الأربعاء، 3 يوليو 2013

موسى والخضر عليهما السلام

موسى والخضر عليهما السلام


فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)

هي كلمات بعضنا يمر عليها اسبوعيا وبعضها من فترة لفترة ونادرا ما تجد مسلما لم يمر عليها قط حتى لو كان قد اغفل سورا كثيرة من القرآن

هي السورة اللتي جمعت قصص من اروع قصص القرآن لكافة الاديان والعقائد والحقب التاريخية

موقفنا اليوم مع موقف موسى عليه السلام والخضر عليه السلام

لماذا قلت الخضر عليه السلام رغم ان الخضر يعرف عنه انه ولي وليس نبي لكن الآيات هي من قالت انه نبي لست انا ... ففي قوله عن نفسه: اوحي له قتل الغلام والاولياء لا يوحى اليهم .... وكلامه في نهاية الآيات وما فعلته عن امري مقارنة علمية بآيات الله بحق رسول الهداية عليه الصلاة والسلام عندما قال : (وما ينطق عن الهوى ... ان هو الا وحي يوحى...) هذه الايات تدل عن ان امره كان من الله سبحانه اي انه علمه من عند الله وكذلك تصرفاته فهذه تصرفات الانبياء

هذه نبذة مختصرة جدا عن شخصية هذا العالم (الخضر عليه السلام) والذي قيل انه من قبل السودان
وهذه باختصار لمحات تدل على ان علم الرجل لم يكن علما من عنده انما من عند الله بغرائب كثيرة شملتها الايات :

رجل يمشي في الارض فيجد سفينة فيخربها
ويجد فتى فيقتله
ويجد جدارا يكاد يقع فيصلحه مجانا

كلها امور كان لها تفسيرات كما ذكرت الايات بالتفصيل فلم نلجأ لها لانه اصلا مذكورة حرفيا


اما ما استوقفني من الايات فكان امرا اخر تمام ... فهو امر موسى والخضر عليهما السلام ...

اي حوار كان بينهما واي امر اتى لموسى ليخضع ويتبع هذا الرجل

من المؤكد ان الامر كان من عند الله لا من عند نفسه وبعض همسات نراها في القصة

ان موسى كان مصرا على لقاء الرجل وطلب العلم منه فهذه كانت صفة التلميذ المصمم على اشباع رغبته في تعلم ما يدور حوله
 

واما الخضر فكان استاذا لا يطيق ان ينتظر احد سؤاله عن كل ما يفعله

واما الوقت فهو الامتحان

اراد الله ان يختبر بالخضر قوة تحمل موسى عليه السلام وكم من الوقت سيستمر ليستفسر وهذه نقطة لا تحسب على موسى عليه السلام فهو وان كان الخضر قد اشترط عليه الصمت الا انه لن يسكت ان رآى منكرا وهذه صفة الناس المكرمين


كما لا نستطيع ان ننسى اهمية الوقت في الايات فهو اراد ان يقتله بفضوله ليظهر له ان مهما بلغت من علمك هناك من يعلم اكثر منك لذلك عندما اظهر الخضر ما كان يخفيه لموسى عليهما السلام من ايات وحكم وعظمة ما يعرفه مقارنة بما يعرفه موسى اسرع ليقلل من قيمة ما يعرفه مقارنة بما ممكن ان يمن الله به على العالمين

هذا التواضع وجب ان يتحلى به كل استاذ وعالم بانه لا يعرف من امره شيئا وان كان يظن انه وصل الحقيقة لربما كانت الحقيقة خلف ستار لن يصلها هو ويصلها غيره

وهنا تتجلى حكمة يجب ان يحملها كل شخص في هذه الدنيا
يحملها كل طفل حيال تصرف والده
يحملها كل تلميذ حيال تصرف معلمه
تحملها كل بنت حيال تصرف امها

هذه الصفة المتمثلة بأن ليس كل ما نراه امامنا هو الحقيقة انما بعض الحقائق يعرفها غيرنا وان كنا نراها جلية ربما تكون في الحقيقة مختلفة تماما عن ما نراه


القصة هي قصة متكاملة للمدرس والتلميذ بعيدة كل البعد عن ما كان قدر هذا عند الله او قدر ذاك لكن هي موضحة لامور الدنيا وان كانت القصص الاخرى فيه هذه السورة كلها تذهب باتجاهات دنيوية مختلفة هو السبب الرئيسي وراء تداولها بين الناس





وأحب أضيف بعضا من آداب المجالسة والحديث لإبن المقفع وآداب المتعلم عند الماوردى كنت قد درستهم هذا العـام ورأيت ربطا كبيرا بينهم وبين ما ذكر فى تلك القصة التربوية ,,,


1/ يقـول ابن المقفع : اخزن عقلك وكلامك إلا عند إصابة الموضع , فإن تمام إصابة الرأى والقول بإصابة الموضع
ومن الأخلاق السيئة مغالبة الرجل على كلامه والاعتراض فيه والقطع للحديث ويرى أن هذا نوعا من أنواع البخل ,

لنتأمل هذا فــى الآيــات ,

(فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً )

إذن

من الأدب التربوي ألاّ يتعجل التلميذ بسؤال معلمه حتى ينهي حديثه، فربما عرض الجواب في ثنايا الحديث،

2/ يقول الماوردى فى باب آداب المتعلم :

إن للمتعلم فى زمان تعلمه ملقا وتذللا إن استعملهما غنم وإن تركهما حرم . ولكن العلم أكثر من أن يحيط به بشر لذا ع المتعلم ألا يقبل شبهة فى العلم أو رأيا خاطئا ,

قد يقابل طالب العلم فى عصر الحرية الحاضر هذا السلوك بالتعجب والإستنكار
ولكننا نعنى بالتملق والتذلل شدة التوقير للمعلم أو العالم والصبر على العلم وطاعة المعلم فيما يقول إن كان قوله صحيحا


لنتأمل هذا فى الآيات

قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا

هذا يدل ع تمام الإمتثال والطاعة ,,,,,, أما عن عدم قبول شبهة فى العلم فهذا نجده فى تقديم المشيئة فى الآيات ,

قال ستجدنى إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا , أى عدم عصيان أمر العالم والصبر كله مقترن بمشيئة الله عز وجل ,

//

إذن ما استنتجته أن القرآن الكريم خير معلم وخير مرشد للطريق الصحيح , ومنه أخذ علماء أجلاء

أفلن نأخذ نحــن ؟ !

**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق