السبت، 28 مايو 2016

♥ رحلة مع القرآن - تاملات قرآنية .. ♥ 5


فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23)
أحيانا تمر على الإنسان ابتلاءات صعبة وأوقات شديدة قد يتمنى فيها الموت ولايعلم أن هذه اللحظات هي بداية الفرج وظهور النور ..

في هذه الآية تقول السيدة مريم (يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا) ..
ولا تعلم أن هذه اللحظات هي ولادة عيسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل ..
يجدد من اندثر من الدين ويكون آية للناس ..
فمهما مرّت عليك من ابتلاءات فاعلم أنّ مع العسر يسرًا ..
ــــــــــــ

{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ ...}

لو أنه ذكره في حينها ، سيرجع يوسف خادما ، لكنه تأخر بضع سنين ، ليخرج عزيزا على مصر ، ففي التأخير ألطاف جليلة
يوسف انتظر كثيرا ..
لكنه خرج ليصبح عزيز مصر ..
إلى كل الذين تتأخر أمانيهم عن كل ما يحيط بهم ..
بضع سنين لابأس .. 

فما حدث مع يوسف يحدث للكثير
قعّد يوسف قاعدة عظيمة تكتب بماء العينين
( إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِين)
ـــــــــــــ


الحذف الحاصل في بعض الآيات قد يجعل المعنى يشتبه على البعض ، كقول اللّه تعالى : ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا  ) ..

فهذه الآية قد يفهم منها البعض أنّ اللّه يأمرُ بالفِسق ، والصحيح كما قال علماء التفسير أنّ في الآية حذف ، وهذا أسلوب من أساليب اللّغة العربيّة ، والمعنى : أمرنا مترفيها بطاعة الله والابتعاد عن معصيته لكنّهم فسقوا وعصوا اللّه فاستحقّوا العذاب ..
ـــــــــــ

صورة

ــــــــــ

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ } [البقرة:155] ..
تأمل كيف قال : { بِشَيْءٍ } فهو شيء يسير، لأنه ابتلاء تمحيص لا ابتلاء إهلاك.
ــــــــــــــــ

كثير من الناس يقرأ الأوراد ولا يجد لها أثرا ؟..

ولو تدبر قوله سبحانه : { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا } ..
لأدرك السر في ذلك ..
حيث يذكر الله بلسانه مع غفلة قلبه ، فهل ينتظر أثرا لذاكر هذه حاله ؟!..
ـــــــــــــــــ


صورة

ـــــــــــــــــ

إذا شعرت بالملل من جراء كثرة أمرك أهل بيتك بالصلاة ، وإيقاظهم لها ..

خصوصا صلاة الفجر ..
فتذكر قوله تعالى : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } [طه:132] ..
ففي ذلك أعظم دافع للصبر والاحتساب ، وطرد الملل ، وتذكر عاجل الأجر ومآل الصبر بعد ذلك في الآية : { لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } ..
ــــــــــ


لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ( 12 ) لِيَوْمِ الْفَصْلِ ( 13 ) سورة المرسلات ..

لن يتم حسم كل القضايا في الدنيا سيبقى الكثير منها عالقاً ليوم القيامة
فاحذروا الظلم وأعراض الناس وحقوقهم
إذا ما الظلوم استوطأ الظلم مركباً ... ولج عتواً في قبيح اكتسابه
فكله إلى صرف الزمان وعدله ... سيبدو له ما لم يكن في حسابه
ـــــــــــــــــ

صورة

ــــــــــــــ

(قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّن ......)
هذه الكلمة التي تملا القلب باليقين في قدرة الله المطلقة
قالها الله لزكريا لما تعجب من مجيء الولد على الكبر
وقالها الله لمريم لما تعجبت من مجيء الولد بغير أب
وهي موجهة لكل من استبعد قدرة الله أو يأس من أمر أو عجز عن شيء أو فقد الأمل في حلم
كل شيء عليه هين سبحانه وتعالى ....
فمهما كان هذا الأمر عظيما عند الناس فتذكر هذه الآية
ــــــــــــــــ

اتهم فرعون موسى عليه السلام بالسحر ، واتهم المشركون النبي صلى الله عليه وسلم بالكذب والجنون ، ووقفت عائشة رضي الله عنها مندهشة من اتهام المنافقين لها بالفاحشة ، واتٌّهم كثير من المخلصين بالكذب والحرص على المناصب و.. وغيرها من التهم وأحيانا لا يملك الإنسان القدرة ليدافع عن نفسه ولكن حينما يقرأ الإنسان هذه الآية يطمئن أنه : يومًا ما ستظهر الحقيقة للجميع ..

يقول الله تعالى : ( سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26)
ــــــــــــــــــ

( قَالُوا لَنْ نُؤْثرك عَلَى مَا جَاءَنَا منْ الْبَيّنَات وَاَلَّذي فَطَرَنَا)
لا تقدم على الحق إذا اتضح وظهرت بيناته أحدا من الخلق ، ولا تجامل أحدا على حساب دينك .”



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق