الوفاء في أبهى صوره
يقول احد الممرضين السعوديين ذات صباح مشحون بالعمل في غرفة الطوارئ بمستشفى الملك فهد ألتخصصي وفي الساعة الثامنة والنصف صباحاً دخل علي عجوز يناهز عمره الثمانين لإزالة بعض الغرز من إبهامه وذكر أنه في عجله من أمره لأن لديه موعد في التاسعة بحيث لا اتأخر بعملي معه !..
فطلبت منه أن يجلس على الكرسي المخصص لإجراء الغيار على الجرح وتحدثت معه قليلاً .. وأنا ازيل الغرز فسألته عن طبيعة موعده ولما هو في عجلة من أمره ؟..
فأجاب : كل صباح أذهب إلى دار الرعايه لتناول الإفطار مع زوجتي ولا أريد أن أتأخر عليها !..
فـسألته : وماهوا سبب دخول زوجتك لدار الرعايه أصلاً ؟..
فأجابني بانها مصابه بمرض الزهايمر (فقد الذاكرة) ومنذ فترة وهي هناك ..
فقلت له : وهل ستقلق لو تأخرت عليها قليلاً ؟..
فقال لي : إنها لم تعد تعرف من أنا !.. ولا تستطيع التعرف علي منذ خمس سنوات مضت !..
فقلت له : ولا زلت تذهب لتناول الإفطار معها كُل صباح على الرغم من أنها لم تعد تعرفك ؟!..
إبتسم الرجل وهويضغط على يدي وقال : هي لا تعرف من أنا ولكني أعرف من تكون ؟؟
(هي لاتعرف من أنا ولكني أعرف من هي ..)(هي لاتعرف من أنا ولكني أعرف من تكون ..)
(هي لاتعرف من أنا ولكني اعلم من تكون ..)
إحترامي لتلك الروح النقيه التي تسكنك ياشيخي .. فبوفاءك ضربت لنا أعظم معاني الوفاء ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق