وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَىٰ
🌴في ظلال آية 🌴
{ وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَىٰ }
أي كما لا يحمل عليه وزر غيره، كذلك لا يحصل من الأجر
إلا ما كسب هو لنفسه،
ومن هذه الآية الكريمة استنبط الشافعي رحمه الله،
أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى،
لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم،
ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ،
ولا حثهم عليه، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم، ولو كان خيراً لسبقونا إليه،
فأما الدعاء والصدقة فذاك مجمع على وصولهما ومنصوص
من الشارع عليهما،
وأما الحديث الذي رواه مسلم في " صحيحه "
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث:
من ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية من بعده،
أو علم ينتفع به "
فهذه الثلاثة في الحقيقة هي من سعيه وكده وعمله،
كما جاء في الحديث:
" إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه "
، والصدقة الجارية كالوقف ونحوه هي من آثار عمله ووقفه،
وقد قال تعالى:
{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي ٱلْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ }
[يسۤ: 12] الآية،
والعلم الذي نشره في الناس فاقتدى به الناس بعده هو أيضاً
من سعيه وعمله، وثبت في الصحيح:
" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه
من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً "
، وقوله تعالى: { وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ } أي يوم القيامة،
كقوله تعالى:
{ وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ }
[التوبة: 105]،
فيجزيكم عليه أتم الجزاء إن خيراً فخير،
وإن شراً فشر .
سورة النجم آيه ٣٩ ، ٤٠
📚 تفسير ابن كثير
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق