وأذكر في الكتاب - السيدة مريم العذراء عليها السلام
- وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا
- فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا
- قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا
- قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا
- قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا
- قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا
- فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا
- فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا
- فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا
- وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا
- فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا
- فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا
- يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا
- فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا
- قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا
- وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا
- وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا
- وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا
هي اطهر نساء الارض والمصطفاة من النساء في العالمين
هي الصديقة الطاهرة المتعبدة
هي من كانت ولادتها شؤم على بني اسرائيل فقد كانوا يظنون ان المولود ذكر وهو المسيح ليجدوه انثى فيكرهوها كما لم يكرهوا امرأة من قبل
هي من طردت من بين الناس فكفلها قريبها (زكريا عليه السلام) فعاشت في كنفه قبل ان تلتحق لتصبح من الراهبات وكانت اول راهبة على مر العصور
هي الصادقة المصدوقة في كل حرف تقوله بشهادة الكاره قبل المحب
القصة هي قصة طفل ظنها بني اسرائيل ولدا فاستبشروا بالمسيح وما ان وجدوها طفلة حتى كرهوها كما لم يكرهوا انثى ونبذوها
كفلها زكريا عليه السلام وعاشت في كنفه ثم انتقلت الى المعبد في وقتهم فاعتزلت الناس وتقربت الى الله
لم تكن تعلم كما لم يعلم احد انها ستأتي باغرب معجزة حصلت لامرأة في تاريخنا
زاد كره رهبان المعبد لها وهي الفتاة كان ممنوعا على نساء بني اسرائيل التواجد حتى في المعبد للعبادة
فتركتهم وعاشت لوحدها
جاءها الوحي من عند الله متمثلا بهيئة بشر لتثار رعبا ممن حضرها وقد ظنته تقي الدين وهو قريب لها فاخبرها بانه رسول من عند الله وانها ستلد ولدا فاستغربت وهي عذراء كيف لها ان يكون لها ولد ففهمت انه من الله
حملت به ولم يمسها احد قط لكن خوفها من ان يساء فهمها او يعتدى عليها بحجة الشرف اجبرها على اعتزال الناس لمكان بعيد خوفا على اهلها وسمعة بيتها تمنت الموت لا كرها بما في بطنها لكن ايات الله كانت دائما لتطمئنها
اتت به قومها وقد غابت عنهم شهور طوال استهلكوها بالبحث عنها ليجدوا انها تحمل طفلا
انهالت تهامات الشرف والعار عليها وقد امرت بالصوم عن الكلام بالاشارة الى سؤال الطفل الذي ما لبث ان كم كل مشكك بشرف امه معترفا بنبوته وانه عبد الله
________________________________
يصعب على اي انسان تخيل ما ان يسأل طفل لم يتجاوز عمره الايام او اشهر قليلة جدا يجيبك بقوة وكانها الصاعقة الكبرى
في الايات هناك اية لها مدلول ادبي ولغوي لا نكاد نجده في اللغة العربية على الاقل قبلها لانه تم تقليد طريقة الكلام فيما بعد
واشتعل الراس شيبا
لعل اكثر الناس دراسة للادب يجد انه لم يبقى نوع من الاستعارة الا واستخدم في هذه الثلاث كلمات فكل كلمة منها لها مدلولها الخاص لكن جمعت ثلاث كلمات بشكل يعطي الكلمات ابعادا لا نستطيع الا ان نقول سبحان ربك رب العزة ....
كان لا بد للسيد المسيح عليه السلام ان يظهر مدى قدرته وقوته وهو ما زال رضيعا فامامه من شكك بشرف امه لذلك اطلق السلام على نفسه وهذا ما لم يفعل رسول قبله او بعده مرسلا الرسائل العظمى التي اتى بها فلم احد يعلم كيف ولد ولا احد يعلم كيف يموت ولا احد يعلم كيف يبعث فهذه الامور الثلاثة الغيبية عن الجميع بمن فيهم الرسل والصالحين فلا يعلمهم الا الله
تأتي الاية الاخيرة لتكمل هيبة الله بكلماته امام العاقلين .. ذلك عيسى ابن مريم قول الحق اي ان كل ما قيل ما كان سوى من كلمات من يعلم ما لا يعلمه غيره
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق