قواعد قرآنية
►◄ قاعدة قرآنية مُحكمة ، نحن بأمس الحاجة إليها كل حين ، وخاصة حين يُبتلى الإنسان بمصيبة من المصائب المُزعجة ، وما أكثرها في هذا العصر ، إنها القاعدة التي دل عليها قوله سبحانه وتعالى : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)، التغابن : 11
وهذه القاعدة القرآنية جاء ذكرها ضمن آية كريمة في سورة التغابن يقول الله فيها :
(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )، التغابن : 11
والآية ـ كما هو ظاهر وبيّن تدل على أنه ما من مصيبة أيّاً كانت ، سواء كانت في النفس أم في المال أم في الولد ، أم في الأقارب ، أم في غير ذلك ، فكل ذلك بقضاء الله وقدره ، وأن ذلك بعلمه وإذنه القدري سبحانه وتعالى ، وجرى به القلم ، ونفذت به المشيئة ، واقتضته الحكمة ، والشأن كل الشأن ، هل يقوم العبد بما يجب عليه من عبودية لهذا المقام أم لا ؟
و عبودية هذا المقام هي الصبر والتسليم ؛ فإن تسامي العبد بحيث يرضى فهذا خير و افضل ،
وتأمل كيف علق الله تعالى هداية القلب على الإيمان ؛ ذلك أن الأصل في المؤمن أن يُروضه الإيمان على تلقي المصائب ، واتباع ما يأمره الشرع به من البعد عن الجزع والهلع ، مُتفكراً في أن هذه الحياة لا تخلو من مُنغصات ومُكدرات
وهذا كما هو مُقتضى الإيمان ، فإن في هذه القاعدة : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) إيماءً إلى الأمر بالثبات والصبر عند حلول المصائب ؛ لأنه يلزم من هَدْيِ الله قلبَ المؤمن عند المصيبة ترغيبَ المؤمنين في الثبات والتصبر عند حلول المصائب ، فلذلك جاء ختم هذه الآية بجملة :
(وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق