كيف تذكر "المرأة" في مجالس الرِّجال ؟..
قال أحد المتزوجين : المرأة كالحذاء يستطيع الرجل أن يغير ويبدل متى وجد المقاس المناسب له .
فنظر الحاضرون إلى رجل حكيم كان بين الجالسين وسألوه : ما رأيك بهذا الكلام ؟..
فقال : ما يقوله الرجل صحيح تماماً ، فالمرأة كالحذاء في نظر من يرى نفسه قدماً ، وهي كالتاج في نظر من يرى نفسه ملكاً، فلا تلوموا المتحدِّث بل اعلموا كيف ينظر إلى نفسه .
ورغم التقدم الكبير الذي شهدته المرأة العربية في مختلف المجالات ، ورغم المدنيَّة الكبيرة التي شهدتها كل الدول ، مازال لدينا بقايا عادات مترسبة من الجاهلية فيما يخص معاملة المرأة واحترامها، نأسف لأنها مازالت موجودة ومازالت تمارس حتى الآن، "سيِّدتي نت " في التحقيق الآتي تتعرض لممارسة خطيرة يمارسها بعض الذكور وليس الرجال في مجالسهم، حيث ينادون المرأة أو يطلقون عليها ألفاظاً لا تليق بها ولا بمكانتها ولا تتوافق حتى مع مبادئ شريعتنا السمحة والمبادئ الإنسانية العامة.
يخبرنا المستشار الأسري عبد الرحمن القراش بدايةً عن أهم هذه المسميات أو الألفاظ التي تدور في مجالس الرجال ومعانيها قائلاً:
الهيش وديتها لأهلها، المكلف كانت معي، الحرمة غاثتني، الدبش أفلستني، الأنثى الله يكرمكم، والله إنك صادق ياخوي هالمكالف أو هالدبش ما منهم خير. أمَّا عن معاني هذه الألفاظ المتداولة فهي كالآتي:
الهيش: أنثى الحمار.
المكلف: الحمل الثقيل.
الحرمة: صيغة مبالغة تدل على قمة الحرمان.
الدبش: تطلق العبارة على البهيمة.
الأنثى الله يكرمكم : لا تعليق إذا عرفنا متى يستخدم السعوديون لفظ الله يكرمكم.
ويقول القراش: لم آتِ بالتسميات السابقة من الفراغ، وإنما استقيتها من واقع مجتمع فضَّله الله بالإسلام، وفتح عليه أبواب العلم، ولكن البعض من ذكوره عطَّلوا بعض أحكامه وواجباته بحجة أنهم رجال وقوَّامون على النساء، فهي كلمات يتداولها بعض المحسوبين على الرجال بأشنابهم وثيابهم ليبينوا لغيرهم مدى سيطرتهم على الوضع، ومقدرتهم على نسائهم، والغريب أنه قلَّما يوجد من يستنكر مثل هذه الألفاظ في مجالس الرجال، وإذا وجد قالوا عنه "والله إنك دلدول"، وفي بعض الروايات "خروف بدون قرون" أو "هذا تربية امرأة".
ويعلِّق القراش على الأمر قائلاً: مادام الرجل بعقل لا يقدِّر قيمة أمه أو أخته أو زوجته أو ابنته أو أي امرأة بصفة عامة، فهو أحمق يعيش بعقلية جاهلية مهما تقدَّمنا وغمرتنا المدنيَّة، فالبعض لا يعرف قدر المرأة وقيمتها إلاّ إذا أتى يتسحَّب إلى فراشها ليقضي أمره، ثم يقوم من حجرها وقد أطلق عليها تلك الكلمات القذرة مثل "ابعدي عني ياهيش"، على الرغم من أن ديننا الحنيف أمرنا بعدم التنابز بالألقاب مع جميع الناس.
آراء وانتقادات
تقول سمية عمر وهي مهندسة معمارية: للأسف هذه الألفاظ متداولة ممن يظنون أنفسهم ذكوراً، ولكن من لا يقدِّر المرأة فهو أحمق وجاهل، وما زال يعيش بعقلية متخلفة مهما تظاهر بالمدنيَّة.
أمَّا فجر عبد الله وهي تربوية في وزارة التربية والتعليم فتقول: ما أكثر الكلام الفاسد الذي يدور في مجالس الرجال، ولكنهم رجال لا يستحقون هذا اللقب، فأفعالهم وأقوالهم لا تمثِّل الرجولة أبداً، ولعل من الإنصاف أن ندعوهم بأشباه الرجال إلاّ من رحم الله ، وللأسف فإن بعض النساء أو حتى الرجال يصعب تغيير مفاهيم قد تأصلت في ثقافتهم لسنين عدَّة، فالعديد من رجالنا يحفظون ألسنتهم أمام غيرهم، ولكنه واحدهم في بيته يعربد ويزمجر ويرعد في وجه زوجته ليثبت رجولته عليها بهذه الطريقة المؤسفة.
أمَّا زهرة العبيدي وهي ربَّة منزل فتقول: المرأة مكرمة لا يحط من قدرها سوى هؤلاء الرجال، الذين للأسف يدَّعون الإسلام، وهم أبعد ما يكونون عن شرع الله وأخلاق رسوله الكريم.
البعض وليس الكل
وتقول علا الشلابي، طالبة: للأسف نعاني من هذه الظاهرة في مجتمعنا، فلا يوجد من يتبع سُنة رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- الذي قال: "رفقاً بالقوارير"، لذلك نجد بعض الرجال يتعاملون بقسوه حتى يظهروا السيطرة والرجولة، وفقاً لوجهة نظرهم، فتكون النتيجة قلَّة رجولة وانحداراً أخلاقياً.
وينتقد الموظف فايز الشهري الأمر قائلاً: دوماً ﻻ نقدِّر الكنوز التي لدينا، ونهملها بل وننظرلها بعين التكبُّر والازدراء، ﻻ نعلم أن ما في أيدينا له قيمة لا تقدَّر بثمن، واللوم هنا على الرجل الذي قد فقد سيطرته لأن يكون قائماً في بيته، وإلى المجتمع الذي سمح له بأن يتكلم على زوجته بهذه الطريقة، أتمنى أﻻ ننسى قوله تعالى: "وﻻتنابزوا بالألقاب"، فنحن مجتمع مسلم.
ويخبرنا الكاتب عماد اليماني قائلاً: إن الأمر ليس بهذه الصورة المذكورة حالياً، فمثل هذه الألفاظ والألقاب مثل كلمتي "المكالف أو الدبش"، هي كلمات تفتقر إلى الرقي كما أنها لم تعد تتداول في مجالس الرجال، فمجتمعنا يقدِّر المرأة ويهتم بحفظ مكانة الزوجة ضمن أصول الدين والرقي الاجتماعي.
أمَّا علاء عبد العزيز، مدير أحد المجمَّعات التعليمية، فيقول: في كل مجتمعات العالم هناك متناقضات، ولا يخلو هذا الشيء من مجتمعنا، بالفعل ما زالت هناك أقليه تتعامل مع المرأة هكذا وكأنها لا تساوي شيئاً أو كأنها ليست من بني البشر، لكن الأغلب عكس ذلك تماماً فهم يحترمون النساء ويدركون طبيعتهن الخاصَّة ويبدعون في معاملتهن والتعبير عنهن، فالمرأة أقل ما تستحقه هو أن توصف بفاتنة أو جميلة أو آسرة، فهي الجمال والطهر والنقاء.
منقول من سيدتي نت العدد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق