السبت، 28 مايو 2016

♥ رحلة مع القرآن - تاملات قرآنية .. ♥ 13


قال ابن القيم يرحمه الله تعالى : يؤدب الله عبده المؤمن الذي يحبه وهو كريم عنده بأدنى زلة أو هفوة ، فلا يزال مستيقظا حذرا وأما من سقط من عينه وهان عليه فإنه يخلي بينه وبين معاصيه وكلما أحدث ذنبا أحدث له نعمة .
والمغرور يظن أن ذلك من كرامته عليه ولا يعلم أن ذلك عين الإهانة ، وأنه يريد به العذاب الشديد ، والعقوبة التي لا عاقبة معها .
[ زاد المعاد 506/3 ]

ـــــــــــــــــــــــــ

(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا
بِمَا أُوتُواأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ )
(سورة الانعام 44)
ـــــــــــــ

مابال الناس لا يرون عيب انفسهم كما يرون عيب غيرهم ؟..
فقال : لأن الانسان عاشق لنفسه .. والعاشق لا يرى عيوب المعشوق ..
روى ابن جرير في تفسيره عن قتادة في قوله تعالى : 
( بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ )
قال : إذا شئت والله رأيته بصيراً بعيوب الناس وذنوبهم ، غافلاً عن ذنوبه .
ــــــــــــــــ

ذُوقوا "متعة الإخلاص "
( فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ)
هُنا يزول سراب "انتظار المدح" عن القلوب الطاهرة وينزاح غشاوة "النظر للمخلوق" عن النفوس الصادقة ..
ـــــــــــــــ

(وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ)
لا تقارن حياتك بحياة الآخرين الأكثر حظاً في الدنيا ...
بل قارن دينك بدين الصالحين ...
ففي الأولى ستخسر راحة بالك ....
وفي الثانيه تكسب دينك ودنياك
ـــــــــــــــــــ

كُن ممن أراد بدراسته " وجه الله "
فإن فعلت "فإن معاقِد كُل الخير بيده"
تأمل : العلم " الذي لايرُاد به إلا ثواب لله "
لاعجلة في تحصله فالوقت وإن طال فھو معمور بذكر لله فأنّى يأتي الملل !..
انظر ماھو مبعث نيتك ، وماھي أصول عزيمتك ، الأمر "سير للدار الآخرة"
لا مجال لمنافسة أقران .. أو تعالٍ على خلان .. لاعلك إن صحّت عندك النية .. وسلِمت لك الطويّة .. فثناء الناس لايُقدم .. ومذام الناس تسقط سريعاً ..
(وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)
ــــــــــــــــــ

آيتان مُتشابهتان .. ختمهما اللہ بخاتمتين مُختلفتين !!..
‏قال الله تـعالى 
{وإن تَعُدُّوا نعمة الله لا تُحصُوها إنّ الإنسانَ [ لظلومٌ كَفّار ] }
[‏إبراهيم].
وقال الله تـعالى : 
{وإن تَعُدُّوا نعمة الله لا تُحصُوها إنّ الله [ لغفورٌ رحيم ] }
[ النحل].
 فالإنسان .. يظلم ويكفُر.. 
والرب .. يرحم ويغفِر .. فما أعظم فضل الله !..
ـــــــــــــ

الإعتراف بمزايا الآخرين من مزايا الأنبياء ..
قال الله تعالى عن موسى عليه السلام : 
"وأخي هارون هو أفصح مني"
وإنكارها من مزايا الشيطان : "قال أنا خير منه"
ــــــــــــــ

قال الله تـعالـى : {وأنا (اختَرتُكَ) فاستَمِعْ لِمَا (يُوحَى) }
• إذا ألـهمك الله الإقبال على نصوص الوحي .. [ فقد اختارك ] .”
ـــــــــــــ


في سورة الشعراء موقف يعلمنا رفض اليأس والرد على المتشائمين المحبطين

(فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)
قَالَ كَلَّا  إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)
ـــــــــــــ

« أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ »
الذي يستعجل نصيبه من الرزق ، ويبادر الزمن ، ويقلق من تأخر رغباته ، كالذي يسابق امام في الصلاه ، ويعلم انه لا يسلم الا بعد امام !.. 
فامور وارزاق مقدره ، فرغ منها قبل خلق الخليقه ، بخمسين ألف سنة ..
ــــــــــــــــــــ

( نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ}
أي أن في دار الدنيا إذا أحسوا شدة حرارتها تذكروا بها نار الآخرة التي هي أشد منها حراً ..
ــــــــــــــــــ


( لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ }
أخشى إن لم نشكر الله على نعمة المطر أن يجعل الماء مالحا لا ينبت زرعا ولا يسقي إنسانا ولا ينتفع به حيوان !..
ــــــــــــــــــــــــــ


الترف مجاوزة حد التنعم إلى درجة بطر الحق ، وقد ذكر في ثمانية مواضع من القرآن كلها على وجه الذم ، قيل عن أصحاب الشمال : ( إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ).
ـــــــــــــــــ

(وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ )
غاية التبشيع للعذاب أن يكون الظل لهيبا يشوي الوجوه
ـــــــــــــــــــــ

(وكأس من معين ولحم طير مما (يشتهون) مما (يتخيرون)
لما منع شهوته في الدنيا وجعل هواه تبعا للشرع ..
أعطاه الله الحرية المطلقة في الجنة ..

ـــــــــــــــــــ

(وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ..
إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ)

(إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ)
لم يذكر القرآن الترف إلا على وجه الذم !..
(وَكانوا يُصِرّونَ عَلَى الحِنثِ العَظيمِ)
خطر الإصرار على الذنب ..
ــــــــــــــــــــ

من يُعرض عن اللغو ولايصغي للكلام الساقط الذي يُلحق الإثم إنما يتعجل بعض نعيم الجنة
( لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا)
ـــــــــــــــ

قد تصنع المرأة بلطفها مالا يصنعه الرجل بقوته في حل المعضلات
{إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ}
ــــــــــــ

{ ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصّدقنَّ ولنكوننَّ من الصالحين }
لا تُعلِّق فعل الطاعات بحصول النعمة ، قد تُفْتن !..
ـــــــــــــــــ

لو لم يكن للصابرين فضيلة أو ميزة إلا أنهم نالوا المعية من الله في قوله تعالى :
{... إن الله مع الصابرين} .. لكفى بها فضلا ومنة وشرفا .. 

من كتاب تفسيرالسعدي .
ــــــــــــــــ

قولنا عند المصيبة : "إنا لله وإنا إليه راجعون" و"قدر الله وما شاء فعل"
قد نصبِّر بهما ألسنتنا عن التسخط ، والعبرة بما يقع في القلب من حقيقة معناهما
ــــــــــــــــــــــــ


( الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ في سَاعَةِ الْعُسْرَة )
العسرة ساعة من نهار ، فلا تتضجّر من الأقدار !!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق