‏إظهار الرسائل ذات التسميات سلسلة (وأذكر في الكتاب). إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سلسلة (وأذكر في الكتاب). إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

تفسير سورة الملك - كاملة

تفسير سورة الملك - كاملة


( 1 )   تكاثر خير الله وبرُّه على جميع خلقه، الذي بيده مُلك الدنيا والآخرة وسلطانهما، نافذ فيهما أمره وقضاؤه، وهو على كل شيء قدير. ويستفاد من الآية ثبوت صفة اليد لله سبحانه وتعالى على ما يليق بجلاله.
( 2 )   الذي خلق الموت والحياة؛ ليختبركم - أيها الناس-: أيكم خيرٌ عملا وأخلصه؟ وهو العزيز الذي لا يعجزه شيء، الغفور لمن تاب من عباده. وفي الآية ترغيب في فعل الطاعات، وزجر عن اقتراف المعاصي.
( 3 )   الذي خلق سبع سموات متناسقة، بعضها فوق بعض، ما ترى في خلق الرحمن- أيها الناظر- من اختلاف ولا تباين، فأعد النظر إلى السماء: هل ترى فيها مِن شقوق أو صدوع؟
( 4 )   ثم أعد النظر مرة بعد مرة، يرجع إليك البصر ذليلا صاغرًا عن أن يرى نقصًا، وهو متعب كليل.
( 5 )   ولقد زيَّنا السماء القريبة التي تراها العيون بنجوم عظيمة مضيئة، وجعلناها شهبًا محرقة لمسترقي السمع من الشياطين، وأعتدنا لهم في الآخرة عذاب النار الموقدة يقاسون حرها.
( 6 )   وللكافرين بخالقهم عذاب جهنم، وساء المرجع لهم جهنم.
( 7 )   إذا طُرح هؤلاء الكافرون في جهنم سمعوا لها صوتًا شديدًا منكرًا، وهي تغلي غليانًا شديدًا.
( 8 )   تكاد جهنم تتمزق مِن شدة غضبها على الكفار، كلما طُرح فيها جماعة من الناس سألهم الموكلون بأمرها على سبيل التوبيخ: ألم يأتكم في الدنيا رسول يحذركم هذا العذاب الذي أنتم فيه؟
( 9 )   أجابوهم قائلين: بلى قد جاءنا رسول مِن عند الله وحذَّرنا، فكذَّبناه، وقلنا فيما جاء به من الآيات: ما نزَّل الله على أحد من البشر شيئًا، ما أنتم - أيها الرسل- إلا في ذهاب بعيد عن الحق.
( 10 )   وقالوا معترفين: لو كنا نسمع سماع مَن يطلب الحق، أو نفكر فيما نُدْعى إليه، ما كنا في عداد أهل النار.
( 11 )   فاعترفوا بتكذيبهم وكفرهم الذي استحقوا به عذاب النار، فبعدًا لأهل النار عن رحمة الله.
( 12 )   إن الذين يخافون ربهم، فيعبدونه، ولا يعصونه وهم غائبون عن أعين الناس، ويخشون العذاب في الآخرة قبل معاينته، لهم عفو من الله عن ذنوبهم، وثواب عظيم وهو الجنة.

( 15 )   الله وحده هو الذي جعل لكم الأرض سهلة ممهدة تستقرون عليها، فامشوا في نواحيها وجوانبها، وكلوا من رزق الله الذي يخرجه لكم منها، وإليه وحده البعث من قبوركم للحساب والجزاء. وفي الآية إيماء إلى طلب الرزق والمكاسب، وفيها دلالة على أن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له، وعلى قدرته، والتذكير بنعمه، والتحذير من الركون إلى الدنيا.
( 16 )   هل أمنتم- يا كفار "مكة"- الله الذي فوق السماء أن يخسف بكم الأرض، فإذا هي تضطرب بكم حتى تهلكوا؟ هل أمنتم الله الذي فوق السماء أن يرسل عليكم ريحا ترجمكم بالحجارة الصغيرة، فستعلمون- أيها الكافرون- كيف تحذيري لكم إذا عاينتم العذاب؟ ولا ينفعكم العلم حين ذلك. وفي الآية إثبات العلو لله تعالى، كما يليق بجلاله سبحانه.
( 17 )   هل أمنتم- يا كفار "مكة"- الله الذي فوق السماء أن يخسف بكم الأرض، فإذا هي تضطرب بكم حتى تهلكوا؟ هل أمنتم الله الذي فوق السماء أن يرسل عليكم ريحا ترجمكم بالحجارة الصغيرة، فستعلمون- أيها الكافرون- كيف تحذيري لكم إذا عاينتم العذاب؟ ولا ينفعكم العلم حين ذلك. وفي الآية إثبات العلو لله تعالى، كما يليق بجلاله سبحانه.
( 18 )   ولقد كذَّب الذين كانوا قبل كفار "مكة" كقوم نوح وعاد وثمود رسلهم، فكيف كان إنكاري عليهم، وتغييري ما بهم من نعمة بإنزال العذاب بهم وإهلاكهم؟
( 19 )   أغَفَل هؤلاء الكافرون، ولم ينظروا إلى الطير فوقهم، باسطات أجنحتها عند طيرانها في الهواء، ويضممنها إلى جُنوبها أحيانًا؟ ما يحفظها من الوقوع عند ذلك إلا الرحمن. إنه بكل شيء بصير لا يُرى في خلقه نقص ولا تفاوت. بل مَن هذا الذي هو في زعمكم- أيها الكافرون- حزب لكم ينصركم من غير الرحمن، إن أراد بكم سوءًا؟ ما الكافرون في زعمهم هذا إلا في خداع وضلال من الشيطان. بل مَن هذا الرازق المزعوم الذي يرزقكم إن أمسك الله رزقه ومنعه عنكم؟ بل استمر الكافرون في طغيانهم وضلالهم في معاندة واستكبار ونفور عن الحق، لا يسمعون له، ولا يتبعونه.
( 20 )   أغَفَل هؤلاء الكافرون، ولم ينظروا إلى الطير فوقهم، باسطات أجنحتها عند طيرانها في الهواء، ويضممنها إلى جُنوبها أحيانًا؟ ما يحفظها من الوقوع عند ذلك إلا الرحمن. إنه بكل شيء بصير لا يُرى في خلقه نقص ولا تفاوت. بل مَن هذا الذي هو في زعمكم- أيها الكافرون- حزب لكم ينصركم من غير الرحمن، إن أراد بكم سوءًا؟ ما الكافرون في زعمهم هذا إلا في خداع وضلال من الشيطان. بل مَن هذا الرازق المزعوم الذي يرزقكم إن أمسك الله رزقه ومنعه عنكم؟ بل استمر الكافرون في طغيانهم وضلالهم في معاندة واستكبار ونفور عن الحق، لا يسمعون له، ولا يتبعونه.
( 21 )   أغَفَل هؤلاء الكافرون، ولم ينظروا إلى الطير فوقهم، باسطات أجنحتها عند طيرانها في الهواء، ويضممنها إلى جُنوبها أحيانًا؟ ما يحفظها من الوقوع عند ذلك إلا الرحمن. إنه بكل شيء بصير لا يُرى في خلقه نقص ولا تفاوت. بل مَن هذا الذي هو في زعمكم- أيها الكافرون- حزب لكم ينصركم من غير الرحمن، إن أراد بكم سوءًا؟ ما الكافرون في زعمهم هذا إلا في خداع وضلال من الشيطان. بل مَن هذا الرازق المزعوم الذي يرزقكم إن أمسك الله رزقه ومنعه عنكم؟ بل استمر الكافرون في طغيانهم وضلالهم في معاندة واستكبار ونفور عن الحق، لا يسمعون له، ولا يتبعونه.
( 22 )   أفمن يمشي منكَّسًا على وجهه لا يدري أين يسلك ولا كيف يذهب، أشد استقامة على الطريق وأهدى، أَمَّن يمشي مستويًا منتصب القامة سالمًا على طريق واضح لا اعوجاج فيه؟ وهذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن.
( 23 )   قل لهم -أيها الرسول-: الله هو الذي أوجدكم من العدم، وجعل لكم السمع لتسمعوا به، والأبصار لتبصروا بها، والقلوب لتعقلوا بها، قليلا- أيها الكافرون- ما تؤدون شكر هذه النعم لربكم الذي أنعم بها عليكم. قل لهم: الله هو الذي خلقكم ونشركم في الأرض، وإليه وحده تُجمعون بعد هذا التفرق للحساب والجزاء.
( 24 )   قل لهم -أيها الرسول-: الله هو الذي أوجدكم من العدم، وجعل لكم السمع لتسمعوا به، والأبصار لتبصروا بها، والقلوب لتعقلوا بها، قليلا- أيها الكافرون- ما تؤدون شكر هذه النعم لربكم الذي أنعم بها عليكم. قل لهم: الله هو الذي خلقكم ونشركم في الأرض، وإليه وحده تُجمعون بعد هذا التفرق للحساب والجزاء.
( 25 )   ويقول الكافرون: متى يتحقق هذا الوعد بالحشر يا محمد؟ أخبرونا بزمانه أيها المؤمنون، إن كنتم صادقين فيما تدَّعون، قل -أيها الرسول- لهؤلاء: إن العلم بوقت قيام الساعة اختصَّ الله به، وإنما أنا نذير لكم أخوِّفكم عاقبة كفركم، وأبيِّن لكم ما أمرني الله ببيانه غاية البيان.
( 26 )   ويقول الكافرون: متى يتحقق هذا الوعد بالحشر يا محمد؟ أخبرونا بزمانه أيها المؤمنون، إن كنتم صادقين فيما تدَّعون، قل -أيها الرسول- لهؤلاء: إن العلم بوقت قيام الساعة اختصَّ الله به، وإنما أنا نذير لكم أخوِّفكم عاقبة كفركم، وأبيِّن لكم ما أمرني الله ببيانه غاية البيان.

( 27 )   فلما رأى الكفار عذاب الله قريبًا منهم وعاينوه، ظهرت الذلة والكآبة على وجوههم، وقيل توبيخًا لهم: هذا الذي كنتم تطلبون تعجيله في الدنيا.
( 28 )   قل -أيها الرسول- لهؤلاء الكافرين: أخبروني إن أماتني الله ومَن معي من المؤمنين كما تتمنون، أو رحمنا فأخَّر آجالنا، وعافانا مِن عذابه، فمَن هذا الذي يحميكم، ويمنعكم من عذاب أليم موجع؟
( 29 )   قل: الله هو الرحمن صدَّقنا به وعملنا بشرعه، وأطعناه، وعليه وحده اعتمدنا في كل أمورنا، فستعلمون- أيها الكافرون- إذا نزل العذاب: أيُّ الفريقين منا ومنكم في بُعْدٍ واضح عن صراط الله المستقيم؟
( 30 )   قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: أخبروني إن صار ماؤكم الذي تشربون منه ذاهبًا في الأرض لا تصلون إليه بوسيلة، فمَن غير الله يجيئكم بماء جارٍ على وجه الأرض ظاهر للعيون؟












اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

الثلاثاء، 16 يوليو 2013

يوكابيد أم موسى عليه السلام

يوكابيد أم موسى عليه السلام

 يوكابيد أم موسى عليه السلام

 

يوكابيد أم نبى الله وكليمه الذى أرسله الله إلى اليهود وقد عاشت فى مصر مع اليهود الذين نزحوا إليها إبان حكم يوسف ووقوفه على خزائن مصر أمينا عليها.
 

كانت يوكابيد متزوجة من عمران ، أنجبت منه مريم ثم أنجبت هارون ولما حملت فى موسى كان كهنة مصر قد أفتوا للفرعون بأن طفلاً تحمله أمه الآن سيولد ليقوض حكم الفرعون .. 

لذا أصدر الفرعون أوامره بالتعرف على الأمهات الحوامل وقتل ما يلدن من أطفال ذكور حتى لايشب هذا الطفل ويزيل حكمه وحكومته ..

ولم يكن حمل يوكابيد ظاهرا عليها وأكملت الأم يوكابيد حملها ووضعت طفلها وتوجهت إلى السماء أن يحفظ لها الله وليدها ..

وأستجاب الله لدعوات الأم ..

فأوحى لها أن تصنع صندوقا وتضعه فيه وتلقيه فى البحر وسيعود إليها سالما ..

وفعلت ما أوحى إليها به ..

وكلفت أبنتها مريم أن تترقب مصير الصندوق العائم بوليدها .. 

وسارت مريم ابنة عمران ترقب الصندوق يعوم بأخيها ..

لكن الله كان يريده أحد رسله ..

فلما وصل إلى الشاطئ الذى يطل عليه قصر الفرعون ..

شاهدت زوجة فرعون آسيا الصندوق ..

فأطلت على الصندوق فإذا به طفل جميل ..

فسارعت إلى حرصها تأمرهم بإحضار الصندوق وعدم المساس بالطفل بداخله ، وكان قد ركن تحت شجرة مائلة على الشاطئ ..
 

وظلت يوكابيد فى دارها تنتظر عودة وليدها ..

فى ذات الوقت تعلق قلب آسيا زوجة الفرعون بهذا الرضيع .. 

ومحبة الطفل فى قلبها .. 

فطلبت من زوجها أن يجعل لها هذا الولد ربما ينفعهما أو يتخذه ولدا لهما .. 

وكانت آسيا هى الأم الثانية لهذا الرضيع الذى أطلقت عليه اسم موسى ..

وقد جندت لإرضاعه كل الأمهات المرضعات ..

لكنه أبدا ما استكان على صدر أى مرضعة .. 

وهنا تتدخل أخته مريم التى كانت أيضاً ملتاعة على أخيها ..

وأعوان الفرعون يبحثون لزوجته على مرضعة له .. 

فقالت لهم : أعرف أمرأة يمكن أن يجد الطفل فيها المرضعة ..
 

ولأن الله لا يخلف وعده ..

أحضروا يوكابيد لترضع موسى .. 

فإذا به يلثم صدرها ويتمسك به ويستكين الطفل على صدر أمه ..

فتسعد أمه الثانية آسيا .. وتطلب من يوكابيد البقاء معها بالقصر لترعى موسى وترضعه ..

لكن يوكابيد إعتذرت لأن أسرتها فى حاجة إليها .. 

وقالت : لو أردت أن أرضعه فلآخذه معى ..

وسمحت آسيا لأم موسى أن ترضعه وهى لا تدرى أن يوكابيد أمه .. 

وحملت أم موسى وليدها على صدرها إلى دارها ..

وأنفقت آسيا عليها من خيرات القصر (وما الخير إلا من عند الله ) ..

فكان موسى بمثابة الكنز لأمه ولأسرته صغيراً ..

ليذهب بعد ذلك إلى آسيا لتربيه إلى أن يصير شابا يافعا قويا.
نقلا عن جريدة الأهرام

الثلاثاء، 9 يوليو 2013

مَنْ هُو فِرْعَوْن مُوسَى بالتّحْديد ؟

مَنْ هُو فِرْعَوْن مُوسَى بالتّحْديد ؟ 

  مَنْ هُو فِرْعَوْن مُوسَى بالتّحْديد ؟

 إن تحديد من هو فِرْعَوْن موسى يزيد من فهمنا لقصة موسى عليه السلام وقد وضعت نظريات بلغت عشرا ليس هنا مجال سردها ولكن يمكن استبعاد ثمانٍ منها بالضرورة على أساس أن فراعين هذه النظريات الثمانية كانوا يحكمون من طِيبة فى أقصى جنوب مصر القديمة فى حين أن بنى إسرائيل كانوا يقطنون فى أرض جاسان
( محافظة الشّرقية حالياً ) ويستحيل بهذا أن يوضع التابوت الذى كان به موسى فى مجرى النّهر النّازل إلى شمال الوادى المنخفض فيلتقطه آل فِرْعَوْن القاطنون فى أرض الجنوب المرتفعة وهذه الحقيقة الجغرافية وحدها تؤكّد أن فِرْعَوْن موسى هو أحد فراعين الأسرة التاسعة عشرة وأن حدث الإلتقاط قد حدث بالتحديد بعد أن بنى رمسيس الثانى عاصمته الجديدة ررعمسيس قرب قرية فاقوس الحالية في شمال الوادي 

*
وتُجْمِعُ آراء الأثريّين المختصّين على أن فِرْعَوْن الذي سخّر اليهود هو رمسيس الثانى ولكن الخلاف يحتدم حول ما إذا كان رمسيس الثانى هو نفسه فِرْعَوْن الخروج والغرق ؟
أم أن مرنبتاح هو الذى غرق ؟
ولكل نظرية مؤيّديها ويستند مؤيدو نظرية مرنبتاح إلى مايسمى بلوح مرنبتاح وهو لوحٌ مسجّل عليه قصيدة فخار بالنّصر الذى أحرزه مرنبتاح على الليبيين فى السنة الخامسة من حكمه وفيه ذكر دول الشرق الأدنى التى هزمها ومن ضمنها قال :
وإسرائيل قد خربت وليس لها بذر أى أنه أباد بذرة إسرائيل
*
وزعموا فيه أن بنى إسرائيل إنتهزوا فرصة الإضطراب الذى ساد البلاد عند موت رمسيس الثانى فخرجوا من مصر خروجا سلميا ليس فيه مطاردة حتى شنّ مرنبتاح حملة فى فلسطين فى السنة الخامسة من حكمه وكما يدّعى أباد بذرتهم ولكن الثابت في القرآن الكريم وفي التّوراة أيضاً أن الفِرْعَوْن الذى طارد بنى إسرائيل قد غرق أثناء مطاردتهم ويستحيل بذلك إذن أن يكون مرنبتاح هو الذى طاردهم لأن مرنبتاح عاش 3 سنوات بعد المطاردة المزعومة !
 

وحتى بفرض أنه قد قاد حملة إلى فلسطين فى السنة الخامسة من حكمه فإن بنى إسرائيل قد عاشوا بمنطقة سيناء فى فترة التّيه ويستحيل وجودهم تاريخياً فى فلسطين
فى وقت كتابة لوح مرنبتاح كما أن مجرد ذكر اسم إسرائيل في اللوحة هو إعتراف من مرنبتاح أنهم قد خرجوا قبل عهده أى فى أواخر حكم رمسيس الثانى وبهذا يكون الأخير هو فِرْعَوْن الخروج والغرق
*
والحقيقة أن العبرة تكون أوضح وأبلغ وأشدّ تأثيراً إذا كان الفِرْعَوْن الذى سخّر وعذّب هو نفسه الذى أغرق عمّا إذا مات ميتة طبيعية فى سريره وكان الغرق من نصيب إبنه فالفِرْعَوْن الذى إلتقط موسى من النهر هو نفسه الذى غرق ومن يقرأ الآيات من سورة القصص بتمعّن يدرك تماماً هذا المعنى فقوله تعالى : " فالتقطه آل فِرْعَوْن ليكون لهم عدوّا وحزنا " هو إستعارة تهكّمية لأنهم إلتقطوه رجاء المنفعة
فإذا به يصبح عدوّا لهم وهل هناك أدعى للحزن من أن يدرك فِرْعَوْن أن هذا الطّفل المُبارك بالذّات كان سبب هلاكه !!
*
ويلخّص القرآن الكريم القصّة فى سطرين : " وفى موسى إذا أرسلناه إلى فِرْعَوْن بسلطان مبين فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون فأخذناه وجنوده فنبذناهم فى اليم وهو مليم " ( 4 ) الذّاريات
وفى الآية ( 25 ) من سورة النازعات يقول تعالى : " فأراه الآية الكبرى فكذّب وعصى ثم أدبر يسعى فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى "
*
والآثار المصرية تزخر بأدلّة كثيرة تؤكّد أن رمسيس الثانى هو الفِرْعَوْن الذى ألّه نفسه حال حياته ففرض على الناس عبادته وتقديم القرابين لتماثيله " وقال فِرْعَوْن يا أيها الناس ماعلمت لكم من إله غيرى " ( 38 ) القصص
وهناك رسوم على جدران المعابد الفرعونية تبيّن قارع الطّبل وهو يتعبّد لرمسيس الثانى وتصوّر الوزير ( رَعْ حُتُبْ ) وهو يتعبّد له ويقول : رمسيس حاكم الحكّام والإله الأكبر وسيّد السّماء ورمسيس الثاني هو الوحيد الذي وضع إسمه فى محراب الآلهة و حشَر تمثاله بينها بصفته إلها حدث ذلك فى معبد السّبوعة ومعبد أبى سمبل الكبير كما أنه نحت عشرات التماثيل التى تجمعه مع الآلهة بصفته إلهاً مثلها
*
كما أن وصف " و فِرْعَوْن ذى الأوتاد " الذى جاء فى القرآن الكريم ينطبق تماماً على شخص رمسيس الثانى بالذّات إذ أن الأوتاد هى هذه الإبر الصخرية العظيمة
التى سماها العرب خطئاً مسلاّت تماماً مثلما أخطأوا حين ظنّوا المعابد في مدينة طيبة قُصورا فسمّوا المدينة بالأقْصُر وهى فى حقيقتها معابد ولو وضعنا وتَداً بجانب صورة مسلّة مقلوبة لوجدنا تشابهاً تامّاً فى الأبعاد والشّكل والمنظر فلو علمنا أن رمسيس الثانى قد أقام في فترة حُكمه مايزيد على 35 مسلّة فى حين أن جميع الفراعين العشرة الذين سبقوه قد أقاموا مجتمعين 33 مسلّة فقط لأدركنا أنه الفِرْعَوْن صاحب أكبر عدد من الأوتاد فاستحقّ الوصف بأنه " و فِرْعَوْن ذي الأوتاد "
*
و رمسيس الثانى هو أيضاً الفِرْعَوْن الذى ينطبق عليه قوله تعالى في القرآن الكريم :
" ودمّرنا ماكان يصنع فِرْعَوْن وقومه وماكانوا يعرشون " ( 137) الأعراف
إذ أنه هو الفِرْعَوْن الوحيد الذى حدث دمار فى آثاره أثناء حياته وليس بفعل القِدم أو مرّ الأزمنة والعصور وقد حدث ذلك فى أثرين كان رمسيس الثانى يعتز بهما أيّما إعتزاز فمعبد أبى سنبل الكبير الذي يعتبره علماء الآثار أعظم بناء أقامه إنسان فى ذلك العصر قد أقامه رمسيس الثانى ليُقيم فيه إحتفالاتٍ ضخمة بمناسبة مرور ثلاثين عاما عليه فى الحكم ولم تمُر بضعة أشهر على الإحتفال الكبير حتّى ضرب زلزال شديد المنطقة فأحدث دماراً كبيراً فى المعبد !.. 

نقطة أخيرة ومعجزة وهى قوله تعالى : " فاليوم ننجّيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية "
( 92) يونس
فتأكيداً لما قاله المفسّرون عن معجزة الإبقاء على بدن هذا الفرعون ناجيةً من الإغراق مرّة ومن التّلف على يد الزّمن مرّات نرى أن الآية الحقيقية المقصودة هى تلك اليد اليسرى لمومياء رمسيس الثانى التى ارتفعت وحدها وتلقائياً عند قص لفائف الكتان التى كانت تضمّها إلى الصّدر إذ أن العِلْم لم يستطِع أن يفسّر لنا كيف أن ذراعا محنّطة ومشدودة بقوّة إلى الصدر لفترة تزيد على 3200 سنة لاتزال تحتفظ بخاصية مرونة ومطّاطية العضلات بحيث أنها ترفع اليد إلى الأعلى في هذا الوضع المُغاير لجميع مومياوات الفراعنة الآخرين هذه الأدلّة كلّها تُشير لنا و بوضوح إلى أن رمسيس الثانى هو فِرْعَوْن الخروج وأنه هو فِرْعَوْن الذى غرق وهو يطارد بنى إسرائيل والله أعلم

 

الخميس، 4 يوليو 2013

السرية والغزوة

السرية والغزوة


دعونا سريعا نعرف ما الفرق بين السرية والغزوة ,

الغزوة : كل مجموعة من المسلمين خرج بها النبى صلى الله عليه وسلم بنفسه ليلقى عدوه .

السرية : كل مجموعة من المسلمين يرسلها النبى صلى الله عليه وسلم إلى العدو .

يقول أهل السير والمغازى أن فى سرية نخلة بعث الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش إلى بطن نخلة وكان الرسول قد كتب له كتابا وأمره ألا ينظر فيه إلا بعد مسيرة يومين ولا يكره أحدا ممن معه على المسير وقرأه عبد الله بعد يومين فإذا فيه :

" إذا نظرت كتابى هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها عير قريش وتعلم لنا من أخبارهم "

فذهب الجميع ولم يتخلّف أحد وعندما مرّت قافلة قريش إحتار المسلمون أيقتلونهم وينتهكوا الشهر الحرام لأنهم كانوا فى شهر رجب وهو من الأشهر الحرم أو يفوتون الفرصة ويجعلونهم يدخلون الحرم وأخيرا قتلوا واحد من المشركين وأسروا اثنين

لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أنكر ما فعلوه ثم وجد المشركون فرصة لإتهام المسلمين وأنهم أحلّوا ما حرم الله بالقتال فى الشهر الحرام فأنزل الله :

: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)

فأطلق الرسول الأسيرين وأدى ديّة المقتول ونزلت الآيات ترد بقوة ع قريش وتبين حرمة القتال فى الشهر الحرام ثم توضح أن ما عليه المشركون من الصد والكفر وإخراج المسلمين من الحرم هو أكبر وأعظم مما ارتكبه المسلمون فى سرية نخلة وهنا استغفر المسلمون ربهم واطمأنوا إلى سلامة موقفهم ,

الفوائد :

1/ وجوب المحافظة على كتمان الخطط الحربية فى قتال العدو كما فعل النبى صلى الله عليه وسلم

2/ وجوب الطاعة للإمام دون تردد وتنفيذ أوامر الله كحرمة القتال فى الشهر الحرام

وهاتين الفائدتين والله لو نفذوا فى العصر الحالى لنجحت الأمم شرط اختيار الإمام العادل

..






ما بين .. الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم والآخر

ما بين .. الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم والآخر

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها




في قصتنا اليوم رسالة الى هذا العالم
العالم الاسلامي والعربي بل حتى الغربي

هو رد الله على ما نسميه مفاوضات مع الكيان الصهيوني

فدعونا نرى ما ممكن ان نستشفه من قصة البقرة مع بني اسرائيل وهل لها واقع في حالنا اليوم؟

قتل شخص غني من بني اسرائيل فاحتار اليهود في قاتله فلجؤوا الى موسى ليطلب من ربه المعونة لمعرفة القاتل

كان نقاش للاسف يظهر للعالم كله ما هي حقيقة اليهود واي سخف يستلون

اتو موسى وهم مؤمنين به وبنبوته ليسألوه معرفة القاتل ..

لكن ماذا قالوا ؟.. 
قالوا :ادع لنا ربك .. 
لم يقولوا ربنا  بل قال ربك ..
قال .. ان معي ربي .. 
سنجد ان موسى لم يكن يثق بايمانهم فهم سرعان ما ينقضوا اي عهد يقولون به

فلقد نقموا على يوسف وهو اذ عفا عنهم عادوا لينقموا عليه انه صاحب النبوة من بعد نبي الله اسرائيل عليهم جميعا وعلى رسولنا وكافة الانبياء والمرسلين افضل الصلاة واتم التسليم

ذكر الله بمحكم تنزيله .. والله خير الماكرين ولنرى ما كان من مكرهم وما كان من رد الله على مكرهم

اتوه مستنجدين بموسى وربه لمعرفة القاتل ليتفاجؤوا بقوله عليه السلام .. ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة

المفروض بطبيعة الحال وبما انك تبحث الحل ان تذبحها وتنتهي من الامر هذا ان كنت مسلم بامر الله لكن لم يقتنعوا ولم يصدقوا النبي الذي امنوا به اصلا

هو مكر من عند الله ليظهر لموسى اي ضياع هم فيه

الو ذبحت اي بقرة اما كان يكفي؟ فالكلام هنا بالعامة ولم يخص البقرة لكنهم بطبعهم مشككين حتى بانفسهم فبدأوا بالسؤال عن الصفات وفي كل صفة يبسط الله عن طريق رسوله الطريق لهم فيلفظ علامة حتى يصل الى البقرة التي اصبحت مقصودة وما كانت كذلك

ليبدأ سخفهم ايضا بالتشكيك بانفسهم ...الآن جئت بالحق؟ اذا اكان من قبل يداعبكم؟
هي ايات اظهر الله لنا بها سخف بني اسرائيل ورغبتهم الجارفة في الابتعاد عن طريق الحق والمناورة الدائمة للوصول الى لا شيء

فهم لا يقبلون بالحق ولا حتى الباطل فهم في جدال وهنا احبتي نرى الله يرسل رسالة الى نبيه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بقوله ... تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ..... اي انهم وان لنت لهم سيختلفون فيما بينهم فهم من ضياع متواصل... فيختتم الله الاية ... بلعلكم تعقلون ... اي تفقهون ما انتم فيه من ضياع وسخف...

الجميل في هذه الاية انه عندما اشتد الامر بهم قالوا ان شاء الله .... ولهذا هم في عقاب الى يوم الدين

وليسأل سائل الهذا الحد هم مسرفون في الذنب.. فيكمل الله لنا قبل حتى سؤالنا بقوله سبحانه ... ثم قست قلوبكم...

ويعودون من جديد لنقاشات غير مجدية وغير مفيدة لمجرد الجدال والتشكيك

احبتي في الله

في هذه الآيات لشيوخ السلاطين التي تبشر بسلام مع عدو اظهر الله مدى كرهه للاتفاق والمهادنة ولو بالباطل ولو تركته لكان مثل السرطان الذي ما ان ينتهي من الجسم حتى ينهش نفسه


نفعني الله واياكم بآياته

دمتم بحفظ الله



الحمدلله عدد مابكت العين خوفا من الله ، الحمدلله عدد ما اشتاقت أجسادنا لـ دخول الجنان ، اجعلوا الحمدلله على ألسنتكم دائماً

لا تحزن .. إن الله معنا

لا تحزن .. إن الله معنا




الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم (سورة التوبة الاية رقم 40)


وللاضافة

فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ... قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (الاية 61-61 من سورة الشعراء)




وقفتنا اليوم مع صديق هذه الامة ومن حافظ على الاسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنزلته العالية الرفيعة
طبعا جميعنا يعلم (اتمنى ذلك) الهجرة النبوية وكيف كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي بالدخول الى الغار الى نهاية القصة لكن باذن الله ساحاول التسليط على امر ربما ترك ولكنه الرد بطريقة جميلة على اخوتي الشيعة داعيا الله لهم بالهداية والاستنارة بنور الحق


ثاني اثنين .... كلمتان لم تحدد الاية من الاول ومن ثانيه لكن الكتب الاسلامية تفسر الكلام على ان الاول كان ابو بكر رضي الله عنه والثاني هو رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام فهل بهذه الكلمتان امر؟


هو كل الامر فهو رفع ابا بكر لمنزلة لم يرفعها لاحد غير الرسل فالله تعالى ساوى بينهما في الغار درجة وفي الايمان والعقيدة منزلة وما فصل بينهما الا ان هذا نبي وهذا خير البشر بعد الانبياء



فالكلمة جاءت لتجعل الصديقين متساويين لغويا ولعل الله تعالى قد هيء في هذه الاية ما اثلج قلوب المؤمنين مسلمين بانه الاحق بولاية المسلمين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم



ولنرى اية اخرى من القرآن العظيم تتكلم بصيغة مشابهة .... ان معي ربي سيهدين



حسنا ... الرسول صلى الله عليه وسلم وابا بكر رضي الله عنه في مأزق
موسى عليه السلام وقومه المؤمنين في مأزق


لكن الاولى قال ان الله معنا والثانية قال ان معي ربي ولم يقل معنا الله


في تفسير الايتين الكريمتين نجد الاخلاص والايمان والعقيدة باتت جزءا من ابي بكر ولم تكن في قوم موسى عليه السلام وان كانوا مسلمين فالله ايد ابا بكر ولم يؤيد قوم موسى الهاربين لاعلاء كلمته وهذا كان واضح في تسلسل الاحداث اللاحقة فابا بكر كان خليفة لرسول وقوم موسى ما غاب عنهم موسى عليه السلام اياما الا انحرفوا الى طريق الضلال



فكان وقع ابا بكر عند محمد عليه السلام هو كوقع المؤمن المتجسدة فيه صلابة الايمان وما كان من موسى هو الايمان المتجسد بشخصه لا بعامة من معه





طبعا الاية فيها الكثير وسأمر بلمحة سريعة بها


لقد نصر الله رسوله بعد ان تكاثرت عليه قوى الشر وهي القدرة والمنعة
ما اخرجه الا كافر وفي هذا رسالة الى من امر بطريقة القتل بانه كافر لن تصلح توبته وهذا ما حصل

انزل سكينته عليه ... على من بينهما ؟ اعلى الرسول صلى الله عليه وسلم ام على ابا بكر ؟ ومن المؤيد بجنود الله (انه طبعا الرسول صلى الله عليه وسلم) لكن بمجرد التفكير اللغوي بهذا رفع ابا بكر منزلة لم يرفعها احد بعد الانبياء والرسل


وبرأيي الشخصي ما رأيت اية اعزت احد في القرآن كما اعزت هذه الاية ابا بكر



رحمه الله وارضاه واسكننا معه بجوار صاحبه عليه الصلاة والسلام

تنويه :

ثاني اثنين .. كلمتان لم تحدد الاية من الاول ومن ثانيه لكن الكتب الاسلامية تفسر الكلام على ان الاول كان ابو بكر رضي الله عنه والثاني هو رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام فهل بهذه الكلمتان امر؟

هو كل الامر فهو رفع ابا بكر لمنزلة لم يرفعها لاحد غير الرسل فالله تعالى ساوى بينهما في الغار درجة وفي الايمان والعقيدة منزلة وما فصل بينهما الا ان هذا نبي وهذا خير البشر بعد الانبياء

فالكلمة جاءت لتجعل الصديقين متساويين لغويا ولعل الله تعالى قد هيء في هذه الاية ما اثلج قلوب المؤمنين مسلمين بانه الاحق بولاية المسلمين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم

أحـفظها عن ظهـر قلب منذ اردمت القراءه وحفظت القراّن ولكننى حقيقة لم ادركهـا كـ هكذا شرح !.. أدركـ تماما مكانة ابو بكر ومواقفه مع الرسـول صلّ الله عليه وسلم ودوره فى نشـر الاسلام وما فعله اثناء وبعد توليه الخلافه مع الرسول صلى الله عليه وسلم ..



وكلنا يعلم أن سيدنا أبي بكر رضي الله عنه رجلا رضي القلب سخي النفس حلو الشمائل .. وهو الذي أحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثره على نفسه وود لو يفديه بروحه وماله .. وقد عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه هذه الصفات فقربه إليه واستبقاه معه في مكة حتى يأذن الله له بالهجرة .. ولما أذن الله له بالخروج والهجرة توجه من ساعته إلى أبي بكر وأخبره بذلك ليصحبه في رحلته ولما سارا في الليل ومكثا في الغار ثلاثة أيام .. أنزل الله سكينته على أبي بكر عندما رأى صاحبه خوفه عليه فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن الله معهما حتى يهدأ روعه ويطمئن إلى أن الله تبارك وتعالى سينصر رسوله ويؤيده ولو كان معه رجل واحد فقط وهو مؤيده بجنود من الملائكة كما حصل في معركة بدر ..

وكما ذكرت أنت مقارنة مع قوم موسى عليه السلام الذين خذلوه وارتدوا إلى الشرك بينما كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يفدي نبيه بروحه .. لذلك كان حقاً على المؤمنين أن يكون خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده

تلك أضافت لنا درساً جديداً ورؤية جديدة لمعاني هذه الآيات الكريمة عن مميزات خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما الذي فضله الله به عن سائر المسلمين
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم


سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


الخصمان الذين تسوروا المحراب

الخصمان الذين تسوروا المحراب






 

هي اية التنبيه والتحذير للعدل في الحكم وكالعادة مغلفة برحمة الله الواسعة

بداية القصة من النحو المعروف ان سيدنا داوود كان يصلي في المحراب فما قام من سجوده الا ووجد شخصين امامه .. ظنهما ملائكة او بشر او جن او اي شيء فهو لم يشعر بهم الا امامه
ولعل الكثير من المفسرين ذهبوا الى انهم جن واخرين قالوا ملائكة واخرين قالوا انس لكن في السيرة الصحيحة لم يرد ماهيتهم وهو لامر سنراه في تفسيرنا

بداية القول وهي قوة الكلمات وجزالتها ولماذا غيبهما الله عنا ولم يعلمنا بماهية الخصمين من كلمات قصيرة جدا

تسوروا المحراب .. ظهروا فجأة (لو كانوا انس لشعر بهم داوود)
دخلوا على داوود ففزع (الو انهم ملائكة فكيف يخاف منهم)
ولو انهم جن .. فلو كانوا مؤمنين ما خاف وان كانوا غير ذلك لما سمح لهم اصلا بدخول المحراب

اذا الامر بقي على الغموض بأي امر فزع داوود وهو الرسول النبي

الامر الاخر وهي طريقة كلامهم وهي القوة المطلقة بالكلام .. اإثنان يختلفان فيقول احدهما ان هذا اخي .. لقد ميزه بالاخوة وان كان اخاه فعلا .. فكما في ايامنا هذه لا نذكر صلة القربى مع من لنا عليه حق او ندعي عليه .. فهذه طبيعتنا للاسف لكن اليس في اقسى ادعائه وتظلمه قال ان هذا اخي ..

ثم بدأ الامر الاخر وهو ايصال المعلومة بقوة والتحذير من الخطأ قبل الكشف .. لا تشطط (آلمدعي يحذر المحكم) وهذا الاثر واضح للاسف تماما في احكامنا التي باتت تستند الى ما يحاول المدعي دائما السيطرة على مكامن الصراع وهذا في شرع الله اصلا لا يجوز .. لنجد ان المدعي لا يقيم حقدا فقلب المؤمن لا يمتلئ بالحقد بل يريد الحق فقد اختتم كلامه .. اهدنا الى سواء الصراط

بحكم العقل أقر داود عليه السلام بالخطأ في طلب النعجة الاخيرة لكن اللفتة انه لم يستمع الى قول الخصم وهنا كان الحكم ناقصا لأنه حتى لو أن هناك صعوبة في تحديد صاحب الحق وجب الهدوء والتروي


الامور التي آراها في دنيانا كثيرة ومنها : دخولهم على داوود بغير اذن ،، وهذا خطأ
حقه في الفزع .. 

وهذه طبيعة البشر سرعتهم لطمأنته .. 
وهذا كاعتذار عما سلف سوء التصرف .. 
طريقة كلامهم مع داود عليه السلام مبدأ الحسن والاحسن .. 
وهو ما تصرف به داوود فهو حكم بالحسن ولكن كان هناك الاحسن

هذا الامر على بساطته في حياتنا كان كالصاعقة التي نزلت بداوود الذي ظن انه فتن .. 

ولكن الامر لم يكن سوى اختبار له .. لجأ الى ربه ساجدا مستغفرا لتنزل اية الطمأنة في نهاية القصة

ودعونا نتخيل ما حصل

رجل ساجد .. يدخل عليه اثنين من دون ان يعرفهما .. يقوم من سجوده فيجدهما امامه .. يخطئ المظلوم اذ يهاجم الحكم فيؤثر على المحكم فينقص الحكم .. خر ساجدا فغفر الله ما حصل

قصة

الأربعاء، 3 يوليو 2013

أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون

أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون



قال الله تبارك وتعالى :
﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالثٍ فَقالُوا إِنّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ * قالُوا ما أَنْتُمْ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَىْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ تَكْذِبُونَ * قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَما عَلَيْنا إِلاّ الْبَلاغُ الْمُبينُ * قالُوا إِنّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنّا عَذابٌ أَلِيمٌ * قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَومٌ مُسْرِفُونَ * وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ * وَماليَ لا أَعْبُدُ الّذي فَطَرَني وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * ءَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ * إِنّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبينٍ * إِنّي آمَنْتُ بِرَبّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمي يَعْلَمُونَ * بِما غَفَرَ لي رَبّي وَجَعَلَني مِنَ الْمُكْرَمينَ * وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنّا مُنْزِلينَ * إِنْ كانَتْ إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ * يا حَسْرَةً عَلى العِبادِ ما يَأْتيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ ﴾ (يس: 13- 30)

هي اية استكملت اجزائها الرأفة والرحمة والتعقل والقوة في التدبر والمنعة وان لم يفلح اي شيء كانت الضربة القاسمة

هي ايات سنتوقف عندها ونقف على تفسيرها وما نقله المفسرون على مر العصور وهل لهذا التفسير تعقيب.؟؟ ممكن لو قيس الامر بالعقل والمنطق وقورنت بآيات اخرى

بداية القصة انه قيل انهم من تلاميذ عيسى عليه السلام (اي ان القصة كانت بعد عيسى عليه السلام وعيسى عليه السلام جاء بعد موسى عليه السلام) وان المدينة هي انطاكية وهي احدى المدن الاربعة التي سارعت للتصديق الكامل بعيسى عليه السلام بعد القدس (مهد المسيح) والاسكندرية (من انطلق منها علم المسيحية مجتمعة) وانطاكية ورومية (بلد قسطنطين)

كلمات الايات تشرح نفسها لكن دعونا ببساطة نتحقق ان كانت كما يذكرها التاريخ (حواريوا عيسى عليه السلام والمدينة انطاكيا) ؟ ام لا؟

سهل جدا لمن قرأ آيات الله ان يرى هذه الآية ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى ﴾ (القصص: 43) اي ان الهلاكـ للامم كان قبل موسى عليه السلام وليس بعده واقصد هنا الهلاكـ الكامل كما حدث باهل مدين وقوم نوح عليه السلام وقوم لوط عليه السلام ولم يذكر التاريخ كتاريخ واقعي اي حالة هلآك كانت في التقويم الميلادي وان كانت مثبتة ان انطاكيا هي احدى اول اربع مدن ايمانا بالمسيح بشكل كامل فكيف اذا وقد ابيدت كما ذكرت الآيات !!

هذه كانت النفحة التاريخية التي وجب التوقف عندها قبل الانتقال للآيات ولعل هذه الآيات تصف اقوام سابقة واقوام لاحقة

ففي عناد النمرود ثم رحمة الرسول عليه الصلاة والسلام كان الامر واسع

ارسلنا اثنين : فعززنا بثالث .. وهم ثلاث رسل فهم مرسلون من عند الله وحالهم حال الكثير من الانبياء والمرسلون وبنقاش واسع وظهر التباين بينهم وبين الناس حتى وصل الى التحدي بينهم وبين الناس ظهر من كسر ظهر البعير

رجل من بين هذه الناس كان قد آمن بهؤلاء يخاطب قومه بأنه يجدر بهم الاستماع ولكن اي عند كان يتخلل قلوب الناس وقتها فلو كان فرعون او النمرود يمتلكون العند فهم افراد اما ان يمتلك العند قوم فهذا مصاب

استنكر الناس ان يؤمن بهؤلاء رجل منهم فقاموا بضربه وهنا تجلت الرحمة في ابهى صورها

رجل يضرب لانه قال الحق ويخاطبه الله في علاه لدخول الجنة فيراف بحال الناس ويطلب الخير لهم .. ولعلي بمخيلتي القصيرة المدارك استطيع تخيل ما قد حصل او يحصل في هذا الموقف

رجل مؤمن يضرب فينادى عليه لدخول الجنة فيرد برحمة لم تنزل بقلوب كثير من البشر ويجيب المنادي بانه يرد ان يعلم قومه بانه اصبح من المكرمين

يزداد حنق الناس مستغربين ممن يكلم مخاطبا بهذا الكلام (ممكن ان يكون محض خيال للواقع المعاش في ذلك الحال - (اسال الله تعالى ان ينير بصيرتي) بان من تكلمه ليس موجود فتنقلب الرحمة نقمة واللطف باشد العذاب ويموت الرجل موعودا بالجنة لكن تنتهي لهذه القرية معه الرحمة ليكون العذاب بقوله تعالى (إِنْ كانَتْ إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ )

وكأن روح هذا الرجل انطلقت الى السماء لتحل مكانها الصرخة وربما تكون الرعد لكن ليس كما نراه في يومنا هذا انما الرعد الاعظم او صرخة من نوع لا نعرفه ومن حب الله لنا ان وعدنا كأمة المختار عليه الصلاة والسلام بالامان من هذه الصرخة

ولكن ما ينزل العقاب الى تنزل بعده التأسي على ما حصل وهذا لم يحصل كاعادة حسابات من الله لما فعله بقوم ما انما بامر اخر كليا

فكما نقول في ايامنا لو ضربك من هو اقوى منك قال عنك يا ريته لم يضربك او لم يحصل ما حصل ليس ندما الا انه وعيد لمن هو غيرك اشعارا له بأي قدرة كانت تلك الضربة فتكون تنبيه يفهم بصيغة التأسي وهذا ما ذكرته الآية الكريمة

فالله تعالى اوحى بتدمير القرية ثم تحسر على الناس ... وهنا ما يفهم بصيغة الاسى لكن بواقع الحال هو تحذير لكل من تخول له نفسه العبث


--------------------------------------

ما يمكن ان نقرأه بين سطور هذه الاية هو ان من اتو القرية كانوا رسلا من عند الله واي بؤس عانت منه القرية ليرسل الله لها ثلاث رسل لا واحد او اثنين كما حصل مع سيدنا موسى وسيدنا هارون عليهما السلام

ان دائما تظهر رحمة الله في عقابه ويتدرج الكلام من التوعية للترغيب فالتهديد والوعيد ثم تظهر رحمة ان تجاهلها الناس تكون كالقشة التي قسمت ظهرت البعير فينزل غضب الله دون رأفة


سيدنا موسى عليه السلام والمرأة المستحية

سيدنا موسى عليه السلام والمرأة المستحية


قال الله تعالى : 
"فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25)" سورة القصص

نعلم جميعا ان ما علمنا به من القرآن ما هو شيء مقارنة بما سوف نعلمه وما سوف يعلمنا الله به يوم القيامة

لكن اليوم باذن الله رحلتنا الى طهارة البنت وعفتها وقوتها في آن

فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ كلمات بسيطة سنقسمها ونرى كيف نفهمها وباذن الله سيكون الشرح بسيط جدا

ممكن ان نقرأها .. تمشي ، على استحياء قالت
ممكن ان نقرأها .. تمشي على استحياء ، قالت
ممكن ان نقرأها .. تمشي على استحياء قالت


ففي الاولى .. انها جاءت تمشي .. لكن مشيت بقوة وعزة ولكن عندما تكلمت تكلمت باستحياء وهذه صفة الرصانة والقوة
 

وفي الثانية .. تمشي على استحياء .. قالت .. اي ان مشيها كان يتخلله الحياء الكامل لكن عندما قالت قالت بثقة .. وهي الثقة والحياء

وقصة الاية أنه في ذلك الوقت اتهم البعض الفتاة بانها أغوت سيدنا موسى عليه السلام وتوقعوا ان يكون هناك رد لكن رد الله كان بكلمات عادية وبسيطة جدا تهلك من اتهمها او اتهمه

لقد جمع الله صفات المرأة العفيفة القوية الرصينة الواثقة والحيية في الفتاة فكانت اشرس النساء

ومن هنا كان دائما تحدي الله للجميع بأن يأتوا بآية مثله .. ولم يقصد بالآية تركيب كلمات فهذا سهل لكن اضفاء المعنى المطلع والجامع للكلمة هذا هو ما تحدى الله به الانس الجن

سيدنا إبراهيم عليه السلام والنمروذ

سيدنا إبراهيم عليه السلام والنمروذ



يقول الله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ سورة البقرة(258)..

قصة مشهورة جدا بالقرآن واقطابها ذكروا كثيرا في احاديث وسور

قصة ابراهيم عليه السلام والنمرود
وهي قصة تكسير الاصنام واتهام الاكبر بينهم ثم الجدال والمحاكمة ثم الالقاء بالنار كما القصة نعرفها لكن باذن الله سنتوقف عند اية واحدة ونرى ماذا انعم الله علينا فعلمنا ونترك ما لم نعلمه حتى الآن حتى نعرفه ونترك الباقي فيعرفنا الله به يوم القيامة برحمته وفضلته

هي قصة انسان عادي اتاه الله الملك ... وقوة ونفوذ كبيرين استصغر ان يكون الناس مثله بل استكبر الى ان نصب نفسه الاله على اناس في الاصل متشرذمون

اشتكى الناس الى النمرود بان الفتى (ابراهيم) قد كسر اصنامهم وخربها فما كان منه الا ان استدعاه فكان نقاش عادي يتطور بسرعة وتدارك وهذا واقعي جدا خصوصا ان كان بين ندين كل منهما يريد كسر شوكة الاخر

ولنرى في حياتنا ان نقاشاتنا ان كانت مبنية على اساس خطأ ممكن ان تصل لعناد يفسد علينا فرصة الاستفادة وهذا خطأ يقع فيه اغلبنا

قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ
هنا نرى عظمة طريق الكلام ولا اقول عن الحياة والموت انما اقول عن كلمة "ربي" فلم يقل ابراهيم عليه السلام كلمة الله لانه هكذا يكون قد سماه وتكون الكلمة ناقصة لغويا في مكانها فهو بهذا يدافع عن الله اي عن كينونة يلزمها لنفسه انما قال بداية "ربي" وهذه قمة الفخر والتعظيم كمن يقول ... هذا ابي.... اي يقولها بتفاخر فيعلم من امامه بأن من يتكلم عنه هو من انتدبه للكلام عنه

قال ربي يحيي ويميت قال انا احيي واميت وهنا كان منأى نقاشيا واسعا فببساطة نعلم كيف يحي الله الموتى او يميت الاحياء لكن النمرود جاء برجلين فابقى على احدهما وقتل الاخر فكان بهذا يذهب بمناظرة واسعة لا طائل منها وخاسرة للطرفين فكان لا بد لبعض من الحكمة وهذا ما تميز فيه سيدنا ابراهيم عليه السلام فكانت

قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ
كان لا بد لابراهيم عليه السلام ان ينهي النقاش بشكل يخفي بينة من يخاطبه فخاطبه بالشمس بتحريكها بشكل عكسي ... وهذه من صفات الربوبية وهي التحكم المطلق بالاشياء وهنا بهت الذي كفر بل زاد عناده فقد كان كمصارع يرى نفسه قويا جدا ليأتي احدهم فيقول ببساطة هناك من هو اقوى منك واعظم

فاكتملت القصة بان امر بأن يرمى ابراهيم عليه السلام في النار فكانت بردا وسلاما فاكتملت الايات بالعودة الى ما قبلها ... يحيي ويميت .... وهو اعادة اظهار قوة ما ظن انه ناقص سابقا وهذه طريقة نقاش واثبات راي لا يستسيغها الا اصحاب العقول الراجحة

هناك امر اخير اراه في الايات الكريمة وهو نمط التحدي من الله وهذا نراه في ايات نظنها بسيطة ولهذا قلت بعضها نعلمه وبعضها لا نعلمه ربنا سنعلمه والكثير سيبقيه الله ليوم الحساب فنعلمه علم اليقين

وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
فهذا كلام واضح من الله بان هذا الرجل لن يهديه الله اي انه في النار وكافر ... الم يستطع هذا الرجل ان يكذب الايات ويثبت صدق نيته فيقولها لو مرة في حياته انه مؤمن فيكذّب ابراهيم بين الناس؟
لكن وعد الله حق وصادق ولا مجال حتى لمناقشته وهذه اية عظيمة من ايات الله

فيما مضى من اية قليلة الكلمات واسعة المعاني نجد ان نوعية النقاش ترتبط اصلا بنوعية الشخص الذي ننقاشه فالبعض نناقشه بعلم والبعض نناقشه لنكسر شوكته لكن ان لا نحيد عن الحق وهذه هي السبيل الوحيدة للوصول بالنقاش الى درب الامان او ببساطة انسحب ان لم يكن لك القدرة على اثبات صحة قولك لان الذي امامك ان رآك وقعت ستستبد فكرته منه اكثر


سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

موسى والخضر عليهما السلام

موسى والخضر عليهما السلام


فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)

هي كلمات بعضنا يمر عليها اسبوعيا وبعضها من فترة لفترة ونادرا ما تجد مسلما لم يمر عليها قط حتى لو كان قد اغفل سورا كثيرة من القرآن

هي السورة اللتي جمعت قصص من اروع قصص القرآن لكافة الاديان والعقائد والحقب التاريخية

موقفنا اليوم مع موقف موسى عليه السلام والخضر عليه السلام

لماذا قلت الخضر عليه السلام رغم ان الخضر يعرف عنه انه ولي وليس نبي لكن الآيات هي من قالت انه نبي لست انا ... ففي قوله عن نفسه: اوحي له قتل الغلام والاولياء لا يوحى اليهم .... وكلامه في نهاية الآيات وما فعلته عن امري مقارنة علمية بآيات الله بحق رسول الهداية عليه الصلاة والسلام عندما قال : (وما ينطق عن الهوى ... ان هو الا وحي يوحى...) هذه الايات تدل عن ان امره كان من الله سبحانه اي انه علمه من عند الله وكذلك تصرفاته فهذه تصرفات الانبياء

هذه نبذة مختصرة جدا عن شخصية هذا العالم (الخضر عليه السلام) والذي قيل انه من قبل السودان
وهذه باختصار لمحات تدل على ان علم الرجل لم يكن علما من عنده انما من عند الله بغرائب كثيرة شملتها الايات :

رجل يمشي في الارض فيجد سفينة فيخربها
ويجد فتى فيقتله
ويجد جدارا يكاد يقع فيصلحه مجانا

كلها امور كان لها تفسيرات كما ذكرت الايات بالتفصيل فلم نلجأ لها لانه اصلا مذكورة حرفيا


اما ما استوقفني من الايات فكان امرا اخر تمام ... فهو امر موسى والخضر عليهما السلام ...

اي حوار كان بينهما واي امر اتى لموسى ليخضع ويتبع هذا الرجل

من المؤكد ان الامر كان من عند الله لا من عند نفسه وبعض همسات نراها في القصة

ان موسى كان مصرا على لقاء الرجل وطلب العلم منه فهذه كانت صفة التلميذ المصمم على اشباع رغبته في تعلم ما يدور حوله
 

واما الخضر فكان استاذا لا يطيق ان ينتظر احد سؤاله عن كل ما يفعله

واما الوقت فهو الامتحان

اراد الله ان يختبر بالخضر قوة تحمل موسى عليه السلام وكم من الوقت سيستمر ليستفسر وهذه نقطة لا تحسب على موسى عليه السلام فهو وان كان الخضر قد اشترط عليه الصمت الا انه لن يسكت ان رآى منكرا وهذه صفة الناس المكرمين


كما لا نستطيع ان ننسى اهمية الوقت في الايات فهو اراد ان يقتله بفضوله ليظهر له ان مهما بلغت من علمك هناك من يعلم اكثر منك لذلك عندما اظهر الخضر ما كان يخفيه لموسى عليهما السلام من ايات وحكم وعظمة ما يعرفه مقارنة بما يعرفه موسى اسرع ليقلل من قيمة ما يعرفه مقارنة بما ممكن ان يمن الله به على العالمين

هذا التواضع وجب ان يتحلى به كل استاذ وعالم بانه لا يعرف من امره شيئا وان كان يظن انه وصل الحقيقة لربما كانت الحقيقة خلف ستار لن يصلها هو ويصلها غيره

وهنا تتجلى حكمة يجب ان يحملها كل شخص في هذه الدنيا
يحملها كل طفل حيال تصرف والده
يحملها كل تلميذ حيال تصرف معلمه
تحملها كل بنت حيال تصرف امها

هذه الصفة المتمثلة بأن ليس كل ما نراه امامنا هو الحقيقة انما بعض الحقائق يعرفها غيرنا وان كنا نراها جلية ربما تكون في الحقيقة مختلفة تماما عن ما نراه


القصة هي قصة متكاملة للمدرس والتلميذ بعيدة كل البعد عن ما كان قدر هذا عند الله او قدر ذاك لكن هي موضحة لامور الدنيا وان كانت القصص الاخرى فيه هذه السورة كلها تذهب باتجاهات دنيوية مختلفة هو السبب الرئيسي وراء تداولها بين الناس





وأحب أضيف بعضا من آداب المجالسة والحديث لإبن المقفع وآداب المتعلم عند الماوردى كنت قد درستهم هذا العـام ورأيت ربطا كبيرا بينهم وبين ما ذكر فى تلك القصة التربوية ,,,


1/ يقـول ابن المقفع : اخزن عقلك وكلامك إلا عند إصابة الموضع , فإن تمام إصابة الرأى والقول بإصابة الموضع
ومن الأخلاق السيئة مغالبة الرجل على كلامه والاعتراض فيه والقطع للحديث ويرى أن هذا نوعا من أنواع البخل ,

لنتأمل هذا فــى الآيــات ,

(فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً )

إذن

من الأدب التربوي ألاّ يتعجل التلميذ بسؤال معلمه حتى ينهي حديثه، فربما عرض الجواب في ثنايا الحديث،

2/ يقول الماوردى فى باب آداب المتعلم :

إن للمتعلم فى زمان تعلمه ملقا وتذللا إن استعملهما غنم وإن تركهما حرم . ولكن العلم أكثر من أن يحيط به بشر لذا ع المتعلم ألا يقبل شبهة فى العلم أو رأيا خاطئا ,

قد يقابل طالب العلم فى عصر الحرية الحاضر هذا السلوك بالتعجب والإستنكار
ولكننا نعنى بالتملق والتذلل شدة التوقير للمعلم أو العالم والصبر على العلم وطاعة المعلم فيما يقول إن كان قوله صحيحا


لنتأمل هذا فى الآيات

قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا

هذا يدل ع تمام الإمتثال والطاعة ,,,,,, أما عن عدم قبول شبهة فى العلم فهذا نجده فى تقديم المشيئة فى الآيات ,

قال ستجدنى إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا , أى عدم عصيان أمر العالم والصبر كله مقترن بمشيئة الله عز وجل ,

//

إذن ما استنتجته أن القرآن الكريم خير معلم وخير مرشد للطريق الصحيح , ومنه أخذ علماء أجلاء

أفلن نأخذ نحــن ؟ !

**

وأذكر في الكتاب .. السيدة مريم العذراء عليها السلام


 
وأذكر في الكتاب - السيدة مريم العذراء عليها السلام




  1. وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا
  2. فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا
  3. قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا
  4. قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا
  5. قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا
  6. قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا
  7. فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا
  8. فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا
  9. فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا
  10. وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا
  11. فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا
  12. فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا
  13. يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا
  14. فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا
  15. قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا
  16. وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا
  17. وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا
  18. وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا




هي اطهر نساء الارض والمصطفاة من النساء في العالمين
هي الصديقة الطاهرة المتعبدة
هي من كانت ولادتها شؤم على بني اسرائيل فقد كانوا يظنون ان المولود ذكر وهو المسيح ليجدوه انثى فيكرهوها كما لم يكرهوا امرأة من قبل

هي من طردت من بين الناس فكفلها قريبها (زكريا عليه السلام) فعاشت في كنفه قبل ان تلتحق لتصبح من الراهبات وكانت اول راهبة على مر العصور
هي الصادقة المصدوقة في كل حرف تقوله بشهادة الكاره قبل المحب


القصة هي قصة طفل ظنها بني اسرائيل ولدا فاستبشروا بالمسيح وما ان وجدوها طفلة حتى كرهوها كما لم يكرهوا انثى ونبذوها

كفلها زكريا عليه السلام وعاشت في كنفه ثم انتقلت الى المعبد في وقتهم فاعتزلت الناس وتقربت الى الله

لم تكن تعلم كما لم يعلم احد انها ستأتي باغرب معجزة حصلت لامرأة في تاريخنا

زاد كره رهبان المعبد لها وهي الفتاة كان ممنوعا على نساء بني اسرائيل التواجد حتى في المعبد للعبادة

فتركتهم وعاشت لوحدها

جاءها الوحي من عند الله متمثلا بهيئة بشر لتثار رعبا ممن حضرها وقد ظنته تقي الدين وهو قريب لها فاخبرها بانه رسول من عند الله وانها ستلد ولدا فاستغربت وهي عذراء كيف لها ان يكون لها ولد ففهمت انه من الله
حملت به ولم يمسها احد قط لكن خوفها من ان يساء فهمها او يعتدى عليها بحجة الشرف اجبرها على اعتزال الناس لمكان بعيد خوفا على اهلها وسمعة بيتها تمنت الموت لا كرها بما في بطنها لكن ايات الله كانت دائما لتطمئنها

اتت به قومها وقد غابت عنهم شهور طوال استهلكوها بالبحث عنها ليجدوا انها تحمل طفلا

انهالت تهامات الشرف والعار عليها وقد امرت بالصوم عن الكلام بالاشارة الى سؤال الطفل الذي ما لبث ان كم كل مشكك بشرف امه معترفا بنبوته وانه عبد الله

________________________________


يصعب على اي انسان تخيل ما ان يسأل طفل لم يتجاوز عمره الايام او اشهر قليلة جدا يجيبك بقوة وكانها الصاعقة الكبرى

في الايات هناك اية لها مدلول ادبي ولغوي لا نكاد نجده في اللغة العربية على الاقل قبلها لانه تم تقليد طريقة الكلام فيما بعد

واشتعل الراس شيبا
لعل اكثر الناس دراسة للادب يجد انه لم يبقى نوع من الاستعارة الا واستخدم في هذه الثلاث كلمات فكل كلمة منها لها مدلولها الخاص لكن جمعت ثلاث كلمات بشكل يعطي الكلمات ابعادا لا نستطيع الا ان نقول سبحان ربك رب العزة ....

كان لا بد للسيد المسيح عليه السلام ان يظهر مدى قدرته وقوته وهو ما زال رضيعا فامامه من شكك بشرف امه لذلك اطلق السلام على نفسه وهذا ما لم يفعل رسول قبله او بعده مرسلا الرسائل العظمى التي اتى بها فلم احد يعلم كيف ولد ولا احد يعلم كيف يموت ولا احد يعلم كيف يبعث فهذه الامور الثلاثة الغيبية عن الجميع بمن فيهم الرسل والصالحين فلا يعلمهم الا الله

تأتي الاية الاخيرة لتكمل هيبة الله بكلماته امام العاقلين .. ذلك عيسى ابن مريم قول الحق اي ان كل ما قيل ما كان سوى من كلمات من يعلم ما لا يعلمه غيره




سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ