السبت، 28 مايو 2016

الذي يراك حين تقوم :""

بسم الله 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

الذي يراك حين تقوم



في الوقت الذي يريدك أن تعلم أنّه على العرش استوى .. 
يريدك أن تتيقّن أنّه أقرب إليك من حبل الوريد ..

يسمع كلماتك .. 
ويرى أفعالك .. 
ولا تخفى عليه منك خافية ..

يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا بصحابته الكرام رافعي أصواتهم يدعون الله .. 
فيقول : " أربعوا على أنفسكم .. إنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا .. إنّما تدعون سميعاً بصيراً قريبا " .

بمجرّد أن ينتهي العبد من الدعاء إذ بالإجابة تلوح .. 
لأنّه قريب بدرجة لا يتصوّرها عقلك ..

تضيع دابّة أحدهم فيمشي مبهوتاً فيراه إبراهيم بن أدهم فيسأله
فيقول : ضاعت دابّتي .. 
فيقف إبراهيم ويقول : يالله.. لن أمشي خطوة حتى تعيد لهذا دابّته ..
فإذا بها تظهر من منحنى الطريق ..

أحدهم يدخل المسجد وما زال أثر ماء الوضوء في أذنيه
فيتّجه إلى الصف الأول مقابل جهاز التكييف مما يجعل الهواء البارد يدخل إلى أذنيه على أثر الماء ..
بعد ساعة يشعر ببداية ألم في أذنه .. 
لم يفتح شفتيه وإنما قال بقلبه : يالله .. 
كان ذلك من أجلك .. يالله 
لم أصل في الصف الأول إلا لأنّك تحب ذلك ..
فإذا بالألم يرتفع هكذا بدون مقدّمات وبلا تدرّج !..

وأقرب ما تكون إليه وأنت ساجد .. 
تتمتم بـ سبحان ربي الأعلى .. 
فإذا بالسماوات تنصت إليك .. 
وإذا بالجبار يسمعك ..
لا تتوهم أنه بعيد .. أو أنه تخفى عليه منك خافية ..
يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوف الليل ..
ويذهب ليطرق باب أبي بن كعب ..
فيخرج أُبي ..
فإذا برسول الله يخبره : أمرني الله أن أقرأ عليك سورة الفاتحة ..
يقول أُبيّ بذهول : وسمّاني ؟ 
فيقول نعم .. 
فيبكي أُبيّ ..

قريب من جميع خلقه .. 
يراهم ويحميهم  ..

كيف يكون قيّوما على خلقه لو لم يكن قريبا منهم ؟

كيف يكون ربّا .. إلا وهو قريب ..

يقول عليه الصلاة والسلام عنه : سبحانه إنه ..
" أقرب إلى أحدكم من شراك نعله " .. 
ويقول عن نفسه : " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " ..

وهذا دليل على القرب المتناهي .
قرب علم وقرب سمع وقرب بصر وقرب إحاطة ..
لا قرب ذات .. 
لأنّ ذاته العليّة منزّهة عن مثل هذا القرب ..

ومن قربه
أنّه :
ينزل كما صحّ عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا فيقول : هل من سائل فأعطيه ، هل من مستغفر فأغفر له .."

ومن قربه أنّه : 
يسمع دبيب النملة السوداء على الصفاة الصمّاء في الليلة الظلماء ..

يقول تعالى : "وما تسقط من ورقة إلا يعلمها "

تخيّل عدد الأشجار ..
ثم عدد أوراقها ..
تخيّلها وهي تتناثر في فصل الخريف ..
كلّها يعلمها : 
يعلم عددها ..
وأشكالها ..
وأنواعها ..
وكل شيء يخصّها ..

يقول الشاعر وهو يصف القرب المتناهي وعلمه سبحانه البالغ الدقة :

يا من يرى مدّ البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليــــــلِ

ويرى مناط عروقها في نحرها والمخ من تلك العظام النُحّــــــــــــــلِ

ويرى خرير الدم في أوداجها متنقلا من مفصل في مفصــــــــــــــلِ

ويرى مكان الوطء من أقدامها في سيرها وحثيثها المستعجلِ

امنن عليّ بتوبة تمحو بها ما كان منّي في الزمــــــــــــــــــــــــــان الأوّلِ


قريب ..

تأتي امرأة تجادل في زوجها ..
وعائشة رضي الله عنها في طرف البيت تقول : إنها تسمع كلمة وتغيب عنها كلمة .. وبعد ذلك الجدل ينزل جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم أن : " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير"

مدّ يدك الآن .. 
أمددتها ؟.. .. 
لقد رآها ! .. 
يجب أن تؤمن بذلك ..

قال لي صديقي مرّة اكتب لي في هذه الورقة كلمة لأقرأها وأنا عائد إلى البيت .. فكتبت له : إنّه يراك الآن .. أخبرني فيما بعد أنّه فُجع بها ..

قربه يخيفك .. يجب أن يخيفك

وقربه يؤنسك .. يجب أن يؤنسك ..

وقربه يدفئك .. يجب أن يدفئك ..

وقربه يجعلك شجاعاً شامخاً بطلاً ..

اسمع إليه وهو يهدّئ من روع موسى عليه السلام عندما أعلن خوفه من الذهاب إلى فرعون .. 
فقال له : " إنّني معكما أسمع وأرى" ..
هذا يكفي .. 
كوني معكما أكبر حماية لكما ..

لأني معكما يجب ألا تخافا من فرعون .. 
يجب أن تكونا شجاعين بطلين شامخين ..

ومما قُرر في كتب العقيدة أن له معيّتين :
معيّة خاصة بأهل ولايته .. وهي معيّة محبّة ونصرة وتوفيق ..
ومعيّة عامّة لجميع خلقه .. وهي معيّة علم وسمع وبصر وإحاطة ..

ومن أجلّ الآيات وأكثرها أنساً في هذا الباب قول الحق تبارك وتعالى : 
" الذي يراك حين تقوم * وتقلبّك في الساجدين" ..

حين تقوم ..
يراك ..
في تلك اللحظة السوداء المظلمة التي لا يعلم أحد فيها عنك شيئا ، يبصرك لحظة بلحظة ..

إذا صفعتك المخاوف فتذكر قربه ..

وإذا التأمت حولك الخطوب فشتتها بفكرة أنّه أقرب إليك من حبل الوريد ..

ــــــــــــــــــــ

مما يذكر أن أحدهم كان مسافراً في الصحراء ..
فإذا بقاطع طريق حاملا سيفه يريد قتله ..
قال له : خذ مالي .. 
فقال : لا .. أريد أن أقتلك ثم آخذ مالك ..

فاستأذنه بركعتين ..
فأذن له : 
قال : نسيت كل القرآن ولم أذكر إلا : " أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء "
رددتها وما أنهيت الصلاة إلا وفارس لا أدري من أين ظهر يضرب ذلك الرجل ضربة بسيفه يطير منها رأسه !..

إنّه القريب .. 
فقط حرّك شفتيك بذكره .. 
تتفتّح أبواب السماوات لصوتك ..
ــــــــــــــــــ

كان يونس عليه السلام في بطن الحوت ينادي : 
" لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" ..
فكان الصوت الضعيف المنطلق من الظلمات الثلاث يخترق أجواز الفضاء لتسمعه ملائكة السماوات ..
فيقولون للرب سبحانه : " صوت معروف .. من مكان غير معروف !!" ..

يقول في الحديث القدسي : 
" من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي .. ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم " 
لأنّه قريب.. 
فقط قل يا الله .. 
يكون الرد بأن يذكر اسمك ..

ما أجلّ أن تتخيّل أن ملك الملوك هذه اللحظة يقول اسمك !..
يقول : عبدي فلان بن فلان ذكرني ..

الدنيا كلّها تافهة .. 
لا تساوي مثل هذا التخيّل ..

وقربه هذا يزيد ..
فبالتوبة ..
والإنابة ..
والطاعات ..
تزيد قربا منه يقول في الحديث القدسي :
" إذا تقرّب مني شبرا تقرّبت منه ذراعا .. وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا " ..

فكل محاولة اقتراب منك إليه بالطاعة .. يعقبها اقتراب منه إليك بالأفضال والنعم والعطايا والهبات ..

ومن معاني قربه أنّه يريك في كل شيء من حولك معنى يذكّرك به ..

فترى حكمته في دقّة تركيب مخلوقاته ..

وترى قدرته في رفع سماواته بلا عمد ..

وترى رحمته في إنزال المطر وإنبات الشجر ..

وترى عظمته في شموخ الجبال ..

وترى عذابه في البراكين والزلازل والكوارث ..

إلهي .. رايتك

إلهي سمعتك

رأيتك في كل شي ..

سمعتك في كل حي ..

تعاليت لم يبد شيء لعيني

تباركت لم ينب صوت بأذني

ولكن طيفاً بقلبي يهل

ومن طيفه كل نور يطلّ


***

يقول الله تعالى : 
" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيّن لهم أنه الحق"

إذا أبصرت شيئا بعينيك فبصرك يذكرك بالبصير سبحانه

وإذا سمعت همسا في دجى الليالي فسمعك يذكرك بالسميع سبحانه

وإذا علمت شيئا من خفي العلم فعلمك يذكرك بالعليم سبحانه ..

وفي كل شيء له آية    تدلّ على أنّه الواحد

قريب لا تحتاج حتى تصل إليه إلاّ أن يخطر ببالك .. أن تشعر بقربه .. أن تحسّ بأنّه يراك .. ثم تقول : يالله ..

" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب "

أي شخص يسألك عن الله فأوّل شيء تصف ربّك به هو أنّه قريب منه !..
النفوس مفطورة على عدم استعدادها لعبادة رب بعيد ..
لا يسمع دعاءها ..
ولا يرى حاجاتها ..
فمن أهم الصفات التي تبتدر بها الذي يريد التعرّف على الله .. 
أن تخبره أن ربّه " قريب" .. 
هكذا علّمك سبحانه أن تخبر عنه !

وهذا القرب علاوة على أنه يجعلك تحبّه ، وتأنس به ، وتخشاه ..
إلا أنه فوق ذلك يجعلك تدمن على استغفاره والتوبة إليه .
فالقريب :
من جهة يستحق أن يُستغفر ويتاب إليه لأنّه بقربه اطلع على كل غدراتك وفجراتك ..
ومن جهة أخرى فهو قريب قرباً يجعل استغفارك وتوبتك ناجعة ، فلن يغفر لك إلا من سمع استغفارك ولن يتوب عليك إلا من علم توبتك  ..
فهو القريب المجيب .. 
وبعد هذا تأمل قوله سبحانه : "فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب "

ومن نوادك التعابير التي تصيبك بالحياء من القريب سبحانه ..
قول أحدهم : " ألا يستحق أن تحبّه ؟ :
في اللحظة التي تغلق الباب على نفسك لتعصيه ..
يدخل لك الأكسجين من تحت الباب لتتنفس "

وهذا القرب يقابله محاولة تقرّب من العبد إليه سبحانه : 
"أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب " ..
إنّه مضمار المسارعة ، والمسابقة ..
والتي لا يكون قصارى رغبة العبد منه أن يكون قريباً بل أن يكون الأقرب !

الله قريب من غزّة

وفي أجواء المحن  التي تعيشها الأمة ، ومن بين أدخنة الحروب المهلكة التي تمسّ أفئدة المؤمنين في غزّة وغير غزّة باللأواء ، يحتاج المؤمن هناك إلى ثلاث مستويات معرفية متعلّقة باسم القريب :

الأولى : 
معرفة قربه سبحانه إيماناً ويقيناً ..
ليريح نفسه من عناء الصراخ والاستنجاد بالبشر ..
فرب البشر قريب شهيد مطّلع .. 
فيجد في القرآن آية تقول له بكل وضوح : " إنه سميع قريب " ..
فيلقي عند أعتابها حرقات روحه المكلومة ..
وكل ما سبق في المقالة يصب في خانة هذا المستوى المهم ..

الثانية :
ومن بين لهيب القهر ، ورؤية تفاصيل الشتات ، وتهدّم البيوت ، وموت الأنفس ، وهلاك الثمرات ..
يريد رحمة .. يبحث عن رحمة ..
يتمنى رحمة تنهي عذابات خذلان الإخوة ..
وطعنات الغدر المتوالية ..
فيقف عند قول الحق سبحانه :" إن رحمة الله قريب من المحسنين " .. 
يالله ..
إذن ليس بين ذلك المجاهد المغوار الذي نذر روحه للجبار ..
إلا ستار شفيف تلوح من خلفه مخايل الإحسان .. 
فقط يحتاج أن يجاهد في الأرض بطريقة ملائكية يشعر فيها أنّه يرى الله !..
فإن لم يكن يرى الله فإن الله يراه ..
فلا يطلق رصاصة إلا ولديه جواب عن لماذا وكيف ومتى أطلقها !..
ولا يزال العبد ينتقل من إحسان إلى إحسان ..
وتكون في المقابل رحمة الله أقرب إليه من غيره ..
حتى تغشاه الرحمة من كل مكان .. 
تنتزعه من أدخنة الموت إلى سحائب الرضا ..

الثالثة :
وتطول الأيام ..
وتتوالى الزفرات ..
وتشتد البلاءات ..
ويُحكم الحصار من كل مكان ..
وعند ذلك تطلّ روح المجاهد على آية ثالثة يقول فيها الحق : "ألا إن نصر الله قريب" ..

فكما أنّه قريب سبحانه من عباده ..
وكما أن رحمته أيضاً قريبة من المحسنين منهم ..
يأتي النصر القريب من جند الله .. 
" وإن جندنا لهم الغالبون " ..
فيربط الله بذلك على قلوب أضناها الانتظار .. 
وأرهقها الاصطبار ..

وبعد هذه السياحة التفكرية في اسم الله القريب ..
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستحضر قربه ..
ويعمل وفق ما يمليه هذا الاسم الأعظم من معاني الذل والإخبات والمراقبة والخشية ..
وطلب الرحمة والنصرة منه وحده ..

هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد .. 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..




علي جابر الفيفي

رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ

لا تحسب أن التجارة مع الله خاسرة
ولا تظن أنك لو قلت بما يرضي الله أو عملت بما يرضي الله أنك تشقى
"طه، ما أنزلنا عليك القرءان لتشقى"
ما أنزل الله عليك الكتاب والسنن وهذه الآثار ليشقى ابن ادم
ابدا
والله لتسعدنّ و يُسعد الله بك الأمة ما اعتصمت بحبل الله
تستمسك بهذا الدين
ولو جائتك الفتنة
أيضاً هذا من الوصية
فابتليت بشهوة في سمعك في بصرك في فرجك
فتب إلى الله , واقهر عدو الله
ولو عاد مليون مرة
تعودإلى ربك فلا تزال تفتح لك أبواب السماوات
تائباً راغبا منيبا إلى ربك مسترحماً فلا ترى من ربك إلا خير
إذا وثقت بالله واعتصمت بدين الله  وقلت هذه الهداية إلى الموت وسأستقيهم على دين الله على رقبتي
فإن الله يثبتك
"و قال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة"

فلئن أقمت دين الله وقلت والله لأستقيمنّ على طاعة الله ولا أبالي أقبلت الدنيا أم أدبرت

هل استمتعتِ كما استمتع عمر بن عبد العزيز؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قيل لعمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ لما تقف بعد كل آية من آيات سورة الفاتحة فأجاب رضي الله عنه وارضاه : لأستمتـــــــــــــــــــــع برد ربي .............. :")
هل استمتعنا كما استمتع عمربن عبد العزيز? وهل انتظرنا رد ربنا عز وجل أم أن الوقت لا يسمح بالإنتظار? و هل فكرتِ ماذا أنتِ لكي يرد الله عز وجل عليكِ؟؟؟؟
ما أجمل أن نعيش لحظات مع هذه السورة الكريمة ونحن واقفين بين يديه عز وجل في الصلاة .

قبل أن يشرع المصلي في قراءة سورة الفاتحة التي لا تقبل الصلاة بدونها ، يأتي بتكبيرة الإحرام ـ الله اكبر ــ معلنا وقوفه بين يدي الله عز وجل ، منقطعا عن كل شيء للاقبال على الله تعالى ، فيبدأ بدعاء الإستفتاح مبديا حياءه من الله تعالى ، بسبب خطاياه ومعاصيه فيطلب من الله سبحانه وتعالى أن يباعد بينه بين خطاياه كما باعد بين المشرق والمغرب .........، ثم بعد ذلك يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم , لكي يبعده عنه حتى لا يشغله عن الصلاة ويلفته عن مناجات ربه عز وجل ، في سورة الفاتحة وغيرها . وبعد البسملة يبدأ المصلي في قراءة سورة الفاتحة فيبدأ ذلك الحوار وتلك المناجات وذلك الإستعطاف وذلك الإعتراف من العبد لخالقه عز وجل . فيقول المصلي : ( الحمد لله رب العالمين ) , حامدا وشاكرا ربه على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ، معلنا حــــــــــــــــــــــــــبه لربه عز وجل على هذه النعم الكثيرة ، فيرد الله عز وجل عليه قائلا: حمدني عبدي.
و هذه الآية فيها المحبة؛ لأن الله منعم، والمنعم يحب على قدر إنعامه ; والمحبة تنقسم إلى أربعة أنواع:
المحبة الأولى: محبة شركية، وهي محبة الذين قال الله فيهم:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُمِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}إلى قوله{وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}.
المحبةالثانية:حب الباطل وأهله، وبغض الحق وأهله ; وهذه صفة المنافقين.
والمحبة الثالثة: طبيعية، وهي محبةالمال والولد، فإذا لم تشغل عن طاعة الله، ولم تعن على محارم الله، فهي مباحة.
والمحبة الرابعةحب أهل التوحيد، وبغض أهل الشرك، وهي أوثق عرى الإيمان، وأعظم مايعبد بها الإنسان ربه.
وإذا قال: (الرحمن الرحيم ) طـــــــــــــــــــــــــــــــــامعا في رحمته ورجائه في مغفرته ، لأنه صاحب الرحمة الواسعة و.....، رد عليه جل وعلا : اثنى علي عبدي ، وإذا قال المصلي (مالك يوم الدين ) مؤمنا ومعترفا وميقنا أن مالك يوم القيامة يوم الجزاء هو الله سبحانه وتعالى ، مبديا خوفه من الله سبحانه وتعالى ، وعندما يحصل للمصلي هذا اليقين وهذا الايمان وهذا الفهم ، وهو يخاطب ربه في اوائل سورة الفاتحة معلنا حــــــــــــــــــــــــبه لله تعالى ، وطمعه ورجاءه في رحمته , وخوفه منه عز وجل من عذابه يوم الدين , يعلنها بصراحة وبيقين صادق ، وباخلاص تام قائلا: (اياك نعبد واياك نستعين ) أي لا أخضع , ولا أتذلل لسواك ولا أعبد غيرك, ولا اطلب ولا استعين ولا أستغيث بسواك . أنت اهل المحبة والرجاء والخوف ، فانت احق ان تعبد وتطلب ولا يستحق هذا سواك يارب العالمين . يرد الله عز وجل عليك قائلا: هذا بيني و بين عبدي ولعبدي ما سال .فيختار المصلي مغتنما الفرصة المواتية السؤال المناسب الجامع الشامل لتحقيق السعادة الدنيوية والأخروية ، قـــــــــــائلا: ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضاليــــــــــــن) ، فيطلب من الله عز وجل الإستجابة بقوله : آميــــــن .فيرد الله عز وجل عليكه قائلا : هذا لعبدي ولعبدي ما ســـــــــأل.

معلمة حفظها الله كانت تقول: الذي يفهم فقه الصلاة يحرص أشد الحرص على ألا تفوته "آميــن" خلف الإمام، حيث يغفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: "إذا أمَّنَ الإمامُ فأمِّنوا ، فإنه من وافقَ تأمينُه تأمينَ الملائكةِ ، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه. وقال ابنُ شهابٍ: وكان الرسولُ صلى الله عليه وسلم يقولُ: آمين" [صحيح البخاري: (780)].

" إن هذا القرآن قد يقرأه العبيدُ والصبيانُ لا علم لهم بتأويله ، وماتدبُّر آياته إلا باتباعه ،
وماهو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول : لقد قرأت القرآن فما أسقطت
منه حرفًا وقد ـ والله ـ أسقطه كله، ماُيرى القرآن له في خلق ولا عمل .
الحسن البصري" فهم القران ، ص"276"

♥ رحلة مع القرآن - تاملات قرآنية .. ♥ 37


النّاسُ جرَّبَت كلَّ الإعتِصاماتِ ما عدا اعتِصامٌ واحِد
وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ
قال عبد العزيز الطريفى
(توحيد الكلمة) على (كلمة التوحيد)
أوجب وأعظم وأحفظ للدول من توحيدها على مال أو أرض أو سياسة
(واعتصموا بحبل الله جميعاً)
وحبل الله التوحيد .



صورة

(( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور )) (سورة الشورى ، 43)
(( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )) (سورة لقمان ، 17)
نلاحظ أن في الآية الأولى استخدم حرم التوكيد في "لمن عزم الأمور" أما في الآية الثانية فلم يستخدم حرف التوكيد فقال "من عزم الأمور" ما السر في ذلك؟
هناك نوعان من الصبر صبر ليس لك فيه غريم - كالمرض مثلاً - وهو شيء محسوس ، وصبر لك فيه غريم - كأن يظلمك شخص ما - وهو شيء ملموس ،
فكان الشيء المحسوس الذي لا تراه ولكن تحس به يحتاج إلى صبر وهذا "من عزم الأمور"
ولكن الشيء الملموس يحتاج إلى صبر قوي شديد فكان ذلك "لمن عزم الأمور"..
محمد العريفى



صورة

وجود لوثة من الكبر قد تحرمك لذة التدبر والعيش مع القرآن !
تأمل هذه بالله عليك :
{ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق }
عمر المقبل

بحار الدنيا  تستطيع ان تطفيء ( جمرة صغيرة ) من نار جهنم!!!!
ولكن دمعة صغيرة من خشية الله تستطيع ان تحجب عنك ( نار جهنم ) !!!!!
عنْ أولئك الذين تدمع عيونُهم من خشية الله، وترق قلوبُهم لِذِكْر الله؛ يقول - سبحانه -: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة: 83]، ويقول عنهم - سبحانه - أيضًا: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: 58]، ويقول كذلك: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 109].



صورة

((فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ))[البقرة:24]
هل عندك ضمان ألا تكون أنت من وقود جهنم ؟
قال عمر بن الخطاب لو نادى مناديا في السماء أن جميع أهل الارض في الجنة إلا واحداً لظننت أنه أنا !
- هذا وهو المبشر بالجنه ! - فماذا عنّا ؟
اطلب رحمة الله والنجاة من نيرانه بحسناتك!
إلتقط حسناتك كما تلتقط انفاسك
وأعلم أنّك بحاجة الى حسناتك أكثر مما أنت بحاجة إلى أنفاسك
فأنفاسك راحلة وحسناتك خالدة



صورة


"وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم"
أرأيت المكان الأشد وحشة .. سيجعله الله الأكثر أمنا .. فقط ثق بالله
/ علي الفيفي

من نعيم الله على المُستضعفين أن يريهم مصارع طغاتهم، يقول سبحانه:
"وأغرقنا ءال فرعونَ وأنتم تنظرون "
. /حجاج العجمى



صورة

(فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)
أنصتَ لها،(فتبسم ضاحكا من قولها!)
إنها نملة تُحذر منه،فيتبسم!
لم يعتقل،، لم يعذب،،
هكذا الملك العادل،حين يستمع حتى لأصغر الرعية،،
/ وليد العاصمي

( وأن أعمل صالحا ترضاه)
ما كل عمل صالح هو مقبول عند الله !
لأننا لم نتفقد نفوسنا عند الإقدام عليه فشابه الرياء فرد في وجهنا !
/مها العنزي

( وَأنْ أعْمَل صَالِحًا تَرْضَاه )
لم يكتفِ بعمله !
بل قال : ( ترْضَاه ) فيا لتلك الهمم العالية .
.

♥ رحلة مع القرآن - تاملات قرآنية .. ♥ 36



1- (فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً )(84) مريم
الله يعلم الظالمين ومقدار ظلمهم ويعلم كم ألحقوا الأذى بخلقه..
لكن لهم موعد لن يفلتوا من قبضته
ــــــــــــــــــــــــ
2- (فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا!)
نوقن بهلاك الظالم،،مشكلتنا في الاستعجال بهلاكه وقد نهينا عن ذلك،،
ــــــــــــــــــــــــ

3- " فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا "
فقط .. ترقب كيف ستكون نهاية الظالم !!
ـــــــــــــــــــــــــ

أضعف الناس عقلاً من لا يقبل الصواب حتى يُجرب حسرة الخطأ بنفسه
(فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون)
ـــــــــــــــــــــــــ

لا يصح أي حكم من الاحكام إلا بأمرين :
الاول : العلم لقول الله تعالى : (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون).
والثاني : العدل لقول الله تعالى : (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)
ـــــــــــــــــــ


( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)
لضمان استمرار العلاقة اجعلها (تقوى لله)"
ـــــــــــــــــــــــــ



(فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ ) (54) الزخرف
1-  فاستخفَّ قومَهُ فأطاعوه....
الظالم وحده لا يستطيع صنع شيء !!

- 2 "فاستخف قومَهُ فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين"
الطاغية لا يَستخف إلا بأهل الفسق ...
ـــــــــــــــــــــــ


عز كل أمة مسلمة وطول بقائها مرهون بمدى حفظها للضرورات الخمس ، وهي الدين ، والنفس ، والمال ، والعقل ، والعرض ، كلها ذكرت بالوحي
(فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) .
ـــــــــــــــــــــ


(إن الله لايهدي القوم الظالمين )
الظالم محروم من "الهداية"
عقابا مستحقا له على ظلمه ولو لم تكن هنالك عقوبة إلا هذه لكفته !
ـــــــــــــــــــــــ

( وَأَصْلحْ لي في ذُرِّيَّتي إنِّي تُبْتُ إلَيْك .. ) 
التـوبة والدعـاء ، من أسباب صلاح الأبناء !!
ـــــــــــــــــــــــــــ


أعظم الفتنة أن تتمسّك بالشر وتدعو إليه وتدفع الخير وتحذر منه وتحسب أنك على هدى
(وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون)
ــــــــــــــــــــ




(رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا
فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ
رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ)
{فاستجاب لهم ربهم}
جاءت هذه الآية بعد أن دعوا ربهم بخمس دعوات عظيمات،
قال الحسن: "ما زالوا يقولون ربنا ربنا حتى استجاب لهم".
فكم يخسر المقصرون في عبادة الدعاء، والمتعجلون في رؤية ثمرته؟!
وكم يربح ويسعد من فتح له باب الدعاء، ومناجاة مولاه الذي يحب الملحين في الدعاء!



(وأن أعمل صالحاً ترضاه) 
المؤمن لا تنتهي (همته) عند حدود أن يكون العمل صالحاً ، وإنما يزين عمله حتى يرضى ربه
ــــــــــــــــــــــــــــ

أعظم الصبر صبر أولي العزم من الرسل؛لوقوع ايذاء الحسي والمعنوي عليهم،ففي استحضار صبرهم خير تسلية للمبتلى
(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ). 
ــــــــــــــــــــ

(سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ )(5) سورة محمد
[ ويـصلح بـالهم ]
بالحياة قد يمر المرء بظروف يظن ان ماله من مخرج لكن الذي بيده اصلاح الحال
وتبديل الأحوال هو الله فتوكل عليه ..

♥ رحلة مع القرآن - تاملات قرآنية .. ♥ 35

احذر أن تتكبر بشيء فمن تكبر بشيء عذب به ولابد
قال الشبخ ابن عثيمين : لما افتخر فرعون بقوله : ( وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ) الزخرف : 51 عذب بما افتخر به فأغرق في البحر !


وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ  إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237) حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ(238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ(239) وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(240) وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ(241
ألا تتعجب من مجيء آية (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)
في وسط آيات الطلاق وأحكام اسرة
نعم إنه الحل السحري لإصلاح البيوت
ففي ضيق هموم الزوجية الجأ لله وصل لتصل ما قطعك عن محبوبك فيأتيك بقلب زوجتك فتصفو الحياة



(وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ) [سورة التوبة : 59]
علاج داء التسخط الذي قل من يسلم منه كما يقول ابن القيم فغالب الناس يشعر أنه مبخوس الحق ( فلو أنهم رضوا ) بالعطايا ومفتاح الرضا في الافتقار لا ترى نفسك إلا بلباس الفقر والمسكنة ليتصدق عليك المليك ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )


(وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا  أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [سورة القصص : 57]
كثير يعرض عن الالتزام مخافة المضايقات والتعرض للأذى مع علمه الحق ( الهدى معك ) وكثير يظن وكأن الأرض أرضه (أرضنا) فيأتي القرآن بالدليل الملموس المشاهد بأن الله المؤمن أمان كل خائف ألم تروا ( حرما آمنا ) فكن على يقين بأن الله وحده الذي يؤمن روعاتك ولا تخش من ذي العرش إقلالا ( يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ) فعلاجنا في اليقين بالرزاق ذي القوة المتين



(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [سورة الانفال 25. 26]
كفران العطية نذير البلية فنذير الفتنة جاء قبل المنة من ساعة المنن لاحظ أن فتنة عمياء ستصيب الظالم والعادل وستعم الجميع؟!!
وأن البلاء بالنعم خطير عاقبته حال الكفران شدة العقاب والله صدق الله " ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " أليس من البلية أنك إلى الآن تماري في هذا ؟ ولم تحقق الشرط " ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون " فاللهم أبوء بنعمتك التي كانت والتي لم تزل وأبوء بذنبي فاغفر لي


القوم البور أصحاب القلوب المجدبة التي لا تسقى بماء الذكر الأصل أن القلوب تتعطش للذكر ولذلك قال تعالى ( حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا) [سورة الفرقان : 18] ولم يقل فلم يذكروا بل اعترتهم الغفلة فأنستهم المعين والرواء فبارت قلوبهم فاللهم أحيي قلوبنا


قال الله تعالى (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ  إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) [سورة هود : 90]
استغفر كثيرا لتحقق مقام التوبة لاحظ ( ثم) ثم تنسم نسائم الرحمات واستنشق عبير الود الإلهي


قال الله تعالى (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ  إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ  إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ  أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) [سورة هود : 81]
امض ولا تلتفت فملتفت لا يصل إنه قطع العلائق وترقب النصر وتعجب من قول الملائكة أو تعقيب ربنا على قولهم ( أليس الصبح بقريب )
إنها آفة العجلة المنافية للصبر الذي معه النصر وهي طمأنة لكل مظلوم بلى والله إن الصبح قريب فحقق الشرط لينجلي الصبح ويتنفس فلا تلتفت وامض حيث أمرت قم وصم والهج بالذكر وعمر الأرض بتوحيدك .

♥ رحلة مع القرآن - تاملات قرآنية .. ♥ 34


"فدعا ربه أنى مغلوب فانتصر "القمر
أزمتنا الحقيقية ليست في ظرفنا الحالك لكن في قدرتنا على الدعاء فيها
دع ربك ولو كنت تختنق حزنا.


(عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) الرحمن
الملايين لا يستطيعون النطق ....أنت تتكلم....
الحمد لله قل خيرا.


"ثلة من الأولين* وقليل من الآخرين "الواقعة
الإحصاء يشهد لمذهب السلف


"ما ظننتم أن يخرجوا" الحشر
كم من هموم وآلام كنا نظن أنها استوطنت فينا أزالها الله رغم ظنوننا.

"هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم" الصف
عش مع دينك بروح التاجر الطموح ونفسية الاستثمار التواقة
ضع رأس مال الحياة والعمر في صفقة الاخرة.

(مثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا) الجمعة
إذا كان هذا في من حُمل التوراة
فكيف بمن حُمل القرآن العظيم وهو أعظم الكتب ثم لم يحمله


”ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين” المنافقون
حين تشعر بالهوان أو أن هناك من يستخف بك فاستنشق رائحة العز من إيمانك


{إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} التغابن
هل تشعر بآلام الذنوب؟ هل تثقلك همومها ؟
وعد الله المقرضين المتصدقين بأن يغفر ذنوبهم

♥ رحلة مع القرآن - تاملات قرآنية .. ♥ 33


صورة

" الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ"الفتح
بقدر ظنونهم ساءت حياتهم.
ظن بربك الخير .تجد الخير في حياتك.

"فسيقولون بل تحسدوننا"الفتح
تفسيرنا كل نقد يوجه إلينا أنه حسد...
يحرمنا من رؤية الحقيقة.

"وأقسطوا (إن الله يحب) المقسطين"الحجرات
حين تعدل في قولك ربما تغضب الطرفين ولا يحبونك.
يعوضك عن محبتهم أن يحبك الله.

صورة

"فاصبر على ما يقولون"ق
لقد كانت أذيتهم أفعالا وأقوالا ....
ولكن الأقوال أكثر ألما للعقلاء وأعمق جرحا.

"ففروا إلى الله"الذاريات
اهرب بآلامك وجراحك اهرب بهمومك وأحزانك
اهرب بقلقك وخوفك وضجرك اهرب إليه.

"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".الذاريات
غاية الحياة يمكن أن تحققها وأنت فقير وحزين ووحيد ومظلوم ومشرد ومغترب ومريض ودميم
غاية الحياة : العبودية.


صورة

"(واصبر) لحكم ربك (فإنك بأعيننا)"الطور
لا شيء يمنحنا قوة الصبر على آلامنا مثل اليقين بأن ربنا الرحيم يرانا ونحن نتألم.

(لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)النجم
وصل الى سدرة المنتهى ثم عاد غداة يأكل مع الفقراء وينام على الحصير
وبعضهم عاد من امريكا ينتقد طعام امه.

"فلا تزكوا أنفسكم"...النجم
رحمة من الله نهانا عن ذلك، فلنقتلع هذه الرغبة من نفوسنا،
ما سمعت قط رجلا يثني على نفسه فزاد عندي.

♥ رحلة مع القرآن - تاملات قرآنية .. ♥ 32


صورة


"ليدبروا آياته" ص
لو ورد الخلق كلهم على القرآن فاستخرج كل واحد منهم فائدة؛ما توقفت عن التدبر؛
فلو كانت الفوائد ستنتهي؛ ما أمرنا الله بالاستمرار في التدبر بدون غاية محدوة.


"ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل"الزمر
احتفظ بذاكرة قوية للمحن التي فرجها الله عنك.
لتحمد الله ولتتعلم أن المحن لا تدوم


"إن الله يغفر الذنوب جميعا"الزمر
لا تحدثني عن تفاصيل الخطيئة.أي شيء ستقوله، أي جرم فاجع أو فادح
كل شيء داخل تحت العموم
تب إلى الله فقط


" وأفوض أمري إلى الله"غافر
قال الله :
فوقاه الله بقدر ما في قلبك من قوة التفويض
والتخلي الكلي عن الشعور بالقلق تجاه أمر فوضته إلى الله بقدر ما تكون الوقاية


"وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن (والغوا) فيه" فصلت
التشويش على صوت الحق ممارسة جاهلية.


"فإذا الذي بينك وبينه (عداوة) كأنه ولي حميم" فصلت
(عداوة) نكرة في سياق الإثبات تفيد الإطلاق
مهما كان حجم العدواة فادحا هناك فرصة لعلاقة ود حميمة


(..وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ... ) فصلت
حين لا يفهم أهل الباطل كلامك الحق فلا تحزن فالقرآن الذي هو أرفع مراتب الحق- عليهم كما وصف الله.
"وهو عليهم عمى"


"وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما (قنطوا )"الشورى
أنزل سبحانه الغيث على اليائسين
فكيف بمن تشبثوا بالأمل وحسن الظن به!


"بل قالوا إنا وجدنا (آباءنا) على أمة "الزخرف
الآباء محل الاحترام والثقة عادة
مع ذلك عاب القرآن تعطيل عقولهم لا شيء يبرر التخلي عن مسؤولية التفكير
آباؤهم بضغطهم الحميم، المجتمع الرهيب بثقله الكلي، لكن الله لم يعذرهم أن يتفردوا ..انت كيان مستقل فريد،


"وإن (الظالمين) بعضهم (أولياء) بعض"الجاثية
لا تميل نفس مع ظالم إلا لظلم فيها.


"وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا"الاحقاف
استنتج منها ابن عباس أن أقل مدة الحمل:6 أشهر،
لأن 6 أشهر + رضاع سنتين = 30 شهر


"ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا"محمد
استيقظ بها ......حطم بها همومك....استشعر قربه ونصره وحبه.....
كلما عثرت بك الآلام فتشبث بها....
الله مولاك.

♥ رحلة مع القرآن - تاملات قرآنية .. ♥ 31


صورة


( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )سورة السجدة
" وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما............ صبروا"
نحن نقول مثل قول الأئمة أحيانا لكننا لم ندفع ثمن الإمامة (الصبر)

( إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا "لَمْ تَرَوْهَا ")الاحزاب
قد لا ترى جنود الفرج....لكنها تعمل

-"وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا)"الاحزاب
قلوبهم في الحناجر والنصر المبين يمشي إليهم وهم لا يشعرون
خواطرنا في الأزمات محل نظر ربنا.
املأ قلبك بحسن الظن به فالفرج أقرب من ظنوننا البائسة.

" فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا  وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا"....الاحزاب
بقدر ما ينال منك السفهاء في سبيل الله... بقدر ما يمنحك الله الوجاهة.
السخرية من الأخيار تزيدهم عند الله وجاهة...
ماالذي يضرهم ما يحدث هنا؟!

(وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا ...)سورة سبأ
الأمة التى تستمد مفاخرها من الثراء ....أمة جاهلية.

"وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه"سورة سبأ
ليس مالك فحسب راحتك سعادتك شهوتك حين تتخلى عنها لله يخلفها الله لك.

صورة


"يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد"
سورة فاطر
كل الذين حولك شركاء معك في الفقر...
أرح نفسك من البحث عن شيء عندهم

"ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله"سورة فاطر
بقدر ما يركض النمامون لتشويه سمعة الأبرياء ينزل الله بغض النمامين في قلوب خلقه.
سنة الله لا تتبدل.

(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )يس
" وتكلمنا أيديهم"
بعد عصر الفيس ستطول شهادة الأيدي


(وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ)الصافات
"ولقد (نادانا) نوح فلنعم (المجيبون)"
بقدر ما تناديه تقترب من الإجابة
لاتتوقف عن نداء ربك



(فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ)الصافات
"فالتقمه الحوت"
لا تحزن حين تبتلعك المحنة إنها ستحملك إلى شطآن الفرح.
-من يدري ؟ ربما التقمك الألم ليعيدك الله إلى شواطئ السعادة ..
فقط ثق بربك



(فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ)الصافات
لقد كان نبيا ولكن الله لم يذكر سوى التسبيح لتفريج كربته ...
.إذا أردت تفريج كربتك سبح....

♥ رحلة مع القرآن - تاملات قرآنية .. ♥ 30


صورة


(فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)سورة النمل
"فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ " لا يعني أنك في السلطة أنك تعرف كل شيء.

(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ)سورة النمل
"وتفقد الطير"........لقد كان الهدهد (من خلال حديثه)....جديرا بالثقة....
لكن ذلك لا يعني أنه فوق المحاسبة والرقابة.

(وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ)
"وكان في المدينة (تسعة)رهط يفسدون في الأرض"
كانوا تسعة فقط ولكنهم تسببوا في تدمير تلك المدينة برمتها. وهلاك أهلها.

(فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ)
"فانظر كيف كان عاقبة (مكرهم) أنا (دمرناهم)"
كلما عظم مكرهم عظم تدمير الله لهم

"وحرمنا عليه المراضع"القصص
دولة الفرعون مدعي الربوبية وجنوده أهانهم العجز عن إرضاع طفل.
يالزيف قوتهم.

(وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ  وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ)القصص
ربى بناته على الحياء فأكرمه الله وساق له نبيا ليصاهره ويرعى غنمه.
حياء بناتنا لن يحرمهم نصيبهم من الرزق.

"فرددناه إلى أمه"القصص
إلى التابوت إلى اليم إلي الفرعون إلى المراضع إلى أمه....
كل هذا بين رضعتي طفل
إذا حفظك الله تدفقت الأحداث من أجلك

"على أن تأجرني ثماني حجج"
كان يعيش في القصر، ولكنه لم يجد بأسا في رعي الغنم حين تغيرت الظروف السعادة هي القدرة على البهجة مع تغير ظروفنا .


" وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ"القصص
لا تخدعنك شهرتهم
إنها متطلبات الإمامة إلى النار

"آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا"القصص
سر في طريق الحق مهما كان موحشا لا تدري متى ستبدو أضواء موعدك.


".إنك لا تهدي من أحببت".القصص
كل شيء يمكن أن نقدمه لمن نحب لكننا لا نملك تغيير قناعاتهم وآرائهم.
شعورنا بذلك يخفف من وخز ضمائرنا نحوهم


"تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الأرض"القصص.
نصيبك في الآخرة يحدده حجم تواضعك هنا.

"فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا"العتكبوت
ذكر الله الزمن في فضائل نوح
ليست العبرة كم آمن من قومه
العبرة كم ظل نبي الله صامدا


"وقال إني مهاجر إلى ربي"العنكبوت
حين يقسو الأقربون هاجر إلى ربك
وجرب متعة الخلوة به

"ولا تصعر خدك للناس"لقمان
الناس كل الناس حتى عامل النظافة.

♥ رحلة مع القرآن - تاملات قرآنية .. ♥ 29


صورة


"فإذا (استويت)أنت ومن معك على الفلك فقل (الحمد لله)"المؤمنون
في ذروة سعادتك وغمرة أفراحك وطوفان بهجتك.....هذه اللحظة....
لا تنس الحمد لله.


"وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكمْ"النور
هذا في شأن من تعب ووصل للباب. فكيف نغضب من عدم رد الآخرين على اتصالنا أو رسالتنا.

"أن ترفع ويذكر فيها اسمه"النور
بيوت من الطين والحجارة رفعها الله عندما ذكر فيها اسمه.....
انت ترتفع بقدر ما يدوي ذكر الله فيك.


"ما علي الرسول إلا البلاغ"النور
ليكن همك في أي حوار أو نقاش أو دعوة :
البلاغ، ليس مهما أن يقبلوا ،
في اللحظة التي تشعر فيها أن رسالتك وصلت، فتوقف على الفور


"و إذا مروا باللغو مروا كراما"الفرقان
مروا دون أن تتسخ ثيابهم بأوحال الخصومات التافهة
تنال من التكريم والرفعة بقدر قدرتك على اجتياز أوحال اللغو.


" وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي"الشعراء
ضاق صدر موسى فاشتكى إلى ربه وأنت يا ضايق الصدر إلى من تشتكي؟

"قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ"الشعراء
لا تكابر مهما كان الموقف صعبا، والحالة حرجة

"قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ"الشعراء
ثم سجد السحرة لا أجر ولاراتب يساوي راحة الضمير

"فألقي (السحرة) ساجدين"الشعراء
مهما كنا غارقين في الوحل...
هناك فرصة سانحة لميلاد لحظة التغيير..
سحرة يخاصمون نبيا ثم يسجدون في ساحة المعركة لله


"كلا إن معي ربي سيهدين"الشعراء
اكتفى بموسى بالتعلق بالمعية،ولم يعرف كيف تكون النجاة،
قل يارب: ولا تهتم بالطريقة التي سوف يخلصك الله بها،دع ذلك لربك.


"وإذا مرضت فهو يشفين"الشعراء
شفاك الله مرضك لا يعني أن الله لا يحبك حتى خليل الرحمن يمرض. 

-"وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين"الشعراء
التقدير الأجتماعي أجر أيضا يجب أن نوطن نفوسنا على الاستغناء عنه

" وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ "الشعراء
سيماء الدعوات النقية ، إبداء استغناء مطلق عن الخلق، وإظهار أعظم حالة من الرفض لأي ثمن لدعواتهم. ونفور فطري من أي معني يوحي بانتظار ردود أفعالهم.


" لعلكم تصطلون"النمل
مشوار في الظلام لأجل أهله ...أعطاه الله فيض التكليم...
أبرك الخطوات خطواتنا من أجل الآخرين.

♥ رحلة مع القرآن - تاملات قرآنية .. ♥ 28



"فاصبر على ما يقولون" طه
لقد كانت أذيتهم أفعالا وأقوالا .....
ولكن الأقوال أكثر ألما للعقلاء وأعمق جرحا

(يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ)الأنبياء
كان خلق الملائكة عظيما وصورهم أحسن الصور....
لكن أكثر ما مدحهم الله به ...التسبيح سبح.
أكثر البشر شبها بالملائكة أكثرهم.تسبيحا...

"قلنا يانار كوني بردا"الأنبياء
في قعر الظروف الحارقة... 
هناك أمل.

"ونجيناه من (القرية) التي كانت تعمل الخبائث"الأنبياء
مغادرة المدن التي تنتشر فيها الفواحش ....نجاة.

"فنادى في الظلمات"الأنبياء
لو أن هناك مكانا يغيب فيه العمل الصالح لكان جوف الحوت في قعر البحر غيب تسبيحة يونس.
اعمل صالحا فلن يضيعك الله أينما كنت.
حتى في أمعاء الحوت الخانقة هناك أمل

"ونجيناه من الغم (وكذلك) ننجي المؤمنين"الأنبياء
تدبر (وكذلك).
ليس خاصا بالأنبياء وحدهم
سينجيك الله يامؤمن ولو كنت في كرب عظيم كبطن الحوت الخانق

"(وأصلحنا له زوجه) إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا (خاشعين)"الأنبياء
هل تعاني حياتكم الزوجية؟
جربوا الخشوع في الصلاة.
إذا وقعت الأزمة بين الزوجين،
فالحل هو المشاركة في عمل خيري، والدعاء، ولحظات خشوع

"وَالَّتِي (أَحْصَنَتْ) فَرْجَهَا (فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا)"الأنبياء
لقد كانت مريم صوامة قوامة عابدة قانتة لكن أعظم أسباب كرامتها :
العفاف

"إن الله (يدافع) عن الذين (آمنوا)"الحج
ستبدو كل مخاوفك صغيرة حين تتذكر أن الله يدافع عنك

"الله لطيف بعباده "الحج
مخاوفي تبددها هذه الآية