الأحد، 6 يناير 2013




قصيدة الجدار للشاعر: إبراهيم نصر الله

الجدار يسير على حجر واحد.. حجرين!
ويمتدّ يعلو
يباغت حقلا
ويقضم سنبلة حلمت بالربيع
قرنفلة وقعت في هوى طائر هارب
بين حرب وحرب
الجدار يدور ويركض حينا
يقلّد نهرا ولا ينتبه
بأنّ الظلام المعتّق مجراه
أن الجحيم الكبير المصب
في البدايات كان الجدار قميصا
وكان سلاما مع الوحش
في برّ موت فسيح
وكان حديثا أليفا مع الرّيح
ساترا خلفه امرأة تستحمّ بشهوتها وغزال فصيح!
في البدايات كان سلاحا لحارس أحلام أطفاله
وحجارة واد أطلّت على السّهل مثل الجبل
حين فاضت فصول من الثلج والنار
حين تساءل أجدادنا في مفازات حيرتهم: ما العمل؟!
***
في البعيد هناك تكاثر
أغوى الرّجال وأشعلهم بالنساء
بجنّاتهم في فضيحة ذاك العراء
تعدّد: سورا، ودغلا كثيفا، سريرا، وسترا، وغابة
وحين اطمأنوا قليلا
ولم يعد الخوف مثل الوحوش عدوّا لهم أشرعوا فيه أفقا
دعوا قمرا ورياحا وشمسا ورائحة الحقل
كان الزّمان بسيطا كقلب سحابة
فلم يعبسوا حين مرّ بهم جارح تائه
وعلى صيدهم أقبلت ذئبة بصغار وحطت ذبابة!
كان في البرّ وفر:
لكلّ حصان نهير وحقل
وللحقل طير وغيم
وللضّبع خمسون شاة
وللشّاة عشب كثير وتلّ
وللفهد نصف قطيع من الأيل
للأيل بريّة مذهلة
وأما الطيور فكان لها سرّها: الفاكهة!
وللرّجل الكلّ، بالطّبع!
أعني: له الضّبع، والفهد، والطير، والنّسوة، الأيل، والحقل، ثم الحصان!
كان لا بدّ من أن تقام القلاع
ويغدو لهذي الحجارة معنى جديدا
ليمسك ذاك المحارب بالوقت من عنقه
ويقود الخلود إلى عرشه طيّعا
ويروّض خيل الزّمان!
***
نحن أقرب
إن البيوت تسير إلى التلّ، تصعده،
وتحطّ هنالك فوق الجبال
والجدار تعدّد:
صار الهراوة والسيف
صار البنادق
صار البوارج والطائرات
وصار عيون المحقّق
صار الرّقيب
وصار العبيد
وصار الطّغاة
عروشا تبيض عروشا
وقصر الزّعيم، وعسكره
وسلالته السّلسلة
وأعياد ميلاده وهو طفل وأعياد ميلاده المقبلة!
والجدار تعدّد:
صار الصحيفة تأكل نصف الحقيقة قبل ابتداء الكلام
وما قد تبقّى ستأكله بعد بدء الكلام!
وصار الجدار سلاما ويعني: هبوط الحمام البليد
على كلّ معنى أليف يضيّق معنى السّلام

الجدار اختفى، والجدار تجلّى
الجدار تدلّى
الجدار حدود
غياب وجود
وصمت، جحود
عبور على راحة الموت
والموت فينا يحدّق
ساحة مدرسة أصبحت ساحتين
سماء مقسّمة ووعود
ومنفى على بعد متر من الوطن المستباح!
ودبابة تتصفّح أرواح أطفالنا
وغزاة هنالك في القدس يختبرون السّلاح!
- سأخوض ثلاثين حربا، إذا لزم الأمر، قال السّياسيّ للجنرال
كي تكون السماء لنا وحدنا
والبلاد لنا وحدنا
والبحار لنا وحدنا، والرياح!
أريد جدارا لكي لا يكون لأعدائنا مطر أو نجوم،
مدى أو صباح!
***
شاعر ذات يوم بعيد كتب*:
(جدار، هنا، طيب كان يكفي لنصنع جيراننا الطيبين)
جدار من السّرو يكفي
جدار من الّلوز والنّخل والتّين
جدار من الورد والياسمين
جدار من الخبز
كانت حجارة ذاك الزّمان على صورة الأرغفة
قبل أن يتكاثر إسمنتهم
ونوافذ من شمسنا خائفة!
***
- الهواء عليل!
سيقول صغير، هنا، بعد حين،
له شمسه، ريحه، ومداه
والأناشيد تملؤه بالحياة
ويحدّق في أفق واسع ويضيف:
- الهواء عليل، كأنّ الهواء فتى عاشق والزّهور صباه!
ثم يكتب بالضوء وهو ينقّل، رقصا، خطاه:
حين يسقط في أيّ أرض جدار
سيسقط ذاك الذي قد بناه
قصيدة الجدار للشاعر: إبراهيم نصر الله

الجدار يسير على حجر واحد.. حجرين!
ويمتدّ يعلو
يباغت حقلا
ويقضم سنبلة حلمت بالربيع
قرنفلة وقعت في هوى طائر هارب
بين حرب وحرب
الجدار يدور ويركض حينا
يقلّد نهرا ولا ينتبه
بأنّ الظلام المعتّق مجراه
أن الجحيم الكبير المصب
في البدايات كان الجدار قميصا
وكان سلاما مع الوحش
في برّ موت فسيح
وكان حديثا أليفا مع الرّيح
ساترا خلفه امرأة تستحمّ بشهوتها وغزال فصيح!
في البدايات كان سلاحا لحارس أحلام أطفاله
وحجارة واد أطلّت على السّهل مثل الجبل
حين فاضت فصول من الثلج والنار
حين تساءل أجدادنا في مفازات حيرتهم: ما العمل؟!
***
في البعيد هناك تكاثر 
أغوى الرّجال وأشعلهم بالنساء
بجنّاتهم في فضيحة ذاك العراء
تعدّد: سورا، ودغلا كثيفا، سريرا، وسترا، وغابة
وحين اطمأنوا قليلا 
ولم يعد الخوف مثل الوحوش عدوّا لهم أشرعوا فيه أفقا
دعوا قمرا ورياحا وشمسا ورائحة الحقل
كان الزّمان بسيطا كقلب سحابة
فلم يعبسوا حين مرّ بهم جارح تائه 
وعلى صيدهم أقبلت ذئبة بصغار وحطت ذبابة!
كان في البرّ وفر: 
لكلّ حصان نهير وحقل
وللحقل طير وغيم
وللضّبع خمسون شاة
وللشّاة عشب كثير وتلّ
وللفهد نصف قطيع من الأيل
للأيل بريّة مذهلة
وأما الطيور فكان لها سرّها: الفاكهة!
وللرّجل الكلّ، بالطّبع!
أعني: له الضّبع، والفهد، والطير، والنّسوة، الأيل، والحقل، ثم الحصان!
كان لا بدّ من أن تقام القلاع
ويغدو لهذي الحجارة معنى جديدا
ليمسك ذاك المحارب بالوقت من عنقه 
ويقود الخلود إلى عرشه طيّعا 
ويروّض خيل الزّمان!
***
نحن أقرب
إن البيوت تسير إلى التلّ، تصعده، 
وتحطّ هنالك فوق الجبال
والجدار تعدّد:
صار الهراوة والسيف
صار البنادق
صار البوارج والطائرات
وصار عيون المحقّق
صار الرّقيب
وصار العبيد
وصار الطّغاة
عروشا تبيض عروشا
وقصر الزّعيم، وعسكره
وسلالته السّلسلة
وأعياد ميلاده وهو طفل وأعياد ميلاده المقبلة!
والجدار تعدّد:
صار الصحيفة تأكل نصف الحقيقة قبل ابتداء الكلام
وما قد تبقّى ستأكله بعد بدء الكلام!
وصار الجدار سلاما ويعني: هبوط الحمام البليد
على كلّ معنى أليف يضيّق معنى السّلام

الجدار اختفى، والجدار تجلّى
الجدار تدلّى
الجدار حدود 
غياب وجود
وصمت، جحود
عبور على راحة الموت
والموت فينا يحدّق 
ساحة مدرسة أصبحت ساحتين
سماء مقسّمة ووعود
ومنفى على بعد متر من الوطن المستباح!
ودبابة تتصفّح أرواح أطفالنا 
وغزاة هنالك في القدس يختبرون السّلاح!
- سأخوض ثلاثين حربا، إذا لزم الأمر، قال السّياسيّ للجنرال 
كي تكون السماء لنا وحدنا 
والبلاد لنا وحدنا 
والبحار لنا وحدنا، والرياح!
أريد جدارا لكي لا يكون لأعدائنا مطر أو نجوم، 
مدى أو صباح!
***
شاعر ذات يوم بعيد كتب*:
(جدار، هنا، طيب كان يكفي لنصنع جيراننا الطيبين)
جدار من السّرو يكفي 
جدار من الّلوز والنّخل والتّين
جدار من الورد والياسمين
جدار من الخبز
كانت حجارة ذاك الزّمان على صورة الأرغفة
قبل أن يتكاثر إسمنتهم
ونوافذ من شمسنا خائفة!
***
- الهواء عليل! 
سيقول صغير، هنا، بعد حين،
له شمسه، ريحه، ومداه
والأناشيد تملؤه بالحياة 
ويحدّق في أفق واسع ويضيف: 
- الهواء عليل، كأنّ الهواء فتى عاشق والزّهور صباه!
ثم يكتب بالضوء وهو ينقّل، رقصا، خطاه: 
حين يسقط في أيّ أرض جدار
سيسقط ذاك الذي قد بناه




=-=-=-=


كلَ ليلةٍ قبـلَ أنْ أغفـو .. أمسكُ هاتـفي ..
فـ تتحرك اصَابعي بلا وعيْ . . تطلُب رقمَه ..
وعندما أصلُ الى زر الإتصَال ..
يصرخُ قلْبي قائـلاً ..

  ..
إنتظر .. لا تفعَل .. !
 ..
اتسائل بحُزن .. لماذآ ؟
فيُجيبني بحرقـة ..

إن أجآب هل سيَستمعْ لـ صَوتكَ المُتألم بـ اهتمَام ..!
أم سُـ يعذِبُـك أكثَر بـ لا مُبالآتـه ؟..

فـ الأفضَل أنْ تُبقيه ذِكرى جَميلة فيْ داخلِكـ












=-=-=-=


كلَ ليلةٍ قبـلَ أنْ أغفـو .. أمسكُ هاتـفي ..
فـ تتحرك اصَابعي بلا وعيْ . . تطلُب رقمَه ..
وعندما أصلُ الى زر الإتصَال ..
يصرخُ قلْبي قائـلاً ..

  ..
إنتظر .. لا تفعَل .. !
 ..
اتسائل بحُزن .. لماذآ ؟
فيُجيبني بحرقـة ..

إن أجآب هل سيَستمعْ لـ صَوتكَ المُتألم بـ اهتمَام ..!
أم سُـ يعذِبُـك أكثَر بـ لا مُبالآتـه ؟..

فـ الأفضَل أنْ تُبقيه ذِكرى جَميلة فيْ داخلِكـ






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق