يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على الظالم
لا تيأسوا ....
روي أن المسيح عليه الصلاة والسلام مر بامرأة زانية فلما سمع صوت همهمة الحواريين قال مقولته المشهورة: «من كان منكم بلا ذنب فليرمها بحجر».
طبق حدّ الرجم على رجل وامرأة زانيين في حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فلما سمع النبي أحد الصحابة يشتم المرأة قال: والله لقد تابت توبة لو وزعت على أهل المدينة لكفتهم.
وننصح كل من يدعو إلى الله أن يترك الأبواب مفتوحة بين العباد وخالقهم
فأول ما يقال أننا جميعاً عصاة، وأن المعصية من مؤمن عالم قد تزيد في وزنها في ميزان الحق على معصية من جاهل أو غير مبلّغ.
وثاني ما يقال أن كل امرئ منا لا بد أنه يحمل جذوة من النار وقبسة من النور في أعماقه
ولا يوجد إنسان طمس على قلبه فلم يبق لديه ولو احتمال بسيط للإقبال على الله
وثالث ما يقال أن الحكم على الناس وفرزهم إلى أهل جنة وأهل نار هو من أمر الله وليس من أمر الناس.
مهمتنا أن ندعو لنقرّب لا لننفر، لنرغب لا لنرهب، لنبشر لا لنهدد، لنيسّر لا لنعسّر، لنفتح الأبواب لا لنغلقها
لنعلم الناس حسن الظن بالله وبأنفسهم لا لنعلمهم سوء الظن، لنتعهد جذوة النار والنور في كل إنسان بالحماية والرعاية والتنمية لا لندفنها تحت التراب.
ولنا في الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة ودروس مستفادة، فهو لم ييأس ولم يدع إلى التيئيس، بل صبر وصابر حتى آمن بدعوته الآلاف
وقد كان رجلاً بمفرده، كان عليه الصلاة والسلام يدعو لمن عاداه وآذاه بالهداية ولم يعهد عليه أنه كان يدعو على أحد
«ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة».
عندما عاد الرسول عليه الصلاة والسلام من الطائف بعد أن عرض على أهلها دعوته فطردوه شر طردة
جاءه جبريل عليه السلام وقال انه قد أرسل من رب العالمين ليطبق على أهل الطائف الأخشبين وهما جبلان كبيران تقع الطائف بينهما فقال عليه الصلاة والسلام: لا، لعله يأتي من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله.
ثم لنذكر أن يونس بن متى عليه السلام عندما غضب على قومه ويئس منهم وخرج من بينهم، أراد الحق أن يلقنه درساً فالتقمه الحوت حتى اعترف بذنبه قائلاً «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»
فلا تيأسوا من هداية أحد، وقد يسبقكم من تلعنونه وتنفرونه اليوم فيهتدي ويأتي من العمل ما يرتفع به درجات تزيد على درجاتكم فالعبرة بالخواتيم
اللهم أحسن خاتمتنا.
وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿الأنفال: ٢٦﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق