الأحد، 1 يناير 2017

عبدالله بن رواحة


عبدالله بن رواحة


أقسمت يا نفس لتنزلنه 

تحرّك الجيش الى مؤتة، وحين استشرف المسلمون عدوّهم حزروا جيش الروم بمائتي ألف مقاتل والتقى الجيشان ...

وسقط الأمير الأول زيد بن حارثة شهيدا مجيدا..

وتلاه الأمير الثاني جعفر بن ابي طالب حتى أدرك الشهادة في غبطة وعظمة..

وتلاه ثالث الأمراء عبداله بن رواحة فحمل الراية من يمين جعفر.. وكان القتال قد بلغ ضراوته، وكادت القلة المسلمة تتوه في زحام العرمرم اللجب، الذي حشده هرقل.. وصاح ابن رواحة :

أقسمت يا نفس لتنزلنّه مالي أراك تكرهين الجنّة ؟؟
يا نفس الا تقتلي تموتي هذا حمام الموت قد صليت
وما تمنّت فقد أعطيت ان تفعلي فعلهما هديت

يعني بهذا صاحبيه الذين سبقاه الى الشهادة: زيدا وجعفر..
"ان تفعلي فعلهما هديت "

هوى جسده، فصعدت الى الرفيق الأعلى روحه المستبسلة الطاهرة..

وبينما كان القتال يدور فوق أرض البلقاء بالشام، كان رسول الله ﷺ يجلس مع أصحابه في المدينة، يحادثهم ويحادثونه.. 

وفجأة صمت رسول الله ﷺ ، وأسدل جفنيه قليلا.. وقال : "أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيدا. ثم أخذها جعفر فقاتل بها، حتى قتل شهيدا".. وصمت قليلا ثم استأنف كلماته قائلا : " ثم أخذها عبدالله بن رواحة فقاتل بها، حتى قتل شهيدا"..

ثم صمت قليلا وتألقت عيناه بومض متهلل، مطمئن، مشتاق. ثم قال : " لقد رفعوا الى الجنة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق