الخميس، 13 يونيو 2013

الفلاح والقوقه والبقرة


الفلاح والقوقه والبقرة


من زمان .. كان في فلاح اسمه درويش .. وهو مسكين درويش .. يمعط الجاجات ويسرق الريش .. أهبل على باب الله ..

وكانت زوجته فهيمة .. فهمانة .. بس غلبانه بعيشتها وبمشاكلها مع زوجها الأهبل درويش ..
يوم ضاقت الدنيا بوجهها .. وطفرت الحالة عندها ..

قالت له : خذ البقرة اللي حيلتنا .. وروح على المدينة وبيعها في السوق .. يمكن تجيبلك عشرة أو عشرين ليرة .. وقامت فهيمه حطت الزاد والزواده لدرويش ، وسحبت البقرة وسلمتها له..

وقالت له : اتكل على الله وروح للمدينة .. وإرجع قبل ما تغيب الشمس ..

سحب درويش البقرة .. وفي الطريق تعب وجلس يرتاح تحت شجرة .. وربط البقرة في الشجرة..  وفرش منديل الزاد والزواده .. ولسه بيقول بسم الله ..
سمع صوت القوقه (الغراب) فوق الشجرة ..
إطّلّع درويش فوق .. وقال لها : إيش يا قوقه بدك تشتري البقرة ؟!..
قالت القوقه : كوك .. كوك .. كوك
قال لها : طيب .. بتدفعي عشرين ليره ؟!..
قالت القوقه : كوك .. كوك .. كوك
قال لها : وين المصاري ؟.. تحت الشجرة ؟!..
قالت القوقه : كوك .. كوك .. كوك

قام درويش حفر تحت الشجرة..  شاف جرة فخار كبيرة مليانه ذهب .. ليرات ذهب .. عد عشرين ليره ذهب .. ورجع الباقي .. ودفن الجرة زي ماكانت..

اتطّلّع فوق .. وقال : هاي البقرة الله يبارك لها فيها .. وأنا أخذت حقها والباقي رجعته مطرحه ..
قالت القوقه : كوك .. كوك .. كوك

ودع القوقه وروح على بيته ..
استغربت زوجته فهيمة برجوع زوجها قبل موعده .. فقالت له : ما أسرع ما رجعت .. وين البقرة ؟..
قال لها : بعتها للقوقه بعشرين ليره ذهب ..

شافت المرة الفلوس الذهب وانهبلت .. وشدت في خناقه .. وما فكته إلا لما حكى لها القصه من طقطق لسلام عليكو..

قالتله : الله يعطيك العافية

وراحت بسرعة لعند الشجرة .. وشافت البقرة مربوطة في مطرحها .. دورت (بحثت) على الجره .. ولقتها مليانه ذهب .. حملت الذهب وخبته في أواعيها (ملابسها) ، وسحبت البقرة ورجعت عالبيت..

لما شافها درويش صار يصرخ ويلطم على وجه ويقول : حرام عليك يا مره تسرقي بقرة القوقه  !!..

خافت فهيمه يشكيها الأهبل للحاكم ..
راحت عملت زنقل وزلابيه (حلوى مثل العوامه "لقمةالقاضي") وطلعت فوق السطوح وصارت ترمي عليه .. وهو فرحان يلقُط ويوكل .. ويقول : يا سلام يا أولاد .. الدنيا بتمطر زنقل وزلابيه ..

وفي يوم زعل درويش من مرته فقال والله لروح للحاكم وأقول أنك سرقت بقرة القوقهواخذتي مصاريها ..

ما اهتمت فهيمه من كلامه وتهديده ..

راح الأهبل للحاكم وحكى له القصة من طقطق لسلام عليكم ..

استدعى الحاكم التركي فهيمه وسألها عن البقرة وجرة الذهب..

فقالتله : سلامه تسلمك يا سيدي الحاكم .. زوجي أهبل ومجنون .. بيتهيء له أشياء مابتصير .. وإذا مش مصدقني اسأله وقتيش صارت هذه الحكايه ؟؟؟..

سأله الحاكم ... فقال الأهبل : يوم ما مطرت الدنيا زنقل وزلابيه ..

ضحك الحاكم وقال لفهيمه : الله يعينك على هاالزوج .. 
خوذي زوجك وروحي على بيتك ..

قامت فهيمه ولمت عفشاتها ورحلت من بربره على بيرالسبع ..



انتهت
 
 
أصبر وأشد الجروح وأنزف فلا أطيح
حتى الحبيب ليضيع وياعاصف الريح

أكعد يا بعد الروح شوف أيش جرالي
مدري أبجي علبحر مدري أعلمه حالي

ألمن بعد أشكيه همي ومصابي
وألي أشتكي له صار هو عذابي

الرّوزنا

الروزنا


الرّوزنا

بالرغم أن الروايات لا تدل أن أصلها فلسطيني ولكن لانتشارها بفلسطين حتى أصبحت منّا سنتكلم عنها اليوم :
ع الروزنا ع الروزنا كلّ الحلا فيها
شو عملت الروزنا حتّى نجافيها

هذه هي الاغنية الشعبية المعروفة بالروزنا وهنالك عدّة روايات حول أصل هذه الاغنية ومنها  :

يروى عن حسناء اسمها روزنة أحبت شابا لكن أهلها زوّجوها بغيره ، فغنّى لها حبيبها هذه الاغنية.

ويحكى أيضاً :  

أن فتاة عراقية في مدينة الموصل كانت تتبادل أحاديث الحب مع أحد أقاربها عبر كوّة في جدار بيتها. أهل الموصل يسمّون هذه الكوّة روزنة ، وتعرف في بغداد بالرازومة.
فلمّا علمت أم الفتاة بأمرها ، أقفلت الكوّة
وقالت : ع الروزنا ع الروزنا كل البلى بيها
فردت الفتاة على أمها : شو عملت الروزنا حتى تسدّيها

وحكاية أخرى تقول :
أن الروزانا هي باخرة ايطالية غرقت في طريقها الى بيروت فألحقت خسارة كبيرة بـ أحدهم فقال :


ع الروزنا ع الروزنا كلّ البلى فيها
شو عملت لنا السنة الله يجازيها

أخيراً، الحكاية التي تروى عن فتاة لبنانية من قرية قرب صنين تدعى روزنا أحبّها شاب تطوّع في جيش إبراهيم باشا المصري ..
وعندما عاد الى البلدة وجدها متزوجة ، فغنى لها مطلع أغنية الروزنا :

عالروزانا عالروزانا كُلِ الحِلى فيها
شو عِملتِ الروزانا الله يِجازيها
عالروزانا عالروزانا كل الهنا فيها
وش عملت الروزانا الله يجازيها
يا رايحين لـِ حَلَب حُبي معاكم راح
يا محملين العنب وتحت العنب تفاح
كل مين وليفو معو وانا وليفي راح
يا ربي نسمة هوى ترُد الوِلف لِيّا



أنصحكم بسماعها ..

تقبلوا تحياتي
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=tZkhrrcxooU#t=0s


الميجانا

" الميجانا "

 

التي يختلف فيها البعض أن أصلها من الأراضي اللبنانية وانتقلت إلى فلسطين عن طريق الاتصال بين الشمال الفلسطيني والجنوب اللبناني .

ومما يروى فيها :
أن سيدة فلسطينية فلاحة على قدر كبير من الجمال ، اختطفها إقطاعي في الجليل ، وعلم زوجها الفلاح بذلك ، فأخذ يلف القرى والكفور باحثاً عن حبيبته التي هرب بها الإقطاعي وكانت أهات فلاحنا تتردد في الوديان والسفوح حتى تحولت إلى زفرات ثم لكلمات حارقة .
وأصل كلمة ميجنا " يا من جنى ...!
وتصاعدت الآهات حزناً على الحبيبة ، وعندما اخترع الفلاح الفلسطيني هذا الأسلوب بعد تجربته المريرة رددت الأجيال من بعده هذه الكلمات لتصبح لوناً غنائياً يعبر فيه الفلسطيني عن آلامه وأماله

وقيل أيضاً :
من ( يا ماجنة ) بمعنى ايتها العابثة المحبة للمزاح والاستهتار

ويقال :
ويُعتقَد أنها من أصل كلمة (المِجنّ) العربية. وهي أداة تُستعمل لدقِّ الحبوب، وتُدعى أيضا في أيامنا "بالهاون". ونذكر هنا للتوضيح المقولة العربية: "قَلَب له الزمن ظهر المجن" أي أن الدهر انقلب على ذاك الإنسان فساءت أحواله وأصبح يُطحَن بهموم الحياة
بعد أن ذاق رَغَد العيش في الماضي. وهذا وصف لحال الأهل والأحبه وعذابهم الشديد لألم فراق المحبوب وهجرته لهم.

العتابا .. الفلسطينية

العتابا


العتابا كلمة من العتاب ، اللوم ، يُختلف حول أصلها ، فهناك من يقول بأنها من العراق ثم انتقلت لبلاد الشام ، ويقال انتشرت بآخر العصر العباسي ، والأرجح بأنها انتشرت بفلسطين فيقال بأن شابا اسمه ( محمد العابد ) قضاء عكا احب فتاة اسمها ( عتابا ) كانت تقول مثله الشعر كان حبهما عذريا ، ذات يوم ذهبت بناة القريه لصائغ لعمل الخلاخيل عتابا ذهبت معهن ولانها كانت جميله أخرها الصائغ عنهن يبيت السوء ولتأخر الوقت ذهبت الفتيات وبقيت عتابا وفهمت غرضه فرفضته ، وكان محمد ينتظر بالقرية وعندما لم يجدها مع الفتيات انطلق يبحث عنها فوجدها تبكي بالطريق والصائغ خلفها يحاول اقناعها فهم يقتله فمنعته عتابا لئلا يفضح حبهما فعاد بها للقرية وتركها بالقريه لئلا يشاهدهما احد ، اتفقا ان يرمي لها قميصه من سور البيت لتغسله ع العين باليوم التالي وفعلا اخذته ، وان لم يكن هناك احد خلعت ثيابها ولبست قميص حبيبها وقبلته فسمعت صوتا يقول :
بدالي من جمالك ما بدالي .. يا عود الحور خيم علالي
مسعد يا قميصي يالكنت بدالي .. على الجسم نظيف وشعر ماب
فعرفت صوته انكرت عليه فعلته واقسمت ان لا تكلمه ابدا وقالت :
جميله يا محمد العابد جميله .. علبس الثوب بتحملنا جميله
محرمه داركو ان عدنا نجيلا .. حتى يشيب النسر ويبيض الغراب
خجل محمد وندم ومهما حاول المصالحه عبثا ، ومرت الاشهر فقال يوما لصديقه تحت الحزن ما حصل ، فشار عليه التظاهر بالمرض ففعل وزاره كل الناس الا عتابا فمرض حقا وطال مرضه ، فشار عليه صديقه ان يتظاهر بالموت ووصى ان لا يغسله الا صديقه ثم يترك لصديقه الباقي ففعل وغسله وكفنه ووضعه ليحمله اقاربه وسارت الجنازة فما ان اقتربت من دار عتابا صاح صاحبه الفاتحه على روح محمد العابد فسمعت وطار عقلها واندفعت تنشد :
مضيت العمر اتحاور انا وياك .. ما حدا يدري بمحبتنا انا وياك
انا تمنيت هلموته انا وياك .. بقلب حفره ونشبك العشره سوا
يمن كنتو ايادي الخصم لاوين .. حبكو بالقلب فاتح لواوين
بالله يا حاملين النعش لا وين .. حطو النعش تنودع هلحباب
فقال صديقه يا ناس حرام عليكو حطو النعش تودعه عتابا
فوضعوه وابعد صديقه الناس لئلا تخجل عتابا من الناس فقبلته قائله سامحني يا محمد فهب من نعشه وطوقها بذراعه وقبلها فصاح صديقه : الله اكبر الميت طاب فكرر الجميع نفس الكلام فقرروا تزويجهما
، يتركب دور العتابا من بيتين او اربع اشطر الثلاثة الأولى على قافية فيها جناس بأن يتفق اللفظين بالنطق ويختلفا بالمعنى وينتهي الرابع بالباء الساكنه مسبوقة بألف او فتحه :
مثال : يا سمرا ليش عا قلبي ما تلفي .. بعدك عيشتي صارت متلفه
صبح فينا متل شمس ومتل فيّ .. منركض ما حدا بيلحق حدا

وقيل أيضاً في العتابا :

قيل أن أمير في منطقة الشاغور والجرمق في شمال فلسطين ,أحب فتاة جميلة جداً وكان من كثرة حبه لها يغار عليها فلا يحب أن يراها الناس فأسكنها في الغابة وأثناء ذهابه في رحلة صيد جاء بعض المارة ورأوها واختطوفوها وقيل لا بل أنها قد هربت فبدأ يعاتبها في الشعر ويلومها.
وهناك مقولة تقول أن العتابا خرجت في العصر العباسي عندما نكل هارون الرشيد في البرامكه فعاتبه موالي البرامكه بالعتابا ولكونهم موالي سمي موال ولكون الموضوع عتاب سميت عتابا.



ووجب التنبيه هناك روايات أخرى لأصل التسمية قد نتطرق إليها مستقبلاً ..

أسطورة الدلعونا وظريف الطول

أسطورة الدلعونا وظريف الطول



يقال أنّ عناة هو الاسم لإحدى معبودات الكنعانين ..
وكانوا يعتبرونها آلهة الخصب عندهم ..
يعنى التجدد والولادة


ظريف الطول ..
اسم كان يطلق على شاب لأنه كان جميل الطول..
والظرف من الاستحسان والتجميل والزريف من الزرافة وهو تشبيه بعنق الزرافة الطويل .

يحكى أن في احدى القرى الشمالية من فلسطين .
كانت تسكن هناك فتاة اسمها على اسم الآلهة عناة 
احبت عناة ظريف الطول وهو احبها حب قوي وكانو لا يفترقوا ابدا ..
يلتقون على نبع ماء بالخفاء .. 
 
عندما علم أهل القرية بهذا التقارب بين عناة وظريف الطول بدأت المشاكل والحروب لتفرقة عناة عن ظريف الطول ..
وقام أهل عناة بسجنها داخل المنزل يحرسها اخواتها وأولاد عمومتها حتى لا ترى ظريف الطول ..
وذلك بسبب العادة المتبعة أنذاك ..
أي تفضيل الزواج من ذوي القربة اي اولاد العم وما شابة ..
لهذا حزن ظريف الطول حزناً شديداً وبدأ لا يطيق المكوث في قريته حيث منع من مشاهدة حبيبته ..
ومن جهتها حاولت كثيرا رؤيته ..
ولكن دون جدوى تدهورت حال عناة كثيراً عندما علمت أن ظريف الطول ينوي الرحيل من القرية ..
ونقلت صديقتها الكلام وهي تعتصر حزنا على عناة ..
وصلت إلى ظريف الطول وقالت له على لسان عناة . ..

يا ظريف الطول وقف توا اقولك
رايح عالغربة بلادك أحسنلك
خايف يا المحبوب اتروح وتتملك
واتعاشر الغير وتنساني أنا

جن حنون ظريف الطول عندما سمع هذا الكلام من حبيبته عن طريق صديقتها ..
 
وحزم أمتعته ورحل ولام عناة بهذا الكلام كيف تفكر بهذا التفكير ..
وهل من المعقول أن أنساك بعد كل هذا الحب وهذه المعاناة ..
وتحمل مرارة الفراق كيف تشك بي .. 
أنا راحل حتى ترتاحي أنت وأهلك يطلقون سراحك بعد أن يتأكدوا أني رحلت ..
إني أضحي بحياتي من أجلك ولم أهجرك لأتملك أراضٍ في بلد غير قريتي التى ولدت فيها وترعرت وحبيتك بمحبة أرضي إلا أني إعتبرك أنت والأرض لا تتجزآن وأنا لا أفكر بأن أحب غيرك تأثراً كثيراً من هذا الكلام ..
ورحل ظريف الطول عن قريته حزيناً مهموماً ..
وبدأ يتنقل من بلد الى بلد دون أن يحاول شراء أرض أو بيت فعاش بعيداً عن أرضه وحبيبته والحزن يرافقة وألم في داخله .. 
 
وكان يغني :
دلوني على عناة ومع الزمن تحولت الى دلعونا

حكاية ستي حكاية

حكاية ستي حكاية


حكاية ستي حكايه دمعت لأجلها العين بيوم من أيام الربيع بجنب العين وبظل شجرة تين جالسه لوحدها كفها على خدها وبكفها الثانيه صوره بلا ألوان ..
ستي يا ستي هذي صورة مين ؟!.. 
هذي يا ستي صورة جدك في الثمانيه وأربعين !.. 
شوف بارودته !!!.. 
يا صلاة الزين ..
وهذا الفشك معلق على صدرو اشتراه بالدين ..
ترك الرزق للرزاق يا ستي وسبع أطفال بعمر الورد ..
وقال الأرض مثل العرض يا ستي ولازم نحرر فلسطين ..
ركب الأصيله يا ستي ومثل الأسد سرى قبل الفجر وباقي الربع نايمين ..
ومن يومها يا ستي ما شافتو العين ..
أقسمت يا ستي وربي عاهدت الحنه على شعري محرمه ومعها كحل العين ..
ليرجع زين الشباب جدك على المُهره منصور ومرفوع الجبين ..
مرت سنين بعد سنين لا المُهره رجعت يا ستي ولا تحررت فلسطين ..
والشعر شاب ونشفت دموع العين ..
وانا على العهد يا ستي ..
لا حنه ولا كحله لتتحرر فلسطين ..

أسطورة "جفرا"

أسطورة "جفرا"



الـ"جفرا" هي حكاية من عشرات الحكايات التي صنعت وبلورت التراث الفلسطيني.
ولدت ...الـ"جفرا" في قرية اسمها "كويكات" في الجزء الشرقي من سهل عكا ,وهي إحدى قرى
قضاء عكا في لواء الجليل الأعلى, وتقع إلى الشمال الشرقي منها وتبعد عنها حوالي 9كم. وتبلغ مساحة قرية "كويكات" 4723 دونما, وقد اشتغل أهلها في الفلاحة والرعي كباقي
قرى الجليل الأعلى. كانت الـ"جفرا" وحيدة أبويها فلا إخوة ولا أخوات, ولم تتلق التعليم, في حين كان أولاد القرية الذكور
يتلقون التعليم في مدرسة (كفر ياسيف) القريبة من قرية "كويكات". وتقول الإحصاءات بأن عدد
سكان القرية كان يقارب الـ 1050 في عام 1945، ومتكون من 163 بيتاً. قرية كويكات وتقول الحاجة (هـ.ح) , واحدة من العشرة المتبقين من أبناء قرية "كويكات "من جيل النكبة الأولى
حول الحياة في القرية : (( كان أهالي قريتنا يشتغلون بالفلاحة، كان لنا أرض نزرعها بالزيتون. في "ترم" الصيف كنا نزرع البطيخ والتين والصبر والحمضيات و القمح والشعير والحمص
والبامية والكوسا والخيار من أرضنا و"برسيم" نطعمه للخيل.كنا نزرعه في أول الصيف وفي
شهر 6 نحصدها ثم نضعها على "البيدر"…

كنا جميعا فلاحين. في "ترم" الشتاء كنا نأكل الزيتون الذي حفظناه ونأكل التين الذي جففناه والذي يسمى الـ "قطين"،
من خلال وضعه على أسطحة الدور ليجفف وهو موضوع على "البلان" وهي نبتة يسرها الله لنا
لقضاء حاجات الناس، هذه النبتة مرتفعة عن الأرض وتحتها مجرى هواء وبذلك يجفف التين وهو
معرض للشمس. وكنا نزرع السمسم ونحفظه أيضا للشتاء ونأكله مع "القطين" وكنا أيضا نعتمد
على الذرة الصفراء لفصل الشتاء. شجر الزيتون في قرية الكويكات كان أهالي القرية يملكون الكثير من الدجاج والأرانب ويعتمدون عليها في أكلهم.لكن لم يكن كل
الفلاحين يحبون الاشتغال في الزراعة، مع أنهم كانوا يملكون أراضي، فاشتغلوا بالتجارة ومنهم
زوج الـ"جفرا")) من لم يعشق جفرا … "
الجفرا" لم يكن اسما بطبيعة الحال، وإنما لقب أطلقه الشاعر "أحمد عبد العزيز علي الحسن"
عليها تشبيها لها بابنة الشاة الممتلئة الجسم. وقد عرف الشاعر بين أبناء القرية باسم "أحمد
عزيز". أما اسم الجفرا الحقيقي فهو كما تروي لنا الحاجة (هـ.ح) : (( "رفيقة نايف نمر الحسن" من
عائلة "الحسن" وامها "شفيقة إسماعيل". كانت سمراء اللون، ذات ملامح ناعمة، وكانت أمها
خياطة تهتم بابنتها الوحيدة وتحرص عليها وتعززها وتكرمها وتظهرها بأجمل حلة. وكان "أحمد
عزيز" ابن عمها مفتول العضلات ويحترف قول العتابا والزجل ،تقدم لخطبتها وتمت الموافقة
وتزوجوا فعلا وهي في سن الـ16 تقريبا. أما " أحمد عزيز" فكان في حوالي الـ20 من عمره.
وأعراسنا كانت كسائر أعراس الفلاحين في فلسطين، يعزف فيها المجوز والشبابة والدربكة،
وكان الأهالي يرقصون الدبكة نساءا ورجالا. ولم يتوفقا في زواجهما، وأرادت أمها ان يتم الطلاق وطلقت فعلا. ولم يستمر زواجهما سوى
أسبوع واحد، ولم يكن الطلاق أمرا سهلا فقد قامت بالهروب، وهو قام بملاحقتها حتى استقرت
في بيت أهلها. وتمت محاولات لإرجاع الجفرا لبيت زوجها إلا أنها رفضت ذلك. بعد ذلك بفترة تزوجت الجفرا من إبن خالتها " محمد إبراهيم العبدالله " .وعندما قطع "أحمد عزيز " أي أمل في رجوع جفرا إليه شعر بمرارة شديدة لحبه الشديد لها.

وكان أهالي القرية يمرون امام بيت الجفرا لأنه يطل على الطريق المؤدية لعين الماء، وكانت هي
\أيضا تخرج مع الأهالي متوجهة للعين، فكان يقول فيها شعرا كلما رآها وهي في طريقها للسقاية
من عين الماء، حاملة جرة من فخار : جفرا يا هالربع نزلت على العين جرتها فضة وذهب وحملتها للزين
جفرا يا هالربع ريتك تقبرينــي وتدعسي على قبري يطلع ميرامية وقد رزقت الجفرا ونحن في فلسطين بعد زواجها من ابن خالتها بابن اسمه "سامي" وبنت
اسمها "معلا". أما "أحمد عزيز" فقد استمر بالتشبيب بالجفرا في قصائده وعتاباه ، وجمعها في كتاب أسماه
كتاب "الجفرا".)) وقد لقب الشاعر نفسه بـ"راعي الجفرا"، وذكر الشاعر عز الدين مناصرة بأن الأغنية ولدت
حوالي عام 1939، وأصبحت نمطا غنائيا مستقلا في الأربعينات، وانتشرت في كافة انحاء فلسطين
ثم وصلت بعد عام 1948 إلى الأردن ولبنان وسوريا. وقد عرف الشاعر الشعبي "أحمد عزيز" بصوته الشجي الحنون، ومن أغانيه (على دلعونا): ست الجفاري يا ام الصـنارة وأخدت الشهرة عاكل الحارة
لوفُت السـجن مع النظـارة عن كل اوصالك ما يمنعونـا إجا لعنّا حبــي بــالسهرة راكب عَ كحيلة ووراها مهرة
واسمعت إنو صارت له شهرة بقول الغناني وشعر الفنونـا ويقول الحاج عبدالمجيد العلي في كتابه عن قرية كويكات : (( كان موقع "أبوعلي" (أحمد عزيز)
في أول الصف روّاسا على تقسيمات الشبابة ونقتطف من بستانه جفرا ويا هالربع بعض المقاطع : 
جفرا ويـا هالربـــع بتصيح يـا اعمـامي
ماباخـــذ بنيّكــم لو تصحـنوا عظامي
وان كان الجيزه غصب بالشـرع الإسلامـي
لرمي حالي في البـحر للسمـك في المــيه تمنيت حـالي أكــون ضابـط بالوظــيفة
لاعمل عليـها حـرس مع وقـف الدوريـه
وقعد لــها خــدام حتى تـظل نظيـفـه
يظلوا يخــدموا فيها في الصبح وعشـية)) 

والقارئ للأبيات الأخيرة يلحظ بأن الشاعر "أحمد عزيز" يغني على لسان الجفرا التي رفضته زوجا، ثم لسانه وهو يصف حبه لها.

لن تمروا ..

لـن تـمـــــروا .. 

كان فارس طفلاً عادياً يحب السبانخ ولحم الحبش يعشق الدبكة الشعبية ودروس الرياضة والدين. كان حنوناً إذا اشترى شيئاً لا يأكل منه إلا بعد إخوته وكان حنانه على أمه أكثرمن إخوته لذلك كانت له معزة خاصة في قلبها بسبب حنانه الزائد. ولم يكن طفلاً عادياً بل كان شقياً يقفز من أماكن مرتفعة وكان والداه يخافان عليه أكثر من إخوته وكان جريئاً وشهماً ولم ير في مثل سنه تلك الجرأة فكان أبوه يرسله بعد منتصف الليل لشراء الحاجات بعد أن يطلب من إخوته فيمتنعون لأنهم خائفون ويجد فارس يقوم ويذهب وحده لإحضار ما يريدون ولا يخاف. ولم يكن طفلاً عادياً بل كان داخله كمية غضب هائلة ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي.
يستقيظ فارس في صباح ذاك اليوم وهو الذي يحفظ أغاني الانتفاضة ويرددها ويجلس على الشباك ويسمع صوت إطلاق النار فيقفز من مكانه ويقول هذا اشتباك أو رصاص حي أو مطاطي وهذه قنبلة غاز أو قنبلة صوت. ومرة قال "آه يا أمي لو أن لديكي مالاً فنشتري سلاحاً " فتسأله : أتعرف في السلاح يا فارس ؟ فيقول لها: سأتدرب عليه وانا أرى السلطة الوطنية وهم يستخدمون السلاح وسأتعلم منهم . ليخرج بعد الظهر و يسجل اسمه في المتطوعين الذين يرغبون في التدريب على السلاح دون معرفة أمه بذلك.
بلغ فارس عامه السابع وحدثت الانتفاضة الأولى ليخرج فيها هذا الطفل ليلقي الحجر فتخاف أمه عليه فتقول له : الحجر لن يفعل شيئاً فيقول: حجري قنبلة وسيفجر اليهود تفجيراُ.ينتهي العصر وتقارب الشمس على المغيب عندما يرى فارس جندياً اسرائيلياً يخرج الكاوتشوك ويشعل فيه ناراً ليعمل متاريساً أمام بيته؛ يراه الجنود الاسرائيليون فيدخلون البيت لضرب أفراد العائلة جميعاً دون استثناء .. ذكوراً وإناثاً ... مما جعل العائلة تنتقل من المنزل إلى منزل آخر في منطقة داخلية بعيدة عن تواجد الجنود.
يحزن فارس لذلك ، فيخرج في صباح اليوم التالي أحد المسؤولين عن الجهاد في المنطقة ويطلب منه المشاركة فيقول له : انت صغير فيغضب، فيعطيه منشورات وبيانات ليقوم بتوزيعها وكان يفعل ذلك بمنتهى الجدية والحماس.
تمر الأيام وتشتعل الانتفاضة بعد تدنيس شارون للمسجد الأقصى ليفاجأ والده باعتقال الشرطة الفلسطينية في غزة لفارس مع شقيقيه جميل ومحمد واتصلوا به فذهب لإخراجهم وسأل الضابط المسؤول :لماذا أمسكتموهم ؟ فقال : لأن فارس كان يحاول العبور لليهود من السلك الشائك عند مستعمرة (نتساريم) وكانوا يطلقون النار بكثافة فخفنا عليه وأمسكناه.
ويمرالأسبوع الأول للانتفاضة ويواجه فارس أحد الجنود الإسرائيليين فيقول له : "اذهب لأمك" انت طفل صغير ماذا أتى بك هنا ؟! فما كان من فارس إلا أن جرى وراءه بحجر فهرب منه وفارس يصرخ "انت من الذي أتى بك هنا هذه ارضي!!". يهرب الجندي ويتجه فارس إلى معبر المنطار ليلاقي صديقه رامي هناك ، فيتعمد تحدي الدبابة والاقتراب منها وأحياناً كان يقوم بممارسة هوايته في الدبكة الشعبية على بعد أمتار قليلة منها.وعندما يسأله رامي: لماذا تفعل ذلك ؟ كان يجيب بأغنية :" لو كسروا عظامي مش خايف ولو هدوا البيت مش خايف ".
اعتاد فارس ألا يستمر في المدرسة أكثر من ثلاث حصص وفي الفسحة يهرب إلى تل المنطار وهي منطقة المواجهة الشهيرة في غزة . ورغم أنه لم يكن يحضر أكثر من الحصة الثالثة إلا أن درجات امتحان الشهر الذي حضره تشير الى تفوقه. يخرج من المدرسة ليلقي الحجارة على سيارات الجيب الإسرائيلية والجنود لا ينزلون منها خوفاً من الحجارة .
ويشرق صباح جديد .. ويخرج من المدرسة بعد الحصة الثالثة ليصنع زجاجة مولوتوف يحرق فيها دبابة ليهزأ بالجنود ويدبك أمامهم فلا يستطيعون الإمساك به أو اصابته فيرمونه بالغاز. يعود إلى البيت لترى أمه ما حل به فتمنعه من ذلك وتحذره وتقول له: أنت لا تعرف أين تصيبك رصاصات اليهود ويمكن أن تقضي حياتك عاجزاً ولا تستشهد، فيرد : والله سأستشهد والله سأستشهد!!. يعلم أبوه بالأمر فيقلق عليه ويغلق عليه البيت حتى لا يخرج .. فما كان من فارس إلا أن قفز من شباك المطبخ بارتفاع ثلاثة أمتار ونصف وهرب إلى المنطار ، فتتبعه أمه لتحضره من المواجهات وعندما رآها عاد قبلها وقال بأنه كان يلعب الكرة مع أولاد عمه وعند سؤالهم يكذبون لأنهم كانوا أيضاً في المنطار. لم تكن الأم قادرة على فارس الذي كان يستفزه منظر الدم في التلفزيون واذا رأى مصاباً أو شهيداً يصيح كالمحموم وتغلي الدماء في عروقه ويقفز ويختفي وعدة مرات تجري أمه وراءه في الشارع وهو حافي القدمين لتمسكه وعندما يختفي من أمامها تعرف مكانه دون سؤال أحد فتذهب للمنطار. وكانت دائماً تحاول تهدئته فيقول: "اليهود يضربوننا .. اليهود عبروا على الاقصى والاقصى لنا ولابد أن نأخذه".. فتقول له: يافارس أنت صغير دع الأقصى للكبار".. فيقول: "الكبار لا يأخذون شيئاً نحن الصغار نأخذه .. نحن سنعيد كل ما أخذه اليهود" وتقول له: يافارس الإسرائيليون هوايتهم الإصابات التي تجعلك عاجزاً أو مشلولاً فيرد أنه لن يصبح عاجزاً أو مشلولاً. وبرغم كل محاولاتها معه لم تتوان عن الذهاب الى المنطار يومياً لإحضاره وبعد أن تحضره يضربه أبوه بشدة فيغلق على نفسه الحجرة بالمفتاح ويصيح لأبوه.. "لو كسروا عظامي مش خايف ولو هدوا البيت مش خايف" ويغنيها لابوه وهو يدبك..
وفي أحد الأيام جاءت ابنة عمه في السادسة صباحاً إلى أمه وقالت "ألم تشاهدي فارس أمام الدبابة على التليفزيون" وقالت لها: لا لم أره ،اذهب كل يوم لاحضاره وأنا رأيته قريباً من الدبابة فقالت للأم : افتحي التليفزيون وكان هو نائماً: فأيقظته وبكت وهي تراه على الشاشة أمام الدبابات يقذف الحجارة ويقول : لن تمروا .. لن تمروا ... ولا يخاف فتوسل إلى أمه ألا تخبر أباه لكنه بعد تصويره سرق من خاله الشرطي لثاماً كانت تسلمه لهم قوات الشرطة الفلسطينينة وذلك ليخفي وجهه حتى لا يعرفوه إذا تم تصويره.
------
كل ذلك لم يثن فارس عن الخروج للمواجهات ففي صبيحة اليوم التالي بدأ فارس بأخذ ملابس في حقيبة المدرسة ليبدلها قبل عودته من تل المنطار خوفا من أن يروا الدماء على ملابسه أو التراب إذا وقع من جراء قنابل الغاز المسيل للدموع ليثبت لأبيه أنه لم يذهب للمنطار. ومرة أخرى .. يكشف فارس أمام أبيه ويحبسه في حجرته لكنه يتمكن من الهرب عبر النافذة والنزول مستخدماً أنبوب المجاري .
لم يستطع والديه اقناعه بتخفيف خروجه للمواجهات فجاءه عمه و قال له "يافارس شادي استشهد ولم يحصل شيء" فقال له: "لا يتكلمن أحدكم معي .. يجب أن أقاتل اليهود حتى يخرجوا من بلادنا". ويخرج فارس ويطلب من خالته اكليل الزهور الذي وضعوه على جثمان الشهيد شادي في الجنازة فأعطته له وانقبض قلب أمه لما رأته وسألته: لماذا أحضرت الأكليل يافارس؟ فقال: أريد ان أضع صورتي فيه فصرخت :"صورة من ؟؟" فقال: صورة الشهيد فارس .. وأخذت تتوسل اليه أن يرجع الاكليل الى خالته وقالت له : قلوبنا محروقة على ابن خالتك شادي "فلا تخوفنا" ،فقال :"لا تخافي ياأمي الشهادة جميلة وأنا فداء الأقصى" هو يقول ذلك وأمه تبكي وتقول له : عمرك 14سنة مازلت صغيراً !! ،فيقول: "لا .. أنا عمري اكثر من 20سنة وأريد وضع صورتي في الاكليل" وفعلاً وضع الصورة في الأكليل وخبأه من والده على سطح المنزل.
ويأتي يوم ميلاده ويكمل فارس عامه الرابع عشر ويطلب من أمه إقامة حفلة ولكنها ترفض .. فيذهب إلى زوجة خاله فيقول : أقيموا لي عيد ميلاد وإلا احتفلت به في المنطار..
وبعدها بأربعة عشر يوماً استيقظ فارس مبكراً في السادسة صباحاً وقال: ياأمي حلمت أن شادي ابن خالتي جاءني في المنام وقال لي : فارس.. فارس اذهب إلى المنطار ، فقلت له: نعم أريد أن أثأر لك .. ، فأخذت الأم تبكي وتقول له : يافارس الثأر لن يأخذه الحجر ،والحجر لن يفعل شيئاً أمام الدبابة فقال:"والله ياأمي الحجر يهزهم هزاً" وتقول له: "الحجر لا ينفع" فيصرخ: "بلى ينفع .. لاتقولي لا ينفع !!". وبعد ذلك ارتدى ملابس جديدة فقالت له أمه: يافارس هذه ليست ملابس المدرسة.. وأنت ذاهب للمنطار، فاقسم أنه سيذهب إلى المدرسة واتجه للباب ثم توقف وعاد ونظر الى وجه أمه يتأمله وسألته "أتريد شيئاً يافارس؟".. قال: لا.. وفي هذه الأثناء كان زملاؤه ينادون عليه حتى لا يتأخروا عن المدرسة ويدقون جرس البيت لكنه ذهب مرة ثانية الى الباب ثم عاد ينظر لأمه في استغراب وتسأله وهو يرد : لا ،وانقبض قلبها عندما فعلها لثالث مرة وحدثتها نفسها أن شيئاً سيحدث وقبل أن يخرج قال "مع السلامة يا أمي" .. فقالت له : "مع السلامة يافارس. لا تذهب إلى المنطار" .. فقال: "والله ذاهب إلى المدرسة" وكانت أول مرة يقسم أنه ذاهب للمدرسة وخرجت مسرعة للشباك فوجدته واقفاً يتأمل البيت من الخارج بينما زملاؤه سبقوه الى المدرسة. وكررت عليه يافارس لا تذهب الى المنطار وظلت تراقبه حتى غاب عن عينيها واتجه الى المنطار ولم يكونوا موجودين في ذلك الوقت المبكر، فذهب الى المدرسة متأخراً فسأله المدير: اين كنت؟ فقال: "كنت أشتري أغراضاً لأمي"، فصدقه المدير وأدخله المدرسة فسأله فارس :هل سجلت غائباً الحصة الأولى؟ فسامحه المدير وقال له : أنت حضور ،ولا تتأخر ثانية. وبالفعل حضر الحصة الثانية والثالثة وبعدها خرجوا للفسحة وكان زملاؤه يلعبون لكن فارس قال لأحد زملائه "أتأتي معي إلى المنطار" فرفض وقال إن أمك ستأتي للمدرسة ولن تجدك فستذهب للمنطار .. فرد عليه فارس "اسمعني.. في أذني من يردد أنني سأستشهد اليوم" ورفض زميله لكنه ساعده في تسلق سور المدرسة للذهاب للمنطار ،وبعد أن قفز من على السور قال لصاحبه : اذهب وقل للمدير فارس استشهد.
توجه فارس الى المنطار وهناك ضربه جندي من الشرطة الفلسطينية بجلدة على ظهره لأنه كان يقترب كثيراً من الدبابات وقال له لا تواجه من قرب وابتعد قليلاً ، ولكنه لم يستمع له وأخذ يقذف الحجارة على الدبابة من مسافة قريبة تقدر بأقل من خمسة أمتار ومن حماسه انخلع حذاؤه فاستدار ليأخذه فأطلقوا النار عليه من الدبابة فأصابوه في عنقه وكان على رشاش الدبابة كاتم صوت لذلك لم يعرف زملاؤه انه أصيب فقال لأحدهم : أحضر لي حذائى.. فرد عليه: "أنا لست مجنوناً الحذاء أمام الدبابة تعال بسرعة ابتعد عن الدبابة" .. فقال لهم : أنا أصبت فقالوا كذاب يافارس ما سمعنا صوت رصاص ولم يصدقوا إلا بعد ان ارتمى عليهم ومال برقبته على الأرض فرأوا مكان اصابته والدماء تسيل على ملابسه.

----
وعندما رآه الجندي الاسرائيلي ارتمى بين زملائه وهم يريدون إسعافه أطلق النار عليهم جميعها فانبطحوا أرضا ومعهم فارس وزاد إطلاق النار بشكل مكثف وعشوائي باتجاههم وظل فارس ينزف على الارض ولم يستطيعوا إسعافه وزحفوا بعيداً لكنه لم يستطع لاصابته وظل ينزف على الارض وبعد حوالي ساعة توقف الرصاص فسحبوه وكان فاقد الوعي بلا حراك وحمله أحدهم وجرى به على الإسفلت بحثا عن سيارة تنقله لمستشفى الشفاء ولم تكن هناك سيارات اسعاف لأن الوقت كان مبكراً على المواجهات التي تكون مع خروج الطلاب من المدارس.
اتصلوا بأمه من المنطار وقالوا لها : فارس أصيب .. فقالت لهم: فارس لم يصب أنا أكيدة من استشهاده اليوم، وقالوا لها: اذهبي إلى مستشفى الشفاء .. فوصلت إلى هناك بسرعة وقابلت الطبيبة وقالت لها: فارس مصاب ... فأخذت تدعو الله وتقول الحمد لله وتتمسك بالأمل ان يظل مصاباً وسألت الطبيبة: أريحني أنا أعرف أنه شهيد ... فقالت : سيحتاج عملية لأربع ساعات .. قالت: ولو عشر ساعات سأظل هنا حتى أطمئن عليه ... فقالت لها: "اذهبي" ... فقالت الأم: لا .. وجاءها أحد الشباب الذين أحضروه إلى المستشفى وأخبرها بأن فارس استشهد في المنطار وأحضروه الى هنا شهيداً و فقدت الوعي لتفيق بعد ذلك في البيت بعد أن نقلوها إلى هناك. ويذهب أخوه سعيد إلى أبيه في العمل ويقول له : فارس أصيب .. سأله: أين اصابته فقال: في الرأس وأدخلوه غرفة العمليات .. فقال الأب: الحمد لله .. فارس استشهد ،وذهب الى مستشفى الشفاء ولم يستطع الدخول لرؤيته فعاد إلى البيت وبعد الظهر اتصلوا به للحضور لأخذ بياناته وعاد للمستشفى وقال لهم :أنا والد الشهيد فارس وأريد ان أراه.. ووجده مسجى في صالة واسعة وليس في الثلاجة ودخل عليه ووضع يديه عليه وقال له: مبروك عليك الشهادة يافارس أنت قبلتها وأردتها وهي اختارتك ياشهيد وودعه وقبله وقال: السلام عليكم.
وفي العزاء حضر شرطي فلسطيني وقص على أهله بأنه ذات مرة أطلق الجنود الاسرائيليون الناروحاول الشرطي انقاذ فارس عندما أطلقوا النار على رأسه فاحتضنه الشرطي فأصابته الرصاصة في يده وأغرقت الدماء ملابس فارس وعندما عاد صرخت أمه وظنت انه أصيب لكنه قال: "كنا نسعف المصابين ولم يحدث لي شيء " إلا أن الحقيقة لم تظهر إلا بعد استشهاده لتخرج أمه إلى شجر الزيتون وراء البيت فتجده قد خبأ مقلاعاً بين الشجر.
وبعد استشهاده .. ظهر قاتله على التلفزيون الاسرائيلي وهو من الدروز واعترف بضربه بالدبابة برصاص عيار 500 ملم فقطع أوتار رقبته من كثرة استفزاز فارس له.
في اليوم الثامن الذي أعقب استشهاده تأخر أخوه محمد في العودة وكان أبوه نائماً. فسمع صوت الجرس فنادى وهو نائم "فارس ابني افتح لأخوك وذهبت أمه لابوه فأيقظته وقالت له : وحد الله واتشهد فارس شهيد الآن".
وعلى مائدة الإفطار جلس عيسى ابن الخامسة تاركاً بينه وبين والدته مقعداً فارغاً مزيناً بإكليل من الورد تتوسطه صورة الشهيد فارس عودة ابن الرابعة عشرة.وكانت العائلة المكونة من ستة أفراد تنتظر مدفع الإفطار وهي تمعن النظر باتجاه مقعد فارس.. كانوا جميعاً يعقتدون بأنه جالس معهم على مائدة الإفطار بينما كان عيسى وهو أصغرهم يدرك عكس ذلك وإلا لكان ملأ الدنيا ضحكاً وضجيجاً بمداعبات فارس. كانت والدة فارس والملقبة "بأم السعيد" تكابر أمام أولادها فتخبئ دمعاً في عينين ذابلتين وألماً في قلب كسير وتطلب من طفلها عيسى ترديد أغنية فارس المفضلة التي طالما ردداها معاً.
" لو كسروا عظامي مش خايف لو هدوا البيت مش خايف " كان عيسى يردد أنشودة فارس بطلاقة لا تتناسب مع صغر سنه وان عجز لسانه بفعل الدموع التي كادت تخنقه في إكمال الأنشودة حتى نهايتها.
شهور والأم تجري وراء فارس من المنطار إلى (نتساريم) إلى (ايريز) إلى بيت حانون ولم تصنه ولم تحفظه من الموت ولم تستطع حمايته من اليهود.. وهل من العدل أن طفلاً يقذف حجراً على دبابة فترد برصاص 500مم في رقبته وتقطع شرايينه ويتركوه ينزف حتى الموت في أي عالم نحن وفي أي دولة يحدث هذا غير في فلسطين؟؟!! واستشهد فارس في 9 نوفمبر في معبر كارني بعد عشرة أيام من التقاط الصورة الشهيرة له وهو يقذف دبابة اسرائيلية بحجر صارخاً : لن تمروا ... فقد أطلق عليه النار وهو ينحني لالتقاط حجر..
ترجل الفارس بعد أن سجل للتاريخ صورة طفل تحدى بعظامه ولحمه الطري دبابة ..ترجل الفارس ولا تزال الصورة تنطلق بأشياء وأشياء دم وعظام تقفز من أسرتها ومن بين ألعابها لتقاوم دبابة ترجل فارس وظل عيسى يردد من بعده بجانب مقعده الفارغ على مائدة رمضان " لو كسروا عظامي مش خايف.. ولو هدوا البيت مش خايف ".
انتهت
وانتهت قصة بطل
 

اللصوص والفقير

الحكاية الشعبية الفلسطينية
( اللصوص والفقير )




ما بطيب الكلام الا بالصلاة على سيد الآنام ...
اللهم صلي على سيدنا محمد ..

باقي في قديم الزمان هالحرامية ..
سراقين وعايشين على السرقة ..

وهمه شلة مع بعض يسرقوا كل شي ..
ايش ما يشوفوا قدامهم يسرقوا ..

يوم من الايام افلسوا ..
ما فش معاهم اشي ..
وما ظلش اشي يسرقوا ..
الناس باقية زمان في فقر ..

كان عنده الواحد شوية جاجات ..
شوية غنمات ..
يعني اشي زي هيك ففكروا ..
قالوا : ما ظلش حدا الا سرقناه ..
وما ظلش حدا قدامنا غير الواحد ..
باقي هالواحد أغنى واحد في البلد - وما غني الا الله سبحانه وتعالى - وعنده هالزلمه قصر وغني كثير ..

صاروا يفكروا كيف بدهم يوصلوا لقصر هالزلمة الغني ..
لأنه صعب كثير ..

واحد من الحرامية قال : ما فش الا طريقة وحدة ..
قالوله : شو هي ؟..
قالهم : في بيت لواحد فقير جنب القصر ما الناش الا غير نروح على بيته .. ومن بيته بنط على القصر ..
وافقوا جميعهم على رايه ..

وراحوا على دار الفقير ..

الزلمة فقير وما حيلته اشي ..

الزلمة الفقير شافهم ..

إطّلّع ..

لاقاهم لابسين اواعي غاليه ..

استغرب حراميه .. ولابسين أواعي غاليه ..

زعق على مرته بصوت عالي ..
وقالها : هاتي يا وليه الصيغة الذهب اللي عندك وارميها في البير اللي النا .. لانه قلبي حاسسني انه في حراميه بدهم يسرقوهن منك ..

هذا الحكي على سماع الحرامية ..

مهو الزلمة متعمد يسمعهم ..

قامت المرة جابت له شوية قزاز مكسر محطوطات في صرة ..
وقالتله : خذ هي الذهبات ..

وراح رماهن في قلب البير في وسط البيت ..

طبعا همه سمعو الحكي ..
فكروا عن صح انه في ذهب ..
والزلمة الفقير رماه في البير ..

قاموا قالوا لبعضهم : هذه سرقة مضمونه وصارت بين أيدينا أحسن ما نروح نسرق القصر .. ونورط حالنا ..
وراحوا شالحين أواعيهم ونزلوا في البير يدوروا على الذهب ..

وباقي الزلمة الفقير مستني ورا الباب ..
وكأنه حاسس انه رايحين ينزلوا في البير ..

خلاهم تا نزلوا البير ..
وأخذ ملابسهم ..
وعبر ع بيته ..
ودشرهم في البير يفتشوا ..

وظلوا يفتشوا في ها لبير على صرة ها لذهب تا انتهف بالهم ..
وهمه يدوروا ما لقوش غير صرة ها لقزاز ..

ولما زهقوا طلعوا وما لقوش أواعيهم ..
خافوا يسألوا عن أواعيهم ..
مهي فظيحة الهم ..
ما استرجوش يسألوا ..

فخرجوا وهمه عريانين قبل ما النهار يطلع ..
- باقية الدنيا ليل –
وهمه طالعين بهالمنظر ..
طل عليهم صاحب البيت وقالهم : خذوا الباب في ايديكم ..
هذا جزاء كل مين بعمل عمل مشين مثل السرقة ..


وطار الطير وتتمسوا بالخير ..





امنياتي للجميع بحياة سعيدة
ودمتم بأفضل حال






بعد أن قرأته .. راق لي
فنقلته هان في المكان المناسب من كان يا مكان



وإن مرت الايام ولم تروني هنا ..
فهذه مشاركاتي فـتذكروني ..
وان غبت وما لقيتوني أو لمتجدوني ..
ساعتها أكون وقتها بحاجة للدعاء منكم ..
فادعوا لي ي ي



إنـي ابتليت بـأربع مـا سُلِّطوا.... إلا لشـدّة شقوتـي وعنـائي


ابليس والدنيا ونفسي والهوى...كيف الخلاص وكلهم أعدائي
بمـعية الرحــمن ونــهج حبيبـه ... أبــلغ بـإذن الله رجـــائي











إلهي..


لَو وصَلَت ذُنوبي إلى السَّماءِ وخرقَتِ النُّجومَ..


أَو بَلَغَت أَسفَلَ الثَّرى..
ما رَدَّني اليَأسُ عَنْ تَوَقُّعِ غُفرانِكَ..


وَلا صَرَفَني القُنوطُ عَنْ ابْتِغاءِ رِضوانِكَ



عندما يوزع الله الأقدار ولا يمنحـني شيئآ أريده !!


أدرك تمامآ أن ( الله ) سيمنحني


~ شيئــا أجمـــل ~


يــــارب
..عَلّمنْي أنْ التسَامح هَو أكْبَر مَراتب القوّة وَأنّ حبّ الانتقام هَو أولْ مَظاهِر الضعْفَ..
يــــارَبْ
..إذا أسَأت إلى الناس فَاعْطِني شجَاعَة الاعتذار وإذا أسَاء لي النَّاس فاعْطِنْي شجَاعَة العَفْوَ ..


إن يختلف ماء الوصال فماؤنا ... عذبٌ تحدَّر من غمامٍ واحدِ
أو يفترق نسب يؤلف بيننا ... دين أقمناه مقام الوالد
~


أرض تدوس أمي بالأ قدام رملها أموت فيها واندفن في رمالها
أمي لها بالجوف والقلب منزلة مكانة ماكل محبوب نالها
ماشافت عيوني من الناس غيرها ولا خلق رب الخلايق مثالها
أغلى بشر في جملة الناس كلهم وأكرم من يدين المزون وهمالها
اتبع رضاها وارتجي زود قربها واللي طلبته من حياتي وصالها
الصدق مرساها والأشواق بحرها والعطف واحساس الغلا راس مالها




اللهم اني اسالك ايمانا لا يرتد ونعيما لا ينفذ
ومرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في اعلى جنة الخلد
اللهم امين


لِكُلِّ شيءٍ نِهَاية , إلا ما كانَ لله ..
يُثمر ُفي الدنيا ويمتدُّ حتى الآخرة ..
[..سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب اليك..]