عمل من أعمال التحدي.. جلب العار
القتل قد يكون باسم الشرف في قبائل باكستان
عروس باكستانية تلجأ لحماية الشرطة وكل جريمتها انها احبت
وتزوجت رجلا من عشيرة منافسة.
كراتشي - من قيصر محمود
تجلس شيستا علماني (22 عاما)، المتزوجة حديثا، في قسم الشرطة في مدينة كراتشي
الساحلية الباكستانية في حالة إعياء - بيد أنها لم ترتكب جريمة.
وقد وضعتها السلطات هناك بغرض حمايتها لان ثمة عقوبة إعدام معلقة برقبتها.
جاءت علماني من إقليم السند جنوب باكستان وخطيئتها هي وقوعها في الحب وزواجها برجل
من قبيلة منافسة.
عانت شيستا على مدى أيام في ظل عاصفة أثارها زواجها هذا حيث كان المسنون من عشيرتها
يصرخون مطالبين بدمها لانها جلبت "العار" للقبيلة. وكان من حظ علماني أن نجت بحياتها.
وأشتد التوتر بين قبيلة علماني وقبيلة زوجها بلاكشير ماهر بعد زواج علماني وماهر في الاول
من حزيران/يونيو عام 2003 وهو الزواج اعتبرته قبيلتها "عمل من أعمال التحدي".
وتلقت علماني تهديدات بأوخم العواقب من قبل شيخ قبيلتها وهو أيضا زوج شقيقتها أن هي
مضت قدما في مشروع زواجها هذا. وبعد الزواج أخذ والديها وثلاثة من شقيقاتها وثلاثة من
أشقائها كرهائن.
وفي ظل ضغوط من كلتا الاسرتين اضطرت علماني وماهر إلى الطلاق.
وفرت علماني طالبة الحماية.
وتدخل السياسيون بعد الضجة التي أثارتها القضية ومنحها وزير حكومي وظيفة حكومية في
وزارته فضلا عن مسكن لتقيم فيه لكنها خافت الانتقال إليه خشية القتل.
وتقول علماني وقد هزتها المحنة "إنهم (رجال قبيلتها) سيقتلونني فور أن تهدأ الامور".
وطالب حليف رئيسي للحكومة من الرئيس بيرفيز مشرف تأمينها واعتقال من يهددونها.
وتضيف علماني والالم يعتصرها "لقد تخلي عني بلاكشير ماهر وتركني وحيدة في وقت
عصيب. لن أثق به بعد اليوم".
لكن علماني لاتزال على قيد الحياة على أية حال. فأخريات كثيرات كان نصيبهن القتل.
تقول لجنة حقوق الانسان الباكستانية أن نحو 176 من الرجال والنساء قتلوا باسم الدفاع عن
الشرف في إقليم السند عام 2003.
ويقول اخطار بلوشي منسق اللجنة في السند "إن الرقم الفعلي أعلى من ذلك بكثير لانه يتحدث
عن الحالات التي تم الابلاغ عنها فقط".
وقال بلوشي "أن غياب الارادة السياسية من جانب الاحزاب والحكومة لايساعد في استمرار
هذه التقاليد الوحشية فحسب بل في تدعيمها".
وتقول نازيش بروحي مدير منظمة اكشن أيد وهي منظمة غير حكومية تعني بمناهضة التمييز
على أساس الجنس "إن هذه التقاليد البالية موجودة في كل مكان في باكستان بأسماء مختلفة".
وتضيف "إن التسامح الاجتماعي مع هذه الجريمة النكراء صار محل تساؤل الان وآمل أن
يؤدي هذا إلى تغيير موقف المجتمع".
لكن من المعروف أن الاقطاعيين يقفون بقوة خلف هذه التقاليد. ونظام الجيرجا (مجلس الحكماء
المحلي) يستخدم في معاقبة الفقراء.
ويصدر الجيرجا أحكاما باسم الشرف غالبا ما تؤدي إلى القتل.
يذكر أن الزواج عن حب غير محظور في باكستان ما لم يتقاطع مع خطوط اجتماعية أو قبلية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق