اللــه يعــطي الدنــيا لمــن يحــب ومــن لا يحــب .. ولا يــعطي الآخــرة،، إلا لــمن يحــب
 
يا من يرى مد البعوض جناحها .... في ظلمة الليل البهيم الاليل
ويرى مناط عروقهافي نحرها .... والمخ من تلك العظام النحل
ويرى خرير الدم في اوداجها .... متنقلمن مفصل في مفصل
امنن علي بتوبة تمحو بها ... ما كان مني في الزمان الاول
اتمنى العودة إلى الوقت الذي كان فيه الحب الوحيد هو : حضن أمي فقط !!
وعندما كان بطلي هو : جدي
وكان الشي الوحيد الذي يكسر هو : الالعاب
وعندما كان أعلى شي في الارض هو : أكتاف أبي ..
وكان الودآع يعني فقط : هو الوداع الى غداً ..
سبحانك اللهم وبحمدك ..
أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..
إنا لله وإنا إلبه راجعون
اللهم اجعل خير أيامنا يوم نلقاك وخير أعمالنا خواتيمها
 لكم مني خالص الشكر والتقدير
 عزمي عبدالله محمود عمران 

قصة وعبرة .. قصة السؤال الصعب

قصة وعبرة .. قصة السؤال الصعب


قصة السؤال الصعب

جاء شيخ كبير إلى مجلس الإمام الشافعى ،
فسأله : ما الدليل والبرهان في دين الله ؟..
فقال الشافعي : كتاب الله .
فقال الشيخ : وماذا أيضا ؟..
قال : سنة رسول الله .
قال الشيخ : وماذا أيضا ؟..
قال : اتفاق الأمة .
قال الشيخ : من أين قلت اتفاق الأمة ؟..
فسكت الشافعي ،
فقال له الشيخ : سأمهلك ثلاثة أيام .
فذهب الإمام الشافعى إلى بيته ، وظل يقرأ ويبحث في الأمر .
وبعد ثلاثة أيام جاء الشيخ إلى مجلس الشافعي ، فسلم وجلس .
فقال له الشافعي : قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات ، حتى هداني الله إلى قوله تعالى : {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} .
فمن خالف ما اتفق عليه علماء المسلمين من غير دليل صحيح أدخله الله النار ، وساءت مصيرا . 
فقال الشيخ : صدقت

قصة وعبرة .. قصة الحق والباطل

قصة وعبرة .. قصة الحق والباطل


قصة الحق والباطل
سأل أحد الناس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ..
فقال له : ما تقول في الغناء ؟.. أحلال أم حرام ؟..
فقال ابن عباس : لا أقول حراما إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حرام .
فقال الرجل : أحلال هو ؟..
فقال ابن عباس : ولا أقول حلالاً إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حلال .
ونظر ابن عباس إلى الرجل ، فرأى على وجهه علامات الحيرة .
فقال له : أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يوم القيامة ، فأين يكون الغناء ؟..
فقال الرجل : يكون مع الباطل .
وهنا قال ابن عباس : اذهب فقد أفتيت نفسك .

قصة وعبرة .. قصة المرأة والفقيه

قصة وعبرة .. قصة المرأة والفقيه

قصة المرأة والفقيه

سمعت امرأة أن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - لعن من تغير خلقتها من النساء ، فتفرق بين أسنانها للزينة ، وترقق حاجبيها .
فذهبت إليه ، وسألته عن ذلك ،
فقال لها : ومالي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في كتاب الله .
فقالت المرأة في دهشة واستغراب : لقد قرأت القرآن الكريم كله لكني لم أجد فيه شيئا يشير إلى لعن من يقمن بعمل مثل هذه الأشياء .
وهنا ظهرت حكمة الفقيه الذي يفهم دينه فهما جيدا ،
فقال للمرأة : أما قرأت قول الله تعالى : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} ؟!..
أجابت المرأة : بلى ، 
فقال لها : إذن فقد نهى القرآن عنه - 

أقول .. هناك من يقول بعدم صحة حديث اللعن والنهي عن ما ورد في القصة ..

هذا .. والله أعلم ..

قصة وعبرة .. قصة حكم البراءة

قصة وعبرة .. قصة حكم البراءة

قصة حكم البراءة

تزوجت امرأة ، وبعد ستة أشهر ولدت طفلا ، والمعروف أن المرأة غالبا ما تلد بعد تسعة أشهر أو سبعة أشهر من الحمل ، فظن الناس أنها لم تكن مخلصة لزوجها ، وأنها حملت من غيره قبل زواجها منه .
فأخذوها إلى الخليفة ليعاقبها ، وكان الخليفة حينئذ هو عثمان بن عفان - رضي الله عنه -
فلما ذهبوا إليه ، وجدوا الإمام عليا موجودا عنده ،
فقال لهم : ليس لكم أن تعاقبوها لهذا السبب .
فتعجبوا وسألوه : وكيف ذلك ؟..
فقال لهم : لقد قال الله تعالى : (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (أي أن الحمل وفترة الرضاعة ثلاثون شهرا) .
وقال الله تعالى : (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) (أي أن مدة الرضاعة سنتين .
إذن فالرضاعة أربعة وعشرون شهرا ، والحمل يمكن أن يكون ستة أشهر فقط) .



قصة وعبرة .. قصة الخليفة والقاضي

قصة وعبرة .. قصة الخليفة والقاضي

قصة الخليفة والقاضي

طلب أحد الخلفاء من رجاله أن يحضروا له الفقيه إياس بن معاوية ، فلما حضر الفقيه 
قال له الخليفة : إني أريد منك أن تتولى منصب القضاء .
فرفض الفقيه هذا المنصب ، 
وقال : إني لا أصلح للقضاء .
وكان هذا الجواب مفاجأة للخليفة ،
فقال له غاضبا : أنت غير صادق .
فرد الفقيه على الفور : إذن فقد حكمت علي بأني لا أصلح . 
فسأله الخليفة : كيف ذلك ؟..
فأجاب الفقيه : لأني لوكنت كاذبا - كما تقول - فأنا لا أصلح للقضاء ، وإن كنت صادقا فقد أخبرتك أني لا أصلح للقضاء ..