الاثنين، 20 فبراير 2017

قصة نبي الله صالح علية السلام

قصة نبي الله صالح علية السلام











في منطقة الحِجْر التي تقع بين الحجاز والشام، والتي تسمى الآن (بمدائن صالح) كانت تعيش قبيلة مشهورة تسمى ثمود، يرجع أصلها إلى سام بن نوح، وكانت لهم حضارة عمرانية واضحة المعالم، فقد نحتوا الجبال واتخذوها بيوتًا، يسكنون فيها في الشتاء؛ لتحميهم من الأمطار والعواصف التي تأتي إليهم من حين لآخر واتخذوا من السهول قصورًا يقيمون فيها في الصيف.


وأنعم الله -عز وجل- عليهم بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، فأعطاهم الأرض الخصبة، والماء العذب الغزير، والحدائق والنخيل، والزروع والثمار، ولكنهم قابلوا النعمة بالجحود والنكران، فكفروا بالله -سبحانه- ولم يشكروه على نعمه وعبدوا الأصنام، وجعلوها شريكة لله، وقدَّموا إليها القرابين، وذبحوا لها الذبائح وتضرعوا لها، وأخذوا يدعونها، فأراد الله هدايتهم، فأرسل إليهم نبيًّا منهم، هو صالح -عليه السلام- وكان رجلاً كريمًا تقيًّا محبوبًا لديهم.

وبدأ صالح يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك ما هم فيه من عبادة الأصنام، فقال لهم: {يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} [الأعراف:733] فرفض قومه ذلك، وقالوا له: يا صالح قد كنت بيننا رجلا فاضلاً  كريمًا محبوبًا نستشيرك في جميع أمورنا لعلمك وعقلك وصدقك، فماذا حدث لك؟! وقال رجل من القوم: يا صالح ما الذي دعاك لأن تأمرنا أن نترك ديننا الذي وجدنا عليه آباءنا وأجدادنا، ونتبع دينًا جديدًا ؟! وقال آخر: يا صالح قد خاب رجاؤنا فيك، وصِرْتَ في رأينا رجلا مختلَّ التفكير.

كل هذه الاتهامات وجهت لنبي الله صالح -عليه السلام- فلم يقابل إساءتهم له بإساءة مثلها، ولم ييأس من استهزائهم به وعدم استجابتهم له، بل ظل يتمسك بدين الله رغم كلامهم، ويدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، ويذكِّرهم بما حدث للأمم التي قبلهم، وما حلَّ بهم من العذاب بسبب كفرهم وعنادهم، فقال لهم: {واذكروا إذ  جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورًا وتنحتون الجبال بيوتًا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين} [الأعراف: 74] ثم أخذ صالح يذكِّرهم بنعم الله عليهم، فقال لهم: {أتتركون في ما هاهنا آمنين . في جنات وعيون . وزروع ونخيل طلعها هضيم} [الشعراء:146-148].

ثم أراد أن يبين لهم الطريق الصحيح لعبادة الله، وأنهم لو استغفروا الله وتابوا إليه فإن الله سيقبل توبتهم، فقال : {يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب} [هود: 611] فآمنت به طائفة من الفقراء والمساكين، وكفرت طائفة الأغنياء، واستكبروا وكذبوه، وقالوا: {أبشرًا منا واحدًا نتبعه إنا إذًا لفي ضلال وسعر . أؤلقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر} [القمر: 24-255].

وحاولت الفئة الكافرة ذات يوم أن تصرف الذين آمنوا بصالح عن دينهم وتجعلهم يشكون في رسالته، فقالوا لهم:{أتعلمون أن صالحًا مرسل من ربه} _[الأعراف:755] أي: هل تأكدتم أنه رسول من عند الله؟ فأعلنت الفئة المؤمنة تمسكها بما أُنْزِلَ على صالح وبما جاء به من ربه، وقالوا: {إنا بما أرسل به مؤمنون} [الأعراف: 755] فأصرَّت الفئة الكافرة على ضلالها وقالوا معلنين كفرهم وضلالهم: {إنا بالذي آمنتم به كافرون} [الأعراف: 766] ولما رأى صالح -عليه السلام- إصرارهم على الضلال والكفر قال لهم: {يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير} [هود: 633].

وكان صالح -عليه السلام- يخاطب قومه بأخلاق الداعي الكريمة، وآدابه الرفيعة ويدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة تارة، ويجادلهم تارة أخرى في موضع الجدال، مؤكدًا على أن عبادة الله هي الحق، والطريق المستقيم.

ولكن قومه تمادوا في كفرهم، وأخذوا يدبرون له المكائد والحيل حتى لا يؤمن به أكثر الناس، وذات يوم كان صالح -عليه السلام- يدعوهم إلى عبادة الله، ويبين لهم نعم الله الكثيرة، وأنه يجب شكره وحمده عليها، فقالوا له: يا صالح ما أنت إلا بشر مثلنا، وإذا كنت تدعي أنك رسول الله، فلابد أن تأتينا بمعجزة وآية.

فسألهم صالح -عليه السلام- عن المعجزة التي يريدونها، فأشاروا على صخرة بجوارهم، وقالوا له: أخْرِجْ لنا من هذه الصخرة ناقة طويلة عُشَراء، وأخذوا يصفون الناقة المطلوبة ويعددون صفاتها، حتى يعجز صالح عن تحقيق طلبهم، فقال لهم صالح: أرأيتم إن أجبتكم إلى ما سألتم أتؤمنون بي وتصدقونني وتعبدون الله الذي خلقكم؟ فقالوا له: نعم، وعاهدوه على ذلك، فقام صالح -عليه السلام- وصلى لله -سبحانه- ثم دعا ربه أن يجيبهم إلى ما طلبوا.

وبعد لحظات حدثت المعجزة، فخرجت الناقة العظيمة من الصخرة التي أشاروا إليها، فكانت برهانًا ساطعًا، ودليلاً قويًّا على نبوة صالح، ولما رأى قوم صالح هذه الناقة بمنظرها الهائل آمن بعض قومه، واستمر أكثرهم على كفرهم وضلالهم، ثم أوحى الله إلى صالح أن يأمر قومه بأن لا يتعرضوا للناقة بسوء، فقال لهم صالح:{هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم} [الأعراف: 733].

واستمر الحال على هذا وقتًا طويلاً، والناقة تشرب ماء البئر يومًا، ويشربون هم يومًا، وفي اليوم الذي تشرب ولا يشربون كانوا يحلبونها فتعطيهم لبنًا يكفيهم جميعًا، لكن الشيطان أغواهم، فزين لهم طريق الشر، وتجاهلوا تحذير صالح لهم فاتفقوا على قتل الناقة، وكان عدد الذين أجمعوا على قتل الناقة تسعة أفراد، قال تعالى: {وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون} [النمل: 488]

ثم اتفقوا مع باقي القوم على تنفيذ مؤامرتهم، وقد تولى القيام بهذا الأمر أشقاهم وأكثرهم فسادًا، وقيل اسمه قدار بن سالف..

وفي الصباح، تجمع قوم صالح في مكان فسيح ينتظرون مرور الناقة لتنفيذ مؤامرتهم، وبعد لحظات مرت الناقة العظيمة فتقدم أحدهم منها، وضربها بسهم حاد أصابها في ساقها، فوقعت على الأرض، فضربها قدار بن سالف بالسيف حتى ماتت، وعلم صالح بما فعل قومه الذين أصروا على السخرية منهةوالاستهزاء به، وأوحى الله إليه أن العذاب سوف ينزل بقومه بعد ثلاثة أيام،

فقال صالح -عليه السلام- لهم: {تمتعوا في داركم ثلاثة أيام} _[هود:65] ولكن القوم كذبوه واستمروا في  سخريتهم منه والاستهزاء به، ولما دخل الليل اجتمعت الفئة الكافرة من قوم صالح، وأخذوا يتشاورون في قتل صالح، حتى يتخلصوا منه مثلما تخلصوا من الناقة، ولكن الله -عز وجل- عَجَّلَ العذاب لهؤلاء المفسدين التسعة، فأرسل عليهم حجارة أصابتهم وأهلكتهم..

ومرت الأيام الثلاثة، وخرج الكافرون في صباح اليوم الثالث ينتظرون ما سيحل عليهم من العذاب والنكال، وفي لحظات جاءتهم صيحة شديدة من السماء، وهزة عنيفة من أسفلهم، فزهقت أرواحهم، وأصبحوا في دارهم هالكين مصروعين.. قال تعالى: {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون . وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون} [النمل: 52-533] وهكذا أهلك الله -عز وجل- قوم صالح بسبب كفرهم وعنادهم وقتلهم لناقة  الله، والاستهزاء بنبيهم صالح -عليه السلام- وعدم إيمانهم به، وبعد أن أهلك الله الكافرين من ثمود، وقف صالح -عليه السلام- ومن معه من المؤمنين ينظرون إليهم، فقال صالح -عليه السلام- : {يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين} _[الأعراف: 799].

ولقد مرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على ديار ثمود (المعروفة الآن بمدائن صالح) وهو ذاهب إلى تبوك سنة تسع من الهجرة، فأمر أصحابه أن يمروا عليها خاشعين خائفين، كراهة أن يصيبهم ما أصاب أهلها، وأمرهم بعدم دخول القرية الظالمة وعدم الشرب من مائها. [متفق عليه].

السبت، 18 فبراير 2017

الكرم العربي


🍃 الكرم العربي 🍃

سأل رجل حاتم الطائي ، وهو مضرب أمثال العرب في الكرم ..
فقال : يا حاتم هل غلبك أحد في الكرم .
قال : نعم غلام يتيم من طي نزلت بفنائه وكان له عشرة رؤوس من الغنم ، فعمد إلى رأس منها فذبحه ، وأصلح من لحمه ، وقدم إلي وكان فيما قدم إلي الدماغ فتناولت منه فاستطبته .
فقلت : طيب والله ..
فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأساً رأساً ويقدم لي الدماغ وأنا لا أعلم ..
فلما خرجت لأرحل نظرت حول بيته دماً عظيماً وإذا هو قد ذبح الغنم بأسره .
فقلت له : لم فعلت ذلك .
فقال : يا سبحان الله تستطيب شيئاً أملكه فأبخل عليك به ، إن ذلك لسُبة على العرب قبيحة .
قيل يا حاتم : فما الذي عوضته.
قال : ثلاثمائة ناقة حمراء وخمسمائة رأس من الغنم ..
فقيل : إذاً أنت أكرم منه ..
فقال : بل هو أكرم ، لأنه جاد بكل ما يملك وإنما جدت بقليل من كثير .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال سبق درهم مئة ألف درهم .
🌷منقوووول 🌷

السبت، 11 فبراير 2017

"ﻓﺎﺣﻤﺮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ"

"ﻓﺎﺣﻤﺮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ"


ﻗﺼﺔ "ﻓﺎﺣﻤﺮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ"
ﺫﻫﺐ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ،
ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﺯﻳﻨﺐ ﺍﺑﻨﺘﻚ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ.
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ : ﻻ‌ ﺃﻓﻌﻞ ﺣﺘﻰ ﺃﺳﺘﺄﺫﻧﻬﺎ.
ﻭ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ صل ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﻨﺐ
ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ : ﺍﺑﻦ ﺧﺎﻟﺘﻚ ﺟﺎﺀﻧﻲ ﻭ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻤﻚ ﻓﻬﻞ ﺗﺮﺿﻴﻨﻪ ﺯﻭﺟﺎً ﻟﻚ ؟
ﻓﺎﺣﻤﺮّ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ
❄❄❄
ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ عليه الصلاة و السلام . . . .
ﻭ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ، ﻟﻜﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﻗﺼﺔ ﺣﺐ ﻗﻮﻳﺔ .
ﻭ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﻣﻨﻪ 'عليا' ﻭ ' ﺃﻣﺎﻣﺔ '. ﺛﻢ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ .
ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﻧﺒﻴﺎً ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻣﺴﺎﻓﺮﺍً ﻭ ﺣﻴﻦ ﻋﺎﺩ ﻭﺟﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﺳﻠﻤﺖ.
ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻔﺮﻩ ،
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻋﻨﺪﻱ ﻟﻚ ﺧﺒﺮ ﻋﻈﻴﻢ .
ﻓﻘﺎﻡ ﻭ ﺗﺮﻛﻬﺎ .
ﻓﺎﻧﺪﻫﺸﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﻭ ﺗﺒﻌﺘﻪ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ : ﻟﻘﺪ ﺑﻌﺚ ﺃﺑﻲ ﻧﺒﻴﺎً ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺳﻠﻤﺖ .
ﻓﻘﺎﻝ : ﻫﻼ‌ ﺃﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﺃﻭلا ‌ً؟
ﻭ ﺗﻄﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ. ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻋﻘﻴﺪﺓ.
ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻷ‌ُﻛﺬِّﺏ ﺃﺑﻲ. ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻲ ﻛﺬﺍﺑﺎً . ﺇﻧّﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ الأ‌ﻣﻴﻦ. ﻭ ﻟﺴﺖ ﻭﺣﺪﻱ . ﻟﻘﺪ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﺃﻣﻲ ﻭﺃﺳﻠﻢ ﺇﺧﻮﺗﻲ ،
ﻭ ﺃﺳﻠﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻲ (ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ) ، ﻭ ﺃﺳﻠﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺘﻚ (ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ) . ﻭ ﺃﺳﻠﻢ ﺻﺪﻳﻘﻚ (ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮi ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ).
ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻻ‌ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺧﺬّﻝ ﻗﻮﻣﻪ . ﻭﻛﻔﺮ ﺑﺂﺑﺎﺋﻪ ﺇﺭﺿﺎﺀً ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ. ﻭ ﻣﺎ ﺃبوﻙ ﺑﻤﺘﻬﻢ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻓﻬﻼ‌ ﻋﺬﺭﺕ ﻭ ﻗﺪّﺭﺕ ؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻭ ﻣﻦ ﻳﻌﺬﺭ ﺇﻥْ ﻟﻢ ﺃﻋﺬﺭ ﺃﻧﺎ ؟ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﻧﺎ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺃﻋﻴﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻭ ﻭﻓﺖ ﺑﻜﻠﻤﺘﻬﺎ ﻟﻪ 20 ﺳﻨﺔ.
❄❄❄
ﻇﻞ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻩ.
ﺛﻢ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ، ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ . . ﺃﺗﺄﺫﻥ ﻟﻲ ﺃﻥْ ﺃﺑﻘﻰ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻲ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ : اﺑﻖ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻚ ﻭ ﺃﻭلا‌ﺩﻙ.
ﻭ ﻇﻠﺖ ﺑﻤﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥْ ﺣﺪﺛﺖ ﻏﺰﻭﺓ ﺑﺪﺭ،
ﻭ ﻗﺮّﺭ ﺃﺑﻮﺍﻟﻌﺎﺹ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺟﻴﺶ ﻗﺮﻳﺶ .
ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻳﺤﺎﺭﺏ ﺃﺑﺎﻫﺎ. ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺗﺨﺎﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ .
ﻓﺘﺒﻜﻲ ﻭ ﺗﻘﻮﻝ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧّﻲ ﺃﺧﺸﻰ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺗﺸﺮﻕ ﺷﻤﺴﻪ ﻓﻴﻴﺘﻢ ﻭﻟﺪﻱ ﺃﻭ ﺃﻓﻘﺪ ﺃﺑﻲ .
ﻭ ﻳﺨﺮﺝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻭ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺑﺪﺭ ،
ﻭ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻓﻴُﺆْﺳَﺮ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ اﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ، ﻭ ﺗﺬﻫﺐ ﺃﺧﺒﺎﺭﻩ ﻟﻤﻜﺔ،
ﻓﺘﺴﺄﻝ ﺯﻳﻨﺐ: ﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺃﺑﻲ ؟
ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻬﺎ : ﺍﻧﺘﺼﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ.
ﻓﺘﺴﺠﺪ ﺷﻜﺮﺍً ﻟﻠﻪ.
ﺛﻢ ﺳﺄﻟﺖ : ﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺯﻭﺟﻲ ؟
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﺃﺳﺮﻩ ﺣﻤﻮﻩ.
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺃﺭﺳﻞ ﻓﻲ ﻓﺪﺍﺀ ﺯﻭﺟﻲ.
❄❄❄
ﻭ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﺎ شيء ثمين ﺗﻔﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻓﺨﻠﻌﺖ ﻋﻘﺪ ﺃﻣﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﺰﻳِّﻦ ﺑﻪ ﺻﺪﺭﻫﺎ،
ﻭ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﻊ ﺷﻘﻴﻖ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صلى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ.
ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻔﺪﻳﺔ ﻭ ﻳﻄﻠﻖ ﺍلأ‌ﺳﺮﻯ، ﻭ ﺣﻴﻦ ﺭﺃﻯ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺳﺄﻝ : ﻫﺬﺍ ﻓﺪﺍﺀ ﻣﻦ ؟
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻫﺬﺍ ﻓﺪﺍﺀ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ.
ﻓﺒﻜﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﻋﻘﺪ ﺧﺪﻳﺠﺔ.
ﺛﻢ ﻧﻬﺾ ﻭ ﻗﺎﻝ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ . . ﺇﻥّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎ ﺫﻣﻤﻨﺎﻩ ﺻﻬﺮﺍً ﻓﻬﻼ‌ ﻓﻜﻜﺖ ﺃﺳﺮﻩ ؟
ﻭ ﻫﻼ‌ ﻗﺒﻠﺘﻢ ﺃﻥْ ﺗﺮﺩﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻘﺪﻫﺎ ؟
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻗﻞ ﻟﺰﻳﻨﺐ ﻻ‌ ﺗﻔﺮﻃﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﺧﺪﻳﺠﺔ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻫﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﺭﺭﻙ ؟
ﺛﻢ ﺗﻨﺤﻰ ﺑﻪ ﺟﺎﻧﺒﺎً ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺇﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺃﻥْ ﺃُﻓﺮِّﻕَ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻭ ﻛﺎﻓﺮ، ﻓﻬﻼ‌ ﺭﺩﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻨﺘﻲ ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﻧﻌﻢ.
ﻭ ﺧﺮﺟﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻣﻜﺔ ،
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺭﺁﻫﺎ : ﺇﻧّﻲ ﺭﺍﺣﻞ.
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ؟
ﻗﺎﻝ : ﻟﺴﺖ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺮﺗﺤﻞ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﻧﺖ ﺳﺘﺮﺣﻠﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻚ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻟﻢ ؟
ﻗﺎﻝ : ﻟﻠﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻚ. ﻓﺎﺭﺟﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻚ.
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻓﻬﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻓﻘﻨﻲ ﻭﺗُﺴْﻠِﻢ ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ‌.
ﻓﺄﺧﺬﺕ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﻭ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻭ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.
ﻭ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻳﺘﻘﺪﻣﻮﻥ ﻟﺨﻄﺒﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ 6 ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻓﺾ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻞ ﺃﻥْ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ.
❄❄❄
أقام أبو العاص في مكة بعد فراق زوجته زمناً، حتى إذا كان قبيل الفتح بقليل، خرج إلى الشام في تجارة له، فلما قفل راجعا إلى مكة ومعه عيره التي بلغت مئة بعير، ورجاله الذين نيفوا على مئة وسبعين رجلا، برزت له سرية من سرايا الرسول صلوات الله وسلامه عليه قريبا من المدينة، فأخذت العير وأسرت الرجال، ولكن أبا العاص أفلت منها فلم تظفر به.
فلما أرخى الليل سدوله واستتر أبو العاص بجنح الظلام، ودخل المدينة خائفاً يترقب، ومضى حتى وصل إلى زينب، واستجار بها فأجارته.
و لما خرج الرسول صلوات الله وسلامه عليه لصلاة الفجر، واستوى قائما في المحراب، وكبر للإحرام وكبر الناس بتكبيره، صرخت زينب من صفة النساء وقالت:
"أيها الناس، أنا زينب بنت محمد، وقد أجرت أبا العاص فأجيروه. فلما سلم النبي – – من الصلاة، التفت إلى الناس وقال: (هل سمعتم ما سمعت؟!) قالوا: نعم يا رسول الله.
قال: (و الذي نفسي بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتموه، وإنه يجير من المسلمين أدناهم).
ﻓﻮﻗﻒ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﻭ ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎ ﺫﻣﻤﺘﻪ ﺻﻬﺮﺍً.
ﻭ ﺇﻥّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻓﺼﺪﻗﻨﻲ ﻭ ﻭﻋﺪﻧﻲ ﻓﻮﻓّﻰ ﻟﻲ.
ﻓﺈﻥ ﻗﺒﻠﺘﻢ ﺃﻥ ﺗﺮﺩﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﺃﻥ ﺗﺘﺮﻛﻮﻩ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﻩ ، ﻓﻬﺬﺍ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ . ﻭﺇﻥُ ﺃﺑﻴﺘﻢ ﻓﺎلأ‌ﻣﺮ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻭ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻜﻢ ﻭلا‌ ﺃﻟﻮﻣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﺑﻞ ﻧﻌﻄﻪ ﻣﺎﻟﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ : ﻗﺪ ﺃﺟﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﺮﺕ ﻳﺎ ﺯﻳﻨﺐ . . .
❄❄❄
ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺑﻴﺘﻬﺎ
ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻳﺎ ﺯﻳﻨﺐ ﺃﻛﺮﻣﻲ ﻣﺜﻮﺍﻩ ﻓﺈﻧّﻪ ﺍﺑﻦ ﺧﺎﻟﺘﻚ ﻭ ﺇﻧّﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﻻ‌ ﻳﻘﺮﺑﻨﻚ، ﻓﺈﻧّﻪ ﻻ‌ ﻳﺤﻞ ﻟﻚ.
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ ﻷ‌ﺑﻲ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺃﻫﺎﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺮﺍﻗﻨﺎ.
ﻫﻞ ﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻥْ ﺗُﺴْﻠﻢ ﻭ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻌﻨﺎ.
ﻗﺎﻝ: ﻻ‌.
ﻭ ﺃﺧﺬ ﻣﺎﻟﻪ ﻭ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ. ﻭ ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻭﻗﻒ
ﻭ ﻗﺎﻝ : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﺬﻩ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﻫﻞ بقي ﻟﻜﻢ ﺷﻲﺀ؟
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﻭﻓﻴﺖ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ.
ﻗﺎﻝ : ﻓﺈﻧّﻲ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ‌ ﺇﻟﻪ ﺇلا ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.
ﺛﻢ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺠﺮﺍً ﻭﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ عليه الصلاة والسلام
ﻭ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺟﺮﺗﻨﻲ ﺑﺎلأ‌ﻣﺲ ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺟﺌﺖ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ‌ ﺇﻟﻪ إلا‌ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻧﻚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻞ ﺗﺄﺫﻥ ﻟﻲ ﺃﻥْ ﺃﺭﺍﺟﻊ ﺯﻳﻨﺐ؟
ﻓﺄﺧﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭ ﻗﺎﻝ : ﺗﻌﺎﻝ ﻣﻌﻲ.
ﻭ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﻭ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭ ﻗﺎﻝ :
ﻳﺎ ﺯﻳﻨﺐ ﺇﻥّ ﺍﺑﻦ ﺧﺎﻟﺘﻚ ﺟﺎﺀ ﻟﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺴﺘﺄﺫﻧﻨﻲ ﺃﻥْ ﻳﺮﺍﺟﻌﻚ ﻓﻬﻞ ﺗﻘﺒﻠﻴﻦ؟
فاﺣﻤﺮّ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ.
ﺧﺘﺎﻡ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺤﺐ
❄❄❄
ﻭ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻣﺎﺗﺖ ﺯﻳﻨﺐ
ﻓﺒﻜﺎﻫﺎ ﺑﻜﺎﺀ ﺷﺪﻳﺪﺍً ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻤﺴﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻳﻬﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ،
ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ : ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻋﺪﺕ ﺃﻃﻴﻖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺯﻳﻨﺐ .
ﻭ ﻣﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺕ ﺯﻳﻨﺐ.
ﻓﻬﻞ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﻭﻓﺎﺀ ﻭ ﺣﺒﺎ ﻛﻬﺬﺍ ؟!
ما أروعها من قصة حب !!
إن قلباً لا يخشع لهذه القصة لقَلبٌ قاسٍ ، وإن عيناً لا تدمع احتراماً لهذا اﻷب الكريم والزوج الوفي والزوجة الصالحة ، لَـعَيْـنٌ متحجرة !! .
في تاريخنا قصص رائعة
كلام في غاية الروعه ..
لا تخبروني عمن يكرهني أو يتكلم عني ، أتركوني أحب الجميع ، وأظن أن الجميع يحبني ، فرسول الأمة يقول :
" لا تنقلوا لي شيئاً عن أصحابي فإنني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر" ..
الحياة والعلاقات تنتظم بالتغاضي ، وتنسجم بالتراضي ، وتنهدمُ بالتدقيق ، وتنتهي بالتحقيق .
لا تبخلوا بإسعاد من تحبون ، ولاتجعلوا الشيطان يباعد بين قلوبكم .
طبتم وطابت أيامكم بكل خير وبركة
صلوا على سيدنا ونبينا محمد 

ابو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه

ابو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه




عندما نتحدث عن ابي بكر فلا تكفي مجلدات ولا صحف ولا أوراق لكي تعطيه حقه
هذا الصحابي ثاني اثنين في الغار هذا الصحابي الذي إيمانه يرجح عن ايمان امه بحالها هذا الصحابي الذي له عند ربه جنتين

خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه
كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أول الخلفاء الراشدين وثاني اثنين إذ هما في الغار، وكان يسمى عبد الله بن أبى قحافة، ويسمى أيضاَ "عتيق"، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشره من العتق من النار. كما كان يسمى قبيل الإسلام "بعبد الكعبة"، وسمى بعبد الله بعد ظهور نور الله. أما اللقب الشهير"الصديق" فلأنه صدق وحى السماء إلى رسول لله صلى الله عليه وسلم في قصة الإسراء والمعراج. وأبو بكر يصغر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين وعدة أشهر وكان يعمل بالتجارة وكان غنيا يملك المال الكثير وهو صاحب مروءة وإحسان وتفضيل، وهو رجل من احد عشر رجالاَ من قريش كان لهم شرف وفضل وسيادة، واشتهر عنه التواضع والشجاعة.
إسلامه رضي الله عنه
وفي طفولته ذهب به والده في أحد الأيام لزيارة الأصنام التي كانوا يعبدونها، وتركه بعد أن أوصاه أن يقوم برعايتها والصلاة لها، فقال أبو بكر لواحد من الأصنام: إني جائع فأطعمني فاصنع فلم يجبه الصنم بالطلب، فقال ساخراَ: أريدك أن تكسوني ، ولم يجبه ، فأخذ صخرة وألقاها على الصنم فوقع على وجهه .
وأبو بكر أول من أسلم من الرجال، وأسلم على يديه عثمان بن عفان رضي الله عنه، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وسعد بن أبى وقاص رضي الله عنه، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.
قريش تؤذى أبا بكر
وحين دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم يستخفي فيها من قريش ويؤدى بها شعائر دينه هو والمسلمون الأوائل, وقف أبو بكر يدعو لدين الله, فقام الكفار إلى أبى بكر يضربونه حتى سقط مغشياَ عليه, فداسوه بأقدامهم ولم يستطع أحد أن يستنقذه منهم إلا بنو تيم بن مرة عشيرة أبي بكر, وحملوه إلى الدار فلما أفاق رفض أن يتناول الطعام حتى يطمئن على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وطلب من أمه أن تذهب إلى فاطمة بنت الخطاب (شقيقة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ) لتسألها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكانت فاطمة قد أسلمت هي و زوجها سعيد بن زيد, فجاءته فاطمة وخرج معهما, ولما اطمأن على رسول الله صلى الله عليه وسلم, طلب منه أن يدعو لأمه أن تسلم, فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأسلمت.
جوار ابن الدغنة
أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة إلى الحبشة ودخل أبو بكر في جوار ابن الدغنة من أذى المشركين، ثم طلبت قريش من مجيره أن تكون عبادة أبى بكر داخل بيته، وعاد إلى بيته فبني بها مسجداَ، وراح يقرأ القرآن، فخشيت قريش أن يفتن الناس بالإسلام، فطلبوا من مجيره أن يأخذ منه الجوار أو أن يجعله يكف عن قراءة القرآن بصوت مسموع. فقال له أبو بكر: "إنني أرد عليك جوارك وأدخل في جوار الله.
إنفاق المال في عتق العبيد
يقول تعالى: (وسيجنبها الأتقى (17) الذي يؤتى ماله يتزكى) .
قبيل هجرت أبو بكر رضي الله عنه أعتق سبعة كانوا يعذبون لإسلامهم وكان يمتلك أربعين ألف درهم أنفقها، ولم يبق معه وقت هجرته إلا خمسة آلاف فقط.
هجرة الرسول r
يقول تعالى: ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ).
ها هو أبو بكر يخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراَ معه وسارا معاَ حتى وصلا إلى جبل ثور جنوب غرب مكة. وكانت أسماء بنت أبى بكر تأتيهما بالطعام في الغار، وظل رسول الله r وأبو بكر في الغار لمدة ثلاثة أيام.
ولأبي بكر أثناء دخولهما الغار موقف جليل حيث إنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : انتظر حتى أدخل فأنظر, حتى لا يكون هناك شيء يؤذى النبي صلى الله عليه وسلم, بل وقام بسد الثغور بثوبه وبجسده. وقد أخد ما بقى معه من مال وهو خمسة آلاف درهم, وتقول أسماء بنت أبى بكر: إن والد أبيها - وكان كفيفا - قد استاء من هجرة ابنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان مشركاَ فقامت بوضع الحجارة في كيس النقود وقالت لجدها: ها هو المال قد تركه أبى لنا.
الغزوات
وفي المدينة كانت الغزوات وكان أبو بكر لا يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقاتل معه في غزوة بدر, وثبت معه يوم أحد ويوم حنين حين فر الناس.
روى أن علي بن أبي طالب قال حين سأله الناس: من أشجع الناس؟ فقال لهم: إنه أبو بكر, لقد كان يوم بدر حين صنعنا للرسول عريشاَ فوقف شاهراَ سيفه على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم يدافع عنه ولا يهوى أحد إليه إلا هوى إليه بسيفه وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلاَ أن يقول ربى الله. ومن الآيات البينات التي نزلت في أبى بكر(فأما من أعطى واتقى) حيث كان يعتق العجائز والنساء إذا أسلمن. ونزلت فيه أيضاَ (ولمن خاف مقام ربه جنتان).
وزوج أبو بكر ابنته السيدة عائشة للرسولصلى الله عليه وسلم، وظل أبو بكر طيلة صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم على نهجه القويم نبراساَ للحق، حتى مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد عليه المرض فطلب إلى أبى بكر أن يخرج ليصلى بالناس، ولحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ولما علم أبى بكر بوفاة النبي r دخل عليه وكشف وجهه وقبله وبكى، وخرج إلى المسجد فوجد عمر ينهر الناس الذين يقولون إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات، فقام أبو بكر إلى الناس وقال لهم: "أيها الناس إن من كان يعبد محمداَ إن محمدا َ قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.
المبايعة لأبى بكر بالخلافة
ثم وقف وهو يغالب دمعه يقول للناس: "هذا عمر وهذا أبو عبيدة، فأيهما شاتم فبايعوه". فقال عمر وأبو عبيدة: "لا والله، لا يتولى هذا الأمر غيرك فأنت أفضل المهاجرين وثاني اثنين إذ هما في الغار ابسط يدك نبايعك.
حرب الردة
ومنع بعض الناس الزكاة وبدأ من كان إيمانه ضعيفا يرتد عن دينه، وقد ثبت على الإيمان أهل المدينة ومكة والطائف ومهاجرة العرب وبعض المسلمين في بعض الأطراف، فأرسل أبو بكر الجيش بقيادة أسامة بن زيد وخرج يودى الجيش، ومن تواضعه أنه كان يسير بأسامة بن زيد في سرية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره عليها قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى، وكان أسامة يركب على فرسه.
وقال أبو بكر مقولته الشهيرة التي هي دستور المسلمين في الحروب: " لا تخونوا ولا تغدروا ، ولا تمثلوا بالقتلى ، ولا تقتلوا طفلا، ولا شيخا كبيراَ ولا امرأة، لا تعقروا نخلة ولا تحرقوها، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا للأكل، وإذا مررتم بالذين يتعبدون في صوامعهم فاتركوهم لشانهم، وعلى هذا فسيروا على بركة الله".
الفتوح في عهد أبى بكر
فتح أبو بكر الصديق اليمامة وقتل مسيلمة الكذاب وأيضاَ الأسود العنسي الكذاب بصنعاء في اليمن, وبث الجيوش إلى الشام والعراق.
لقد كان مسيلمة الكذاب هو الذي ادعى النبوة و أيضاَ الأسود العنسي ادعى ذلك. وكان لأبى بكر فضل محاربة أهل الردة, وقال قولته المشهورة: والله لو منعوني عناقاَ (ولد العنز الصغير) كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها.
ولأبي بكر الصديق مواقف عظيمة منها أنه كان يقوم برعاية امرأة كفيفة البصر.
الدروس المستفادة من قصة الصحابي الجليل أبو بكر الصديق
الصدق, سبيل الخير ودليل البر, وصيانة العهد, الوفاء, الإنفاق في سبيل الخير, خشية الله والعمل ليوم الحساب. التعاطف والتواد للإخوان, والتواضع, والشجاعة, والتأسي بالحلم والصبر والرحمة والرأفة...................
**رضي الله عن أبى بكر الصديق وعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن التابعين**


صورة

اقتنص الفرص التى تاتيك فقد لا تعود



اقتنص الفرص التى تاتيك فقد لا تعود





قصص مبكية
اقتنص الفرص التى تاتيك فقد لا تعود

ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺎﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﺄﺻﺎﺑﻬﺎ ﻭﺍﺑﻨﺘﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻘﻠﺔ
ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻹﻳﺠﺎﺭ ﻓﻌﺠﺰﺕ ﻓﺄﺧﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺭ
ﺧﺮﺟﺖ ﺑﺒﻨﺎﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﺗﺔ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻗﺎﺭﺳﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﺑﻨﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﻣﻬﺠﻮﺭ ﻭﻣﻀﺖ ﺗﺤﺘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺕ
ﻓﻤﺮﺕ ﺑﺮﺟﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻗﻮﺭ ﻫﻮ ﺷﻴﺦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ
ﺷﺮﺣﺖ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻟﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺃﻧﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻭﻣﻌﻲ ﺑﻨﺎﺕ ﺃﻳﺘﺎﻡ
ﺃﺩﺧﻠﺘﻬﻢ ﻣﺴﺠﺪﺍ ﻣﻬﺠﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﻭﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻗﻮﺗﻬﻢ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻫﺎﺗﻲ ﻟﻲ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻗﻮﻟﻚ
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺃﻧﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﻳﻌﺮﻓﻨﻲ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻬﺎ ، ﻓﻤﻀﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻨﻜﺴﺮﺓ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﻭﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﺭﺟﻼ ﻣﺴﻨﺎ ﻓﺸﺮﺣﺖ ﻟﻪ ﺣﺎﻟﻬﺎ ، ﻭﻗﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻛﺎﻥ ﻧﺼﺮﺍﻧﻴﺎ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻧﺴﺎﺋﻪ ﻭﺃﺗﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﻨﺎﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭﻩ
ﻓﺄﻃﻌﻤﻬﻦ ﺃﻃﻴﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺃﻟﺒﺴﻬﻦ ﺃﻓﺨﺮ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﻭﺑﺎﺗﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻲ ﻧﻌﻤﺔ ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺭﺃﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻪ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻭﻗﺪ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻨﺒﻲ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻘﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺮﺩ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺷﺮﻓﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﻭﺍﻟﻴﺎﻗﻮﺕ ، ﻭﻓﻴﻪ ﻗﺒﺎﺏ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﺎﻥ ،
ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻗﺎﻝ :
ﻟﺮﺟﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻮﺣﺪ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻮﺣﺪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
ﻫﺎﺕ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻗﻮﻟﻚ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﻗﺼﺪﺗﻚ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﻫﺎﺗﻲ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻗﻮﻟﻚ . ﻓﻜﺬﺍ ﺃﻧﺖ ﻫﺎﺕ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻗﻮﻟﻚ
ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺩﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ، ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻳﻄﻮﻑ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪ ﻭﻳﺴﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ
ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﺘﻚ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻭﺑﻨﺎﺗﻬﺎ
ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﻭﻗﺪ ﻟﺤﻘﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎﺗﻬﻢ ﻣﺎ ﻟﺤﻘﻨﻲ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺧﺬ ﻣﻨﻲ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺳﻠﻤﻬﻦ ﺇﻟﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ : ﻻ ﺃﻓﻌﻞ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ : ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﺃﻧﺖ ﺃﻧﺎ ﺃﺣﻖ ﺑﻪ ، ﻭﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻚ ﺧﻠﻖ ﻟﻲ ، ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻧﻤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﻫﻞ ﺩﺍﺭﻱ ﺣﺘﻰ ﺃﺳﻠﻤﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻚ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺑﻨﺎﺗﻬﺎ ﻋﻨﺪﻙ
ﻗﻠﺖ : ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻟﻚ ﻭﻷﻫﻞ ﺩﺍﺭﻙ ، ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ

سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه



"سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه


ذو النورين صهر رسول الله صلي الله عليه وسلم
ثالث الخلفاء الراشدين احدي العشر المبشرين بالجنه الرجل الذي تستحي منه الملائكه
قالت السيده عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله r مضطجعًا في بيته كاشفًا عن ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له، فدخل وهو على تلك الحالة فتحدث، ثم استأذن عمر، فأذن له وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله r وسوَّى ثيابه. قالت عائشة: يا رسول الله، دخل أبو بكر، فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك؟! فقال رسول الله r: أَلاَ أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ". ويقول أنس بن مالك t: "
صعد النبي r جبل أحد وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال r: اثْبُتْ أُحُدُ، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ
". وعن عبد الرحمن بن عثمان القرشي، "أن رسول الله r دخل على ابنته رقية، وهي تغسل رأس عثمان فقال: "يَا بُنَيَّةُ، أَحْسِنِي إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ أَشْبَهُ أَصْحَابِي بِي خُلُقًا".
ما نزل فيه من الآيات
رُوِي عن ابن عمر أنه قال في قوله تعالى: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزُّمر:9]. قال: هو عثمان بن عفان. وقال ابن عباس في قوله تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النحل:76]. قال: هو عثمان. وفي قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزُّمر:10]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "يريد جعفر بن عبد المطلب والذين خرجوا معه إلى الحبشة". وكان ممن هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الأولى، والهجرة الثانية عثمان بن عفان ومعه فيهما امرأته رقية بنت رسول الله r، بل كان عثمان t أول من هاجر إلى الحبشة بأهله من هذه الأمة. وفي قوله تعالى عن أهل بيعة الرضوان: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح:10]. فعن أنس قال: "لما أمر رسول الله r ببيعة الرضوان كان عثمان بن عفان بعثه رسول الله r إلى أهل مكة، فبايعه الناس فقال: إِنَّ عُثْمَانَ فِي حَاجَةِ اللَّهِ وَحَاجَةِ رَسُولِهِ. فَضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأَرْضِ، فَكَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ r لِعُثْمَانَ خَيْرًا مِنْ أَيْدِيهِمْ لأَنْفُسِهِمْ".


سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه وأرضاه

سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه وأرضاه





عندما نتحدث عن الامام فلا تكفي صفاحات الكتب
نتحدث عن ابن عم رسول الله
نتحدث عن اول من اسلم من الصبيان
نتحدث عن اول فدائي في الاسلام
نتحدث عن زوج بنت رسول الله
نتحدث عن والد سيدا شباب الجنه الحسن والحسين
نتحدث عن رابع الخلافاء الراشدين بعد ابو بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم جميعا
كان عليّ t قويّ الإيمان، شديد الشجاعة والقوة النفسية، وليس أدلّ على شجاعته t وقوته النفسية من موقفه يوم هجرة الرسول r، إذ قدم نفسه فداءً للرسول r، حين أعمى الله قريش، وأجمعوا على قتل رسول الله r، فأراد النبي أن يبقى المشركين بجوار بيته ينتظرون خروجه، فأمر علي بن أبي طالب t أن ينام في فراشه تلك الليلة، بينما يخرج r للهجرة، ومن يجرؤ على البقاء في فراش رسول الله، والأعداء يتربصون به ليقتلوه؟ إنه لا يفعل ذلك إلا أبطال الرجال وشجعانهم، بفضل الله تعالى، وقد جاء في (فتح الباري) أن رسول الله r قال له: "نَمْ فِي فِرَاشِي وَتَسَجَّ بِبُرْدِي هَذَا الحضرمي، فنم فيه، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم"، فرقد عليّ على فراش رسول الله يواري عنه، وباتت قريش تختلف وتأتمر، أيهم يهجم على صاحب الفراش فيوثقه، حتى إذا أصبحوا فإذا هم بعليٍّ، فسألوه، فقال: لا علم لي، فعلموا أنه قد فرّ.
وعن ابن عباس قال: إن عليًا قد شرى نفسه تلك الليلة حين لبس ثوب النبي r، ونام مكانه. وفي عليٍّ وإخوانه من الصحابة الكرام الذين يبتغون رضوان الله والدار الآخرة، نزل قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالعِبَادِ} [البقرة:207].
وفي غزوة بدر كان سيدنا عليّ t من الثلاثة الذين بدأوا المعركة بالمبارزة، فبارز الوليد بن عتبة بن ربيعة، وقتله. كان عليّ مقدامًا لا يهاب الموت، صنديدًا لا يجزع لمرأى الأبطال ومنازلتهم، بل يسعى إليهم، ومن ذلك ما حدث في غزوة أُحد حيث بدأ القتال بمبارزة بين عليٍّ وطلحة بن عثمان، وكان بيده لواء المشركين، وطلب المبارزة مرارًا، فخرج إليه علي بن أبي طالب t، فقال له: والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى يجعلك الله بسيفي إلى النار، أو يجعلني بسيفك إلى الجنة، فضربه عليّ، فقطع رجله، فوقع على الأرض، فانكشفت عورته، فقال: يا ابن عمي أنشدك الله والرحم. فرجع عنه، لم يجهز عليه، فكبر رسول الله r، وقال لعليٍّ بعض أصحابه: أفلا أجهزت عليه؟ قال: إن ابن عمي ناشد في الرحم حين انكشفت عورته، فاستحييت منه.
ولم يكن ذلك هو الدور الوحيد لذلك الفارس المقدام في هذه الغزوة، فقد كان t في ميمنة الجيش بعد الالتحام، فأخذ الراية بعد استشهاد مصعب t، وقتل من المشركين خلقًا كثيرًا، رغم ما أصاب المسلمين في هذه الغزوة، إضافة إلى بلائه في الدفاع عن رسول الله r وهو الذي أخذ بيد رسول الله r لما وقع في الحفرة، وأخذ يطببه ويداوي جرحه مع فاطمة زوجته بنت رسول الله. وقد ظهرت شجاعة عليٍّ t في تلك المعركة، فعندما أشيع أن الرسول r قد قتل، وافتقده علي، رأى أن الحياة لا خير فيها بعده، فكسر جفن سيفه، وحمل على القوم حتى أفرجوا له، فإذا برسول الله r فثبت معه، ودافع عنه دفاع الأبطال، وقد أصابته في ذلك ستة عشرة ضربة. وفي غزوة الأحزاب كان موقفه البطولي في الغزوة رائعًا يدل على مدى رسوخ العقيدة في قلوب أصحاب النبي r. يذكر ابن إسحاق أن علي بن أبي طالب t خرج في نفر المسلمين بعد أن اقتحمت خيل المشركين ثغرة في الخندق، حتى أخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموا منه خيلهم، وأقبلت الفرسان تعدو نحوهم، وكان عمرو بن عبد وُد قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراح، فلم يشهد يوم أحد، فقلت فلما كان يوم الخندق خرج معلمًا ليرى مكانه فلما وقف هو قال: من يبارز؟ فبرز عليُّ بن أبي طالب، فقال: يا عمرو، إنك كنت عاهدت الله ألا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه، قال له: لم يا ابن أخي؟ فوالله ما أحب أن أقتلك، قال له عليّ: لكني والله أحب أن أقتلك. فحمى عمرو عند ذلك، فاقتحم عن فرسه، فعقرها وضرب وجهها، ثم أقبل على عليٍّ، فتنازلا، وتجاولا، فقتله عليّ t وخرجت خيلهم منهزمة حتى اقتحمت من الخندق هاربة. وفي غزوة خيبر سنة 7 هـ، كان عليّ t هو حامل الراية الذي فتح الله على يديه، ففي صحيح مسلم من حديث إياس بن سلمة t قال: أرسلني-أي رسول الله r- إلى عليّ وهو أرمد، فقال: لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله، قال: فأتيت عليًا فجئت به أقوده وهو أرمد، حتى أتيت به رسول الله r، فبصق في عينيه، فبرئ وأعطاه الراية، وخرج مرحب فقال: قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب فقال عليّ t: أنا الذي سمتني أمي حيدرة كليث غابات كريه المنظرة أوفيهم بالصاع كيل السندرة قال: فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه
. وقد كانت شجاعة عليٍّ t مقرونةً بالفطنة وحسن التدبير والتخطيط، وما يدل على ذلك ما كان في غزوة حنين في العام الثامن من الهجرة، فقد ثبت مع رسول الله r، مع من ثبت معه من المهاجرين والأنصار، وكان في جيش هوازن رجل على جمل أحمر بيده راية سوداء، إذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه، فأردك عليّ بعبقريته الحربية وتجربته الطويلة أن هذا الرجل عامل مؤثر في حماس هوزان وشدتها، فاتجه علي بن أبي طالب t رجل من الأنصار نحوه، واستطاع إسقاطه من على جمله، فما كانت إلا ساعة حتى انهزموا وولوا الأدبار وانتصر المسلمين
تواضعه
رغم مكانة عليٍّ t، وقربه من رسول الله r، وبلائه في الإسلام، فإنه لم يكن يرى لنفسه فضلا على أحد، ولم يتغير بعد خلافته، فلم يتكبر، ولم يَمِل لزخرف الدنيا، وزينتها، ولو كانت مباحة، لأنه أخذ نفسه بالشدة، وألفت نفسه التواضع، ونبذت الكبر، وصفات الطغاة، فقد روى البخاري عن محمد ابن الحنفية (ابن علي بن أبي طالب) قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله r؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول: عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.
رضي الله عنك وارضااااك ياااامام وجعلنا الله مع أصحابك بجوار النبي محمد صلي الله عليه وسلم في الجنه



صورة