الثلاثاء، 9 يوليو 2013

مواعظ



 ~®§§][][  مواعظ ][][§§®~



لما احتضر أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه حين وفاته قال : وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد .
وقال لعائشة : انظروا ثوبي هذين , فإغسلوهما وكفنوني فيهما , فإن الحي أولى بالجديد من الميت  .
ولما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا : إني أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عني : إن لله عز وجل حقا بالليل لا يقبله بالنهار وإن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل , وإنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة , وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا , وثقلت ذلك عليهم وحق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا , وإنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل , وخفته عليهم في الدنيا وحق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا.

=-=-=-
ولما طعن عمر ..
 جاء عبدالله بن عباس , فقال : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس , وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس , وقتلت شهيدا ولم يختلف عليك اثنان , وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض  .
فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه ..
فقال : المغرور من غررتموه , والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع .
وقال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه .
فقال : ضع رأسي على الأرض .
فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!
فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض  .
فقال عبدالله : فوضعته على الأرض  .
فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل.


=-=-=-
أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه ..
قال حين طعنه الغادرون والدماء تسيل على لحيته : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين  .اللهم إني أستعديك وأستعينك على جميع أموري وأسألك الصبر على بليتي  .

ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا .. ففتحوه فوجدوا فيه ورقة
مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان)
بسم الله الرحمن الرحيم  .
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق . وأن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد ..عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث إن شاء الله  .


=-=-=-
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
بعد أن طعن علي رضي الله عنه قال : ما فعل بضاربي ؟
قالو : أخذناه
قال : أطعموه من طعامي , واسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي , وإن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها  .
ثم أوصى الحسن أن يغسله وقال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا
وأوصى : إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , ولا تبطئوا , فإن كان خيرا عجلتموني إليه , و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم .

=-=-=-

معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه
الصحابي الجليل معاذ بن جبل حين حضرته الوفاة وجاءت ساعة الإحتضارنادى ربه قائلاً :
يا رب إنني كنت أخافك , وأنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار , ولا لغرس الأشجار وإنما لظمأ الهواجر , ومكابدة الساعات , ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم ..
ثم فاضت روحه بعد أن قال : لا إله إلا الله  ..
روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال  : نعم الرجل معاذ بن جبل
و روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أرحم الناس بأمتي أبوبكر إلى أن قال وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ . .

=-=-=-
بلال بن رباح رضي الله عنه و أرضاه
حينما أتى بلالا الموت قالت زوجته : وا حزناه ..
فكشف الغطاء عن وجهه وهو في سكرات الموت وقال : لا تقولي واحزناه , وقولي وافرحتاه
ثم قال : غدا نلقى الأحبة محمدا وصحبه  .

=-=-=-
أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه
لما حضرت أبا ذر الوفاة بكت زوجته ..
فقال : ما يبكيك ؟
قالت : وكيف لا أبكي وأنت تموت بأرض فلاة وليس معنا ثوب يسعك كفنا ..
فقال لها : لا تبكي وأبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا منهم : ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين .. وليس من أولئك النفر أحد إلا ومات في قرية وجماعة , وأنا الذي أموت بفلاة , والله ما كذبت ولا كذبت فانظري الطريق
قالت : أنى وقد ذهب الحاج وتقطعت الطريق
فقال : انظري ..
فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي ..
فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟
قالت : امرؤ من المسلمين تكفنونه  ..
فقالوا : من هو ؟
قالت : أبو ذر
قالوا : صاحب رسول الله
ففدوه بأبائهم وأمهاتهم ودخلوا عليه فبشرهم .. وذكر لهم الحديث
وقال : أنشدكم بالله , لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا
فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى
وصلى عليه عبدالله بن مسعود
فكان في ذلك القوم رضي الله عنهم أجمعين.

=-=-=-

الصحابي الجليل أبوالدرداء رضي الله عنه وأرضاه لما جاء أبا الدرداء الموت ..
قال  :ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟.. ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟.. ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟..  
ثم قبض رحمه الله .

=-=-=-
سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه
بكى سلمان الفارسي عند موته ..
فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب , وحولي هذه الأزواد  .
وقيل : إنما كان حوله إجانة وجفنة ومطهرة !
الإجانة : إناء يجمع فيه الماء
الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء و الطعام
المطهرة : إناء يتطهر فيه.


=-=-=-
الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
لما حضر عبدالله بن مسعود الموت دعا إبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إني أوصيك بخمس خصال , فإحفظهن عني  :أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل  .ودع مطلب الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقر حاضر  .ودع ما تعتذر منه من الأمور , ولا تعمل به .. وإن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا وأنت خير منك بالأمس , فافعل .. وإذا صليت صلاة فصل صلاة مودع , كأنك لا تصلي بعدها ..

=-=-=-
الحسن بن علي سبط رسول الله وسيد شباب أهل الجنة رضي الله عنه
لما حضر الموت بالحسن بن علي رضي الله عنهما , قال  :أخرجوا فراشي إلى صحن الدار , فأخرج ..
فقال  :اللهم إني أحتسب نفسي عندك , فإني لم أصب بمثلها !..

=-=-=-
الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني  ..
فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. وقال : الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام والانهدام .. أما كان هذا وغض الشباب نضير ريان ؟!.. ثم بكى وقال : يارب .. يارب .. ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة واغفر الزلة .. وجد بحلمك على من لم يرج غيرك ولا وثق بأحد سواك  ..ثم فاضت رضي الله عنه .

=-=-=-
الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه
حينما حضر عمرو بن العاص الموت .. بكى طويلا .. وحول وجهه إلى الجدار ..
فقال له إبنه : ما يبكيك يا أبتاه ؟.. أما بشرك رسول الله ..
فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه وقال : إن أفضل ما نعد .. شهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمدا رسول الله  ..إني كنت على أطباق ثلاث  ..
لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني , ولا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار .. فلما جعل الله الإسلام في قلبي , أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ..
فقلت : إبسط يمينك فلأبايعنك , فبسط يمينه ..
قال : فقضبت يدي  ..
فقال : ما لك يا عمرو ؟!..
قلت : أردت أن أشترط ؟!..
فقال : تشترط ماذا ؟!..
قلت : أن يغفر لي ؟!..
فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله , وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها , وأن الحج يهدم ما كان قبله ؟..
وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحلى في عيني منه وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له , ولو قيل لي صفه لما إستطعت أن أصفه , لأني لم أكن أملأ عيني منه ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ثم ولينا أشياء , ما أدري ما حالي فيها ؟.. فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار , فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها , حتى أستأنس بكم , وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟

=-=-=-
الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري
لما حضرت أبا موسى - رضي الله عنه - الوفاة , دعا فتيانه , وقال لهم : إذهبوا فاحفروا لي وأعمقوا  ..
ففعلوا  ..
فقال : اجلسوا بي , فوالذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين , إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا , وليفتحن لي باب من أبواب الجنة فلأنظرن إلى منزلي فيها وإلى أزواجي , وإلى ما أعد الله عز وجل لي فيها من النعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي , وليصيبني من روحها وريحانها حتى أبعث ..
وإن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي , حتى يكون أضيق من كذا وكذا , وليفتحن لي باب من أبواب جهنم , فلأنظرن إلى مقعدي وإلى ما أعد الله عز وجل فيها من السلاسل والأغلال والقرناء , ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي , ثم ليصيبني من سمومها وحميمها حتى أبعث  .

=-=-=-
سعد بن الربيع رضي الله عنه
لما إنتهت غزوة أحد .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟
فدار رجل من الصحابة بين القتلى فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه فناداه : ماذا تفعل ؟..
فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟
فقال سعد : إقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام وأخبره أني ميت وإني قد طعنت إثنتي عشرة طعنة وأنفذت في , فأنا هالك لا محالة , وإقرأ على قومي من السلام وقل لهم : ياقوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف  ..


=-=-=-
عبدالله بن عمر رضي الله عنهما
قال عبدالله بن عمر قبل أن تفيض روحه : ما آسى من الدنيا على شيء إلا على ثلاثة : ظمأ الهواجر ومكابدة الليل ومراوحة الأقدام بالقيام لله عز وجل .. وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت .. ولعله يقصد الحجاج ومن معه ..

=-=-=-
عبادة بن الصامت رضي الله عنه وأرضاه
لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة ..
قال  :أخرجوا فراشي إلى الصحن
ثم قال  :اجمعوا لي موالي وخدمي وجيراني ومن كان يدخل علي ..
فجمعوا له ..
فقال : إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا .. وأول ليلة من الآخرة .. وإنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء .. وهو والذي نفس عبادة بيده .. القصاص يوم القيامة .. وأحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي  .
فقالوا : بل كنت والدا وكنت مؤدباً ..
فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟..
قالوا : نعم  .
فقال : اللهم اشهد ..
أما الآن فاحفظوا وصيتي :
أحرج على كل إنسان منكم أن يبكي ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء ، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة و لنفسه ، فإن الله عز و جل
قال : واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين .. ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ، ولا تتبعوني بنار  .

=-=-=-
الإمام الشافعي رضي الله عنه
دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه
فقال له : كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟!
فقال الشافعي : أصبحت من الدنيا راحلا , وللإخوان مفارقا , ولسوء عملي ملاقيا , ولكأس المنية شاربا , وعلى الله واردا , ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول :
ولما قسـا قـلـبـي وضاقـت مذاهبي
جعلت رجـائي نـحـو عفـوك سلـما
تـعـاظـمــني ذنـبــي فــلـما قرنــتـه
بعفـوك ربـــي كـان عفوك أعظـما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
تــجـــود وتـعــفــو منــة و تكـرمـا


=-=-=-
الحسن البصري رضي الله عنه وأرضاه
حينما حضرت الحسن البصري المنية حرك يديه وقال : هذه منزلة صبر وإستسلام !..

=-=-=-
عبدالله بن المبارك يرحمه الله
العالم العابد الزاهد المجاهد عبدالله بن المبارك , حينما جاءته الوفاة إشتدت عليه سكرات الموت .. ثم أفاق .. ورفع الغطاء عن وجهه وابتسم قائلاً  : لمثل هذا فليعمل العاملون .. لا إله إلا الله .. ثم فاضت روحه .


=-=-=-
الفضيل بن عياض يرحمه الله
العالم العابد الفضيل بن عياض الشهير بعابد الحرمين .. لما حضرته الوفاة .. غشي عليه .. ثم أفاق وقال : وابُعد سفراه  ..واقِلة زاداه  ..!


=-=-=-
الإمام العالم محمد بن سيرين يرحمه الله
روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة , بكى ..
فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : أبكي لتفريطي في الأيام الخالية وقلة عملي للجنة العالية وما ينجيني من النار الحامية ..


=-=-=-
الخليفة العادل الزاهد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه
لما حضر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الموت قال لبنيه وكان مسلمة بن عبدالملك حاضراً : يا بني , إني قد تركت لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين وأهل ذمتهم إلا رأو لكم حقاً .. يا بني , إني قد خيرت بين أمرين , إما أن تستغنوا وأدخل النار , أو تفتقروا وأدخل الجنة , فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي .. قوموا عصمكم الله .. قوموا رزقكم الله  .. قوموا عني , فإني أرى خلقا ما يزدادون إلا كثرة , ما هم بجن ولا إنس  ..
قال مسلمة : فقمنا وتركناه , وتنحينا عنه , وسمعنا قائلا يقول : تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين .. ثم خفت الصوت , فقمنا فدخلنا , فإذا هو ميت مغمض مسجى ؟!..


=-=-=-
الخليفة المأمون أمير المؤمنين رحمه الله
حينما حضر المأمون الموت قال : أنزلوني من على السرير .
فأنزلوه على الأرض  ..
فوضع خده على التراب وقال : يا من لا يزول ملكه .. إرحم من قد زال ملكه  !..


=-=-=-
أمير المؤمنين عبدالملك من مروان يرحمه الله
يروى أن عبدالملك بن مروان لما أحس بالموت قال : ارفعوني على شرف , ففعل ذلك , فتنسم الروح , ثم قال : يا دنيا ما أطيبك !.. إن طويلك لقصير .. وإن كثيرك لحقير .. وإن كنا منك لفي غرور !..


=-=-=-
هشام بن عبدالملك يرحمه الله
لما أحتضر هشام بن عبدالملك , نظر إلى أهله يبكون حوله ..
فقال : جاء هشام إليكم بالدنيا وجئتم له بالبكاء , ترك لكم ما جمع وتركتم له ما حمل , ما أعظم مصيبة هشام إن لم يرحمه الله .


=-=-=-
أمير المؤمنين الخليفة المعتصم يرحمه الله
قال المعتصم عند موته : لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت !..


=-=-=-
أمير المؤمنين الخليفة الزاهد المجاهد هارون الرشيد يرحمه الله
لما مرض هارون الرشيد ويئس الأطباء من شفائه .. وأحس بدنو أجله ..
قال : أحضروا لي أكفانا فأحضروا له ..
فقال : احفروا لي قبرا ..
فحفروا له ..
فنظر إلى القبر وقال : ما أغنى عني مالية .. هلك عني سلطانية !..


محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحمد لله الواحد العلام وعلى النبي الكريم الصلاة والسلام .. أما بعد  ..
فهذا ما تيسر جمعه من على فراش الموت ..

جمعتها تذكرة لنفسي أولا ولإخواني .. لنأخذ منها العظة .. ولنتذكر حقيقة هذه الدنيا  ...
وخير ختام لهذه الحلقات .. اللحظات الأخيرة على فراش موت النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ..

في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة
كان المرض قد أشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسرت أنباء مرضه بين أصحابه ، وبلغ منهم القلق مبلغه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصى أن يكون أبو بكر إماما لهم ، حين أعجزه المرض عن الحضور إلى الصلاة.
وفي فجر ذلك اليوم وأبو بكر يصلي بالمسلمين ، لم يفاجئهم وهم يصلون إلا رسول الله وهو يكشف ستر حجرة عائشة ، ونظر إليهم وهم في صفوف الصلاة ، فتبسم مما رآه منهم فظن أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج للصلاة ، فأراد أن يعود ليصل الصفوف ، وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم ، فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأومأ إلى أبي بكر ليكمل الصلاة ، فجلس عن جانبه وصلى عن يساره .. وعاد رسول الله إلى حجرته ، وفرح الناس بذلك أشد الفرح ، وظن الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أفاق من وجعه ، وإستبشروا بذلك خيرا ..
وجاء الضحى .. وعاد الوجع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعا فاطمة ..
فقال لها سرا أنه سيقبض في وجعه هذا ..
فبكت لذلك ..
فأخبرها أنها أول من يتبعه من أهله ..
فضحكت  ..

وإشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبلغ منه مبلغه ..
فقالت فاطمة : واكرباه ..
فرد عليها رسول الله قائلا : لا كرب على أبيك بعد اليوم
وأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيته للمسلمين وهو على فراش موته : الصلاة الصلاة .. وما ملكت أيمانكم .. الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم .. وكرر ذلك مرارا ..
ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده السواك .. فنظر إليه رسول الله ..
قالت عائشة : آخذه لك ؟!.. فأشار برأسه أن نعم ..
فإشتد عليه ..
فقالت عائشة : ألينه لك ..
فأشار برأسه أن نعم ..
فلينته له
وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء ، فيمسح بالماء وجهه وهو يقول : لا إله إلا الله .. إن للموت لسكرات .. وفي النهاية .. شخص بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وتحركت شفتاه قائلاً : مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، اللهم إغفر لي وإرحمني .. وألحقني بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى .. اللهم الرفيق الأعلى .. اللهم الرفيق الأعلى .. و فاضت روح خير خلق الله صلى الله عليه وسلم .. فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها .. فاضت روح من أرسله الله رحمة للعالمين وصلى اللهم عليه وسلم تسليما ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق