الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016

ثمن الثوب

ثمن الثوب ..




كان يطوف في السوق رجل متكبر عليه من حسن الهيئة والزهو ما لا يعلمه إلا الله ، فمرت به إمرأة تبيع السمن ..
فقال لها : ماذا تبيعين يا امرأة ؟
فقالت : أبيع سمناً ياسيدي . 
فقال لها : أرني ، 
وعندما ارادت أن تنزل دلو السمن من فوق رأسها أراقت منه بعض السمن على ثيابه بغير قصد ، فغضب الرجل غضباً شديداً ...
وقال لها : لن أبرح الأرض حتى تعطيني ثمن الثوب .. 

فظلت المرأة تستعطفه .. 
وهو يقول : لن أبرح الأرض حتى تعطيني ثمن الثوب ..
فظلت المرأة تستعطفه وتقول له : خل عني يا سيدي .. فأنا إمرأة مسكينة 
فقال لها : لن أبرح الأرض حتى تعطيني ثمن الثوب .
فسألته : وكم ثمن الثوب ؟
قال : ألف درهم ، 
فقالت له : أنا إمرأة فقيره فمن أين لي بألف درهم ؟!
قال لها : لا شأن لي ، 
فقالت له : إرحمني ولا تفضحني .


وبينما هو يتهددها ويتوعدها إذ أقبل عليهم شاب ؟!..
فقال لها : ما شأنك يا إمرأة ؟!..
فقصت عليه الخبر ..
فقال الفتى : أنا أدفع ثمن الثوب .. فأخرج ألف درهم .. فعدها الرجل المتكبّر وقبل أن يبرح المكان ..
قال له الشاب : على رسلك أيها الرجل .
فرد عليه ذلك المتكبر 
وقال : ماذا تريد ؟
فقال له : هل أخذت ثمن الثوب ؟
قال : اللَّهُمَّ نعم ، 
فقال له الشاب : فأين الثوب ؟
قال : ولماذا !؟
قال : قد أعطيناك ثمنه فأعطنا الثوب ، 
قال الرجل المتكبر : وأسير عارياً !؟
قال الشاب : لا شأن لي .
قال الرجل المتكبر : وإن لم أعطك الثوب ؟
قال : تعطينا الثمن ، 
قال الرجل المتكبر : الألف درهم ؟
قال الشاب : كلا ، بل الثمن الذي نطلبه ؟!
فقال له الرجل المتكبر : لقد دفعت لي ألف درهم ..

فقال الشاب : لا شأن لك بما دفعت ..
فقال له الرجل المتكبر : وكم تريد ؟!
قال الشاب : ألفي درهم ، 
فقال له الرجل المتكبر : هذا كثير .
قال الشاب : إذن فأعطنا ثوبنا ، 
قال الرجل المتكبر : أتريد أن تفضحني ؟!
قال الشاب : كما كنت تريد أن تفضح المرأة المسكينه !!!
فقال الرجل المتكبر : هذا ظلم.
قال الشاب : الآن نتكلم عن الظلم


فخجل الرجل المتكبر من صنيعه ودفع المال للشاب .. ومن فوره أعلن الشاب أن المال هديه للمرأة المسكينه ..

​إدارة النزاعات تتطلب حكمه وتضحيه​ .. ​والحياة ليست بالكبر والتعالي​ .. ومن تواضع لله رفعه ..


راقت لي فنقلتها لكم صلوا على الحبيب عليه الصلاة والسلام 
ودمتم سالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق