الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

أبو لهب

أبو لهب



لماذا سمي أبولهب بهذا الاسم في القرآن ولم يسمى باسمه ؟
عكس ما كانت تظهره لنا الأفلام أن أبو لهب كان قبيحا أسودا بل كان أبو لهب شديد البياض ووجهه كان شديد البريق والوسامة حتى أطلقوا عليه فى الجاهلية هذا الأسم وكان به بعض الحول بالعين ، وكانت كنيته أبو لهب مع إن أسمه كان عبد العزى ، وكان إذا غضب صار وجهه من شدة أحمراره مثل اللهب ، إذن فلما ذكره القرآن بكنيته ، أبي لهب ولم يذكره باسمه ؟؟
أولاً : لأن القرآن الكريم ما كان ليذكر أسم عبد لغير الله وكان اسمه عبد العزى.
ثانياً : لإنه اشتهر بكنيته بين الناس أكثر مما اشتهر باسمه.
ثالثاً : وهو أكثر ما أعجبني من تفسير الإمام القرطبي : أن الكنية أقل شرفاً من الاسم ، لذلك خاطب الله الأنبياء بأسمائهم مجردة إمعاناً فى تشريفهم وذكر أبا لهب بكنيته لأنها أقل شرفاً .
وأبو لهب كان اسمه بين الناس ، أبو عتبه وكان ذو رجاحة فى العقل فلما كفر سمي بأبي لهب ولم يغن عنه عقله وحكمته من الله شيئاً ، فهل يحمل لنا هذا أى معنى ؟؟
كان لأبي لهب ثلاثة أبناء (عُتبه .. متعب .. عُتـيبه).


أسلم الأولان يوم فتح مكه ، وأما (عُــتيبه) فلم يُسلم ، وكانت (أم كلثوم) بنت الرسول صلى الله عليه وسلم عنده ، وأختها (رقيه) عند أخية (عُـتبه) فلما نزلت سورة (المسد) في حق (أبى لهب) قال أبوهما : رأسي من رأسكما حرام أي لا راكما ولا أكلمكما إن لم تطلقا أبنتى محمد، فطلقاهما ، ولما اراد الشقي (عُـتيبة) الخروج إلى الشام مع أبيه قال : لأتين محمد  فلأوذينه في نفسه ودينه ، فأتاه فقال : يا محمد إني كافر بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى ثم بصق أمامه وطلق ابنته (أم كلثوم)..
فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (اللهم سلط عليه كلباً من كلابك) فافترسه الأسد ، وهلك أبو لهب بعد وقعة بدر بسبع ليالي بمرض معد يسمى (العدسة) وبقي ثلاثة أيام لا يقربه أحد حتى أنتن ، فلما خاف قومه العار حفروا له حفرة ودفعوه إليها بأخشاب طويله غليظة حتى وقع فيها ثم قذفوا عليه الحجاره حتى واروه فيها ولم يحمله أحد خشية العدوى فهلك كما أخبر عنه القرآن الكريم ومات شر ميتة.


- أما زوجته فهي ( أم جميل ) وهى عوراء والأولى أن تسمى ( أم قبيح ) فهى ذكرت في سورة المسد بـ ( حمالة الحطب ) فقد كانت تحمل حزمة من الشوك والحسك فتنثرها بالليل فى طريق النبي صلى الله عليه وسلم لإيذائه فقد كانت خبيثة مثل زوجها


- وكانت تمشي بالنميمة بين الناس وتوقد نار البغضاء بينهم والعداوه ويحكى أن كان لها قلادة فاخرة من جوهر، فقالت: واللات والعزى لأنفقها فى عداوة محمد، فأعقبها الله حبلاً فى عنقها من مسد جهنم.

- ومن عجائب القصص أن امرأة (أبي لهب) لما سمعت ما أنزل الله فى حق زوجها وفيها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد الحرام ومعه أبوبكر الصديق ، وفي يدها فهر - أى قطعة حادة من الحجر تشبه السكين - فلما دنت من الرسول أعمى الله بصرها عنه فلم ترى إلا أبا بكر فقالت : يا أبا بكر بلغنى أن صاحبك يهجوني أنا وزوجي ، فوالله لئن وجدته لأضربن بهذا الحجر وجهه ، ثم أنشدت (مُذمماً عصينا ، وأمره أبينا ، ودينه قلينا) أي أبغضنا، ثم أنصرفت 
فقال أبوبكر : يا رسول الله أما تراها رأتك ؟
قال : ما رأتني، لقد أعمى الله بصرها عني .
إذا أتممت قراءة اكتب الحمد الله علي نعمة الاسلام


=-=-=-=-=

وتلك رواية أخرى عن أبو لهب :
أبو لهب المكابر العنيد
قصة 
أبو لهب هو أحد أعمام النبي صلى الله عليه وسلم واسمه عبد العزى بن عبد المطلب وكنيته أبو عتبة وسمي أبا لهب لإشراق وجهه، وكانت زوجته أم جميل من سادات نساء قريش واسمها أروى بنت حرب بن أمية وهي أخت أبي سفيان، وكانت عونا لزوجها على كفره وجحوده وعناده وبطشه وإيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم وسوف تكون يوم القيامة شريكة له يعذبان في نار جهنم ..

اشتهر أبو لهب بإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم وتكذيب دعوته بين قومه فصد الناس عن الإيمان بما جاء به عليه الصلاة والسلام ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم [كنت بين شر جارين عقبة بن أبي معيط وأبي لهب ، كانا يرميان بما يخرج من الناس على بابي]. أي أنه صلى الله عليه وسلم كان يتحمل أذاهما مع أنه كان أشجع خلق الله على الإطلاق. 

وقف المكابر أبو لهب موقفاً عدائياً من النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته في أول الدعوة الإسلامية عندما أمر الله تعالى نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم بتبليغ دعوته ، فكان أبو لهب يضع كل همته في صد النبي صلى الله عليه وسلم عن دعوته وتكذيبه بين قومه فيما جاء به من عند الله عز وجل. 


فقد روى الإمام أحمد يرحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتبع القبائل ووراءه رجل ، يقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على القبيلة فيقول [يا بني فلان إني رسول الله إليكم ءامركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا]، 

وإذا فرغ من مقالته قال الآخر من خلفه وهو أبو لهب “ : يابني فلان هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى وخلفاءكم من الجن إلى ما جاء به من البدعة والضلالة ، فلا تسمعوا له ولا تتبعوه”

وعندما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وأمره الله عز وجل بتبليغ دعوة الإسلام قومه وعشيرته الأقربين كما قال الحق سبحانه وتعالى {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ} (سورة الشعراء/ءاية 214-216)

قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتنفيذ ما أمره الله عز وجل به من تبليغ دعوته بهمة عالية فصعد عليه الصلاة والسلام على جبل الصفا وجعل ينادي : يابني فهر، يابني عدي حتى اجمتمعوا فجعل الذي لا يستطيع أن يخرج يرسل رسولا لينظر ما هو ؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم “ : أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي ، 

قالوا: “ما جربنا عليك كذباً”، 
قال : “فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد” ..

وجعل النبي يكرر هذا النداء لباقي القبائل وهو يقول : “إني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا في الآخرة نصيباً إلا أن تقولوا : لا إله إلا الله ،
 
وهنا صاح أبو لهب بعد أن قام بنفض يديه ، وكان رجلا بذيئاً سريع الغضب ..
فقال للنبي : تباً لك سائر هذا اليوم ألهذا جمعتنا ؟ 
وصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم والأسى والحزن يملأ قلبه ، 

قال الله تعالى {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ} (سورة المسد)

معنى قوله تعالى {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} أي خسرت يدا أبي لهب. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم دعا أقرباءه إلى الله عز وجل ..
فقال أبو لهب : إن كان ما يقول ابن أخي حقاً فإني أفتدي بمالي وولدي 

فقال الله عز وجل : {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} والمعنى ما أغنى ماله وما كسبه أي ولده يوم القيامة . 

ولما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} وسمعت بها أم جميل زوجة أبي لهب أتت أبا بكر رضي الله عنه وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ..
فقالت : إن صاحبك هجاني ، ولأفعلن وأفعلن ..

وأعمى الله بصرها عن رسوله المصطفى عليه الصلاة والسلام فلم تره ، 
فقال لها أبو بكر : هل ترين معي أحداً ؟ 
فقالت : أتهزأ بي ، لا أرى غيرك ..
فسكت أبو بكر رضي الله عنه ومضت زوجة أبي لهب ، 
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [لقد حجبتني عنها ملائكة فما رأتني]


وروي أنها ماتت مخنوقة بحبلها ، وأما زوجها الكافر المعاند أبو لهب فقد رماه الله تعالى بالعدسة وهو بثرة تخرج من البدن ينفر الناس ممن يصاب بها ، فمات بهذا المرض بعد وقعة بدر الكبرى بسبع ليال وقد بشره الله عز وجل بالعذاب ومعه زوجته المكابرة في نار جهنم

اللهم سلمنا في الدنيا والآخرة وقنا عذاب النار ..

اللهم آمين يارب العالمين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق